في وحدتي تخترقني الذكريات وتحرقني كالرؤيا، تتجافى نغمات قلب أعياه الشوق. في وحدتي سارت بقايا احتراق الذكريات والشوق إلى أزمنة أخرى ودروب أخرى كهارب إلى قدره أغوص لأبتعد وتطاردني الذكريات حاملا أسفارا من الآهات وكل الجراح القديمة والحديثة. هل الهروب يجدي؟ أم العود من خلف جدار خيوط التمني المتشابكة في وحدتي تخترقني الذكريات ويسألني صوتي من أعماق يقظتي ويتألم أأنا من صدى جدل غادر وراء الحلم؟ سمحت لروحي بالرحيل إلى مرافئ بعيدة لم يبقى فيها إلا أنا. في وحدتي تخترقني الذكريات ويمزقني لهيب الشوق بعد الغروب وبعد أن أسدلت الأمنيات عيون ليلها ونامت وتركت في الأفق وعلى عتبات أسوار المدينة أنين قلب يستغيث. رحلت مع الصبح ورحل معي نبض الذكرى الذي احتواني وطاربي إلى عالم حب دفين على جناح ريح كانت بالأمس تحتضر. تهت في ظلمات الليل ونفتني الأوطان لا أرض لي ولا بحر ... لاشيء وكل شيء رفضني ونفاني، حتى بعدك أيها الحب الذي كاد أن يولد في زاوية من هذا الكون حيث الرحيل لم يهدأ أو في ركن من هذا الوطن حيث البكاء دون وجود من يمسح دمعك، ألم يقولوا بأن البعد لا يقتل الحب إلا إذا كان مريضا منذ المنطلق. عبد الجليل أبوالزهور دمنات في 18/12/2009