أسود الأطلس الفعليون. ترافقني مند كنت صغيرا حالة نفسية غريبة جدا ,لم أشعر في حياتي - و ليسامحني الله- أن المطر نعمة,كنت أحسه دائما نقمة و وحشا مفترسا ,كنا نتنقل بمتاعنا من ركن الى ركن في المنزل خوفا عليه من القطرة ..كانت ليالينا قاسية جدا ولا تنسى..البرد القارس و الخوف من انهيار محتمل في كل لحظة لسقف او جدار قد يأتي على العاقل و غير العاقل..لدلك كنت ارفع راسي إلى السماء و أتمنى من الله في صمت \"يدوز هد الشتا على خير\". انتابني نفس الشعور بالخوف و اعتقد أن معظم أبناء إقليم ازيلال ممن يعيشون خارج الإقليم ,داخل ارض الوطن أو في الخارج انتابهم إحساس بالحسرة و الألم و هم يتابعون من خلال نشرة أخبار القناة الثانية مشهد مروحيات الدرك الملكي و هي ترمي أهاليهم هناك في قمم النحس بزاد لا يغني و لا يسمن ,وكذا مشهد دراجات الدرك الملكي و هي تبحث عبثا عن مسلك او منفذ ممكن لبلوغ تلك الدواوير المنتشرة و المبعثرة هنا و هناك . المشهد ذكرني بما كنت أراه و اسمعه حول ماسي الأهالي هناك، ذكرني المشهد باني ولدت و ترعرعت هناك ،و هذا ما لم أنسه و لا يجب أن ننساه إكراما لتلك القطعة من القلب ،و لما لها من جميل كبير على مسار حياتنا ..هناك أحسست طفلا و مراهقا بلعنة الجغرافيا و بمكر التاريخ،أحسست أننا كنا أطفالا متخلى عنهم لغير سبب،أحسست هناك صراحة أن أهالي ايت اومديس،ايت شتاشن،أت معلا،اواريضن ،كرول...هم من يستحق دون غيرهم لقب \"أسود الاطلس\"،فالأسود تولد في البراري و لا تولد في مصحات مكيفة ، الأسود تولد في ايت عبدي و خنيفرة و ورززات ..و لا في باريس و بوردو و نانسي و روما ولندن..الأسود تولد حيث التضاريس الوعرة و أشهر أنواع العقارب و الأفاعي و كل صنوف \"تمارة\". ما أثارني في هدا الروبورتاج أيضا هو أن المسؤولين قدموا مروحياتهم و دراجاتهم و مجهوداتهم على أنها إنجاز غير مسبوق ..لا يا سادتي الكرام أزيلال الفطواكي و الحنصالي تستحق منكم أكثر...