تيموليلت : وفاة المقاوم الحسين أمزيل الذي عاصر السلطان المولى عبد العزيز الفقيد الحسين أمزيل يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الفجر 30..32 بدوار إسكتان بجماعة تيموليلت التابعة لقيادة أفورار، لبى نداء ربه، المشمول بعفو الله الحسين أمزيل يوم الأربعاء 4 صفر الخير 1431ه / 20 يناير 2010م على الساعة السابعة إلا ربعا ليلا عن سن يناهز 116 سنة. وقد ازداد الفقيد سنة 1894م من أبيه الحسين بن إبراهيم بن موحى اليزيدي وأمه عيدة بنت إخلف بنت باسو. وعُرِف عن الفقيد مروءته وصبره وكرمه ونبل أخلاقه وانخراطه في صفوف الحركة الوطنية منذ بداياتها الأولى، فقد كان رحمه الله - في العشرينيات من القرن الماضي - يحمل المال مع سبعة أفراد يشكلون خلية التنسيق (أحمد نايت اعمر العمراني وسيدي حمو أوالحاج والحسين نايت خويا وسيدي محمد بن الجيلالي وسيدي حمو الناصري وصالح أوالطالب ودحان من ايت سخمان) إلى رجال المقاومة في الدارالبيضاء ليتسلموا منهم السلاح ويعودوا به إلى خلايا المقاومة بدائرة واويزغت، حيث تم توقيفه مرتين وحكم عليه في إحداهما بعقوبة حبسية شهرا نافذا وافتدى نفسه بخمسة عشر فرنكا يومئذ. كما عرف عنه احتضان بيته لاجتماعات أعضاء رجال المقاومة الوافدين باستمرار من الدارالبيضاء لتنظيم عمل الخلايا المقاوِمة بالمنطقة. شارك رحمه الله في مظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي بين سنتي 1948م - 1953م، وعمد هو وزوج ابنته –أحمد العمراني- ضمن مجموعة تضم 95 فردا إلى قطع خطوط الهاتف لشل التواصل بين أفراد القوات الفرنسية المستعمِرة، فقام أحد العملاء بالتبليغ بهم، فتم إلقاء القبض عليهم وحوكموا بالإحراق أحياء، ثم ما لبث أن خفف الحاكم الفرنسي هذا الحكم إلى عقوبة حبسية أو أداء خمس ريالات أو التكلف بمتطلبات عشرة عمال يؤدون الأشغال الشاقة (شق الطرق وبناء القناطر والبيوت ...)، وقد أسهم في إطار إحدى الأحكام الصادرة في حقه في بناء سوق واويزغت وبيوت المخازنية بها وبعض الدكاكين والمجزرة، وكلها مسقفة بالقرمود. رغم تجاهل المسؤولين على ملف المقاومة ماقدمه المرحوم الحسين أمزيل من تضحيات في زمن الحماية، حيث لم يتلقى الفقيد قيد حياته أية عناية او التفاتة ، تكفيه فخرا وطنيته و حبه لوطنه و يحتسب له أجرا عند خالقه تعالى. و في حق الفقيد تلقت البوابة شهادات عدد من المواطنين سمعوها من آبائهم و أجدادهم تعبر عن انخراطه في الكفاح ضد المستعمر. عاصر رحمه الله خمسة ملوك ملوك علويين (السلطان المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ والمولى يوسف ومحمد الخامس والحسن الثاني رحمهم الله و الملك محمد السادس). وخلف زوجته وثمانية أبناء (أربعة ذكور وأربع إناث). رحم الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل مقامه مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وجزاه عما قدم من تضحيات بالمال والنفس من أجل استقلال وحرية وكرامة وطنه خير الجزاء. ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.