موقع دمنات بين ابن كرير وسطات حول المرحوم ادريس البصري رحمه الله (أذكروا موتاكم بخير) اقليمسطات الى عاصمة مزدهرة وتحولت من دواوير متناثرة هنا وهناك إلى مدينة عصرية ومتحضرة وبفضل فؤاد عالي الهمة تنعم الرحامنة اليوم بالدعم والحلول السحرية وأصبحت الشيخة التي كانت تغني مقطوعة من العيطة تقول فيها: \"فين يماتك آ بنكرير غير الغبرا والزغب يطير\"، تغني اليوم مقطوعة أخرى عنوانها: \"جات ياماتك آ بنكرير الهمة فرشك حرير\" و أتمنى فعلا لو كان عندنا عدد من عاليي الهمم بمنطقة دمنات الغنية بالكثير من الخيرات ، وبتنوع الموارد البشرية،ولنا أن نتساءل لماذا لا يسلك المنتخبون الأخرون نفس النهج و أخص بالذكر منتخبي دمنات على وجه التحديد؟ ولكن قدر دمنات أنها أصيب بالعديد من المتسلطين الذين أدخلوا سكانها في عمق التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي،.حتى أضحت متميزة ، وعلى مدى عقود بأكملها، بإفساد الحياة السياسية، وتربية السكان على قبول الذل والهوان وتناسل المزيد من المتزلفين المختلفين فكريا ومسلكيا . إن دمنات اليوم تعاني كثيرا من الويلات وتحولت إلى منطقة لإنتاج البؤس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في أقبح صوره، وعمق هذا البؤس هو الذي أعد ها لأن تصير مجالا لعبادة الأشخاص، الذين يسقطون من السماء، وكأنهم رسل إلى البشرية. وأي زائر عابر أو متتبع سوف لن يتكبد أدنى عناء ليلاحظ مايلي: 1- غياب تنمية حقيقية، اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومدنية، وسياسية. 2- تدني مستوى المعيشة نظرا لغياب تنمية حقيقية متطورة. 3- انتشار البطالة، والبطالة المقنعة في صفوف أبناء سكان المنطقة. إذا كانت مرحلة ادريس البصري (التي أحب أن أسميها مرحلة الدكاكة) قد انتهت خلال التسعينات من القرن العشرين، فإن مرحلة أخرى هي مرحلة عالي الهمة ،التي اعتمدت عن طواعية رمز التراكتور مع كل ما ترمز إليه عجلاته الصغيرة والكبيرة ....وقدرته على الجر والحمل .... وعلى الدرس أو الدوس وكذلك ما ترمز إليه مهمته الأساسية / الحرث التي تعني (قلب اوشقلب) بالإضافة إلى مآرب أخرى عديدة ليست موضوع مقالنا هذا . إذا كان التراكتور يرمز عندسكان منطقة الرحامنة إلى التقدم والنهضة في جميع المجالات بفضل ابنها البار ، فإننا في دمنات سنقتصر على آخر كلمة التراكتور \"ور\" بالفرنسية( hors ) و التي تعني بالنسبة لمنطقة دمنات خارج التاريخ، وبما أن دمنات ، لا تعرف إلا التخلف، فإن هذه المنطقة تعيش التخلف المطلق، حتى وإن كان المستلبون الكثر يجمعون بأن التراكتور يمكن أن يجلب إليهم التطور. و لو كان أصحاب التراكتور بدمنات وأبناؤها البررة يسعون فعلا إلى خدمة هذه المنطقة لاختاروا رمز المحراث الخشبي ..... لأن التراكتور رمز للتقدم والتطور بمفهومه الحقيقي ، وليس التطور بمفهومهم التراكتوري ( اقلب اوشقلب ) وبالمناسبة، أدعو جميع أبناء دمنات وخصوصا منهم المتربعين على مناصب المسؤولية إلى نهج طريق زعيمهم الهمة، واكتشاف ما قد تزخر به أماكن ازديادهم. صحيح اننا لا نملك كرموس النصارى، لكن نملك ما هو أغلى و أثمن وأعز ................ نصر الله البوعيشي