توقع مسؤول بالجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر (أبفيل) أن تنخفض أسعار الطماطم في الأسواق المغربية مع حلول آخر شتنبر الجاري، وأوضح مدير الجمعية لعرايس السرغيني في تصريح ل «المساء» أن أسواق الجملة بالمغرب تنتظر بدء إنتاج الطماطم في منطقة سوس ماسة ليتعزز العرض وبالتالي تنخفض أسعار الطماطم التي بلغت في الأيام الماضية 10 دراهم كمعدل مع تفاوت نسبي بين الأسواق والأحياء. ومنذ انتهاء موسم التصدير إلى السوق الأوربية، توقفت جهة سوس ماسة درعة، التي تتصدر جهات المغرب في إنتاج وتصدير الطماطم، عن الإنتاج في يونيو الماضي، وبالتالي افتقدت في أسواق الجملة للخضر والفواكه، وظل التزويد يتم خلال أشهر يوليوز وغشت وشتنبر أساسا عن طريق المناطق الإنتاجية للطماطم غير الموجهة للتصدير في كل من الجديدة والعرائش وسيدي قاسم وبركان. دخول طماطم منطقة سوس ماسة درعة الأسواق المغربية يرتبط بالاستعداد لموسم التصدير للاتحاد الأوربي في شهر أكتوبر المقبل، وحسب العرايس فإن المساحة المزروعة والقدرة الإنتاجية من الطماطم لأراضي المنطقة لم تتغير مقارنة بالموسم السابق، بحيث تزرع الطماطم على مساحة تتراوح بين 4000 و5000 هكتار ويصل حجم الإنتاج الإجمالي إلى 800 ألف طن، توجه 370 ألف طن منها للتصدير، والباقي أي 430 ألف طن للسوق الداخلي. وارتباطا بالطماطم دائما، أوشكت «أبفيل» على الانتهاء من دليل مهني موجه لمنتجي الطماطم قصد محاربة آفة «توتا أبسوليتا» التي ألحقت ضررا بالمنتجين بسبب قدرتها الكبيرة على تدمير الطماطم في ظرف وجيز، خصوصا في الأراضي المكشوفة، ويتضمن الدليل شرحا لطرق المحاربة الكيماوية والبيولوجية للدودة التي انتشرت في كل بلدان حوض المتوسط، وتسببت في منع تصدير الطماطم المغربية منذ مارس الماضي إلى السوق الأمريكي إلا بشروط فرضتها الإدارة الأمريكية على المصدرين المغاربة، والتي تثبت خلو الضيعة والطماطم من الحشرة. وحسب جمعية «أبفيل» فإن التجربة أبانت أن المحاربة البيولوجية أكثر تأثيرا على آفة «توتا أبسوليتا» مقارنة بالمحاربة الكيماوية التي تنطوي على مخاطر على صحة مستهلكي الطماطم المعالجة بهذه المواد، سيما وأن عددا من المنتجين سارعوا إلى استعمال كميات كبيرة من المواد الكيماوية لضمان القضاء على الحشرة، إلا أن ذلك يأتي على حساب السلامة الصحية للطماطم بسبب بقاء هذه المواد في المنتوج عند وصوله إلى أسواق بيع الخضر والفواكه. وأضاف العرايس أن المحاربة البيولوجية تتجلى في استعمال حشرات قاتلة لدودة «توتا أبسوليتا» للتخلص منها، وهي وسيلة يستعملها 25 في المائة من أرباب البيوت البلاستيكية في منطقة سوس ماسة درعة، ينضاف إليها استخدام الفخاخ لرصد تسرب الدودة إلى أحد البيوت البلاستيكية. ولكن هذه المحاربة البيولوجية لا تجدي نفعا في الأراضي المفتوحة، وبالتالي فالحل الوحيد لمحاصرة هذه الحشرة الخطيرة حسب مدير الجمعية المهنية هو تعميم البيوت البلاستيكية للتحكم في عملية المحاربة، إلا أن الإشكالية المطروحة تستفحل أكثر بالنسبة للفلاحين الذين يزرعون الطماطم في الأراضي المكشوفة، والذين لا طاقة لهم لتحمل نفقات البيوت البلاستيكية.