تقف الحاجة «كما لقبها الخضار» وهي سيدة في الخمسينيات من عمرها ، مشدوهة أمام صناديق من الخضر والفواكه التي تفنن صاحبها في عرضها في أبهى حلة لإثارة وإقناع المتبضعين بجودة مواده المعروضة . تتفحص بعينيها الطماطم ، وهي تنتقي حباتها بتمهل في كيس بلاستيكي غير مبالية بالعرق الذي يتصبب من جبينها «انفق يوميا مابين200و250درهما في السوق خلال شهر رمضان ،على عكس الأيام العادية الذي لا يتعدى فيه ثمن»القفة»100درهم»تقول الحاجة التي أكدت أن ثمن «ففتها»قد تضاعف منذ حلول شهر رمضان ،بسبب إقبالها الكبير على اقتناء بعض المواد الخاصة بهذا الشهر الفضيل . تتنوع «بسوق دوار الكرعة« بيعقوب المنصور، بمدينة الرباط، أشكال الحلويات والعجائن والمصبرات والسوائل المعروضة على جنباته والخاصة بشهر رمضان . وبدا بعض المتسوقين مشدوهين إلى بعض الأشكال منها ، وهم يسألون عن أثمنتها بفضول تقول خديجة ، وهي تشير إلى طاولة عليها أصناف من الشباكية » إلا مفطرتيش بالشباكية او البغرير او الملوي.... راه بحال ألا مفطرتيش،وخا هدشي غالي شويا» في إشارة منها إلى أن تأثيث مائدة الإفطار يتطلب ميزانية يومية إضافية ،تتراوح- حسب خديجة- مابين 150و200درهما يوميا،في الوقت الذي كانت فيه هذه الميزانية لاتتجاوز 90درهما في الأيام العادية. وغير بعيد عن خديجة ،التقينا بحسن [اسم مستعار]يتجول بين دكاكين بائع الدجاج في بحث عن ثمن يلائم طاقته الشرائية يقول » حنا غير دراوش على قد الحال او المدخول ضعيف، بارك علينا غير لحم الدجاج»في إشارة منه إلى أن تدني قدرته الشرائية التي يشاركه فيها مئات من المتسوقين الفقراء الذين ارتادوا السوق وعجزوا عن شراء ما لذ وطاب واكتفوا في أفضل الأحوال، باقتناء المواد الغذائية الأساسية كلحم الدجاج والخضر والسكر. . . فحسن يعيل أسرته التي تتكون من سبعة أفراد ومذخوله اليومي لا يتجاوز مئة درهم ،الشئ الذي زاد من تأزم وضعيته المادية خلال شهر رمضان. ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان تؤكد ارتسامات الكثير من الباعة، فهذا (عمر) أحد بائعي الخضر والفواكه يفيد بأن وتيرة الاقتناء عنده مرتفعة، وطرأت عليها تحولات منذ حلول شهر رمضان نتيجة تزايد إقبال المتبضعين على بعض أنواع من الخضر والفواكه كالطماطم ، البصل ، البطاطس ،الأفوكا، الخوخ و التفاح. . . وتعد فترة ما بعد الزوال ? حسب عمر- الفترة التي يتوافد فيها المتسوقين بكثرة للتسوق، مما يساهم في خلق حركة تجارية نشيطة «بسوق دوار الكرعة» . ومن جهته سجل( حسن) بقال عند مدخل السوق الإقبال المتزايد على المواد الأساسية مثل الحليب، الدقيق وعلب الطماطم المصبرة. . . أما الجناح المخصص للحوم في السوق فقد شهد هو الآخر ارتفاعا في الطلب خصوصا على اللحوم البيضاء كلحم الدجاج والديك الرومي وهو ما سجله الجزار (محسن) الذي يقول» إن انخفاض اثمنة اللحوم البيضاء يعتبر من بين الأسباب التي تجعل الناس يقبلون عليها بكثرة « . وأفاد بائع حلويات وثمور الإقبال الملفت على مواده خصوصا تلك الثمور المستوردة من تونس،العراق والإمارات...وذلك نظرا لاثمنتها المنخفضة والحرفية في طريقة تعليبها التي تتسم بالجمالية. في الوقت الذي ينفر فيه الناس من المنتوج المغربي رغم جودته وذلك بسبب الطرق البدائية في التعليب المتمثلة قي تعليب التمور داخل صناديق الخشب وأوراق أكياس الاسمنت المستعملة . شهد »سوق دوار الكرعة« على غرار الأسواق المغربية الأخرى زيادة في الكثير من المواد المستهلكة حيث عمد بعض التجار إزاء الطلب المتزايد للمتبضعين على هذه المواد، إلى الرفع من الأسعار ، ويكفي الاستدلال بزيادة في علبة الطماطم المصبرة ب 3 درهم. وشملت هذه الزيادات أيضا أسعار المواد الغذائية غير المقيدة بأثمنة كالفواكه فالأفوكا مثلا، وصل ثمنه الى 35 درهماً، الخوخ 13 درهما بعد ما كان لا يتجاوز 6 دراهم والموز انتقل من حوالي7 دراهم إلى حوالي10 دراهم. وارتفع سعر الأسماك حيث سجل ثمن الكيلوغرام الواحد من (السردين) في الأيام الأولى من هذا الشهر المبارك حوالي 20درهما .ووصل ثمن الميرلان إلى سبعين درهما ،فيما وصل ثمن السمطة إلى 35درهما ،أما لنشوة فتراوح ثمنها بين15و30درهما حسب النوع والجودة . وسجلت اللحوم البيضاء ايضا ارتفاعا مهولا، حيث بلغ ثمن لحم الدجاج مثلا حوالي 15 درهم. أما الخضر فأثمتنها مستقرة باستثناء البطاطس الذي وصل ثمنه إلى 5 درهم.