دأبت جماعة بين الويدان على تنظيم مهرجانها السنوي في الربيع من كل سنة منذ أربع سنوات خلت وذلك بتعاون مع الأجانب المقيمين حوالي البحيرة، كم هذا جميل لما سيذره على صندوق الجماعة من أموال بالإضافة إلى صيتها سياحيا خاصة إذا ما نظرنا إلى ما تتمتع به المنطقة من مناظر خلابة وارث ثقافي أمازيغي محض سواء من حيث الموروث الفني أو العمراني أو التقاليد والعادات زد على ذلك كرم الأهالي وسعة صدورهم رغم بساطتهم ومحدودية إمكانياتهم المادية إن لم نقل انعدامها، لكن المعيب على الجماعة ليس في بنيانها الذي يعتلي المنحدر في لوحة تنم عن ضياع في براثين الاستغلال وصراع اللوبيات وكأنها تنشد التسلق نحو القمة فرارا من شر الوادي، ولكن في حرافيش التي تنخر كيان البنيان من الداخل سواء بنيان الجماعة أو ما تحتويه من ملفات بالتزوير ونفخ في الفواتير ضمانا لفائض محترم مآله جيوب هذه الزبانية. أو بنيان المجتمع والذي يتجلى في الحرمان والإقصاء والاستعباد والتلاعب بمصالح البلاد والعباد. ولعل استغلال المستشارين الجماعيين لمناسبة المهرجان ببدء حملاتهم الانتخابية وذلك بتنظيم الولائم كل تكفل بمنطقته فكانت بذلك جس النبض وإحصاءا للأصوات قبل الأوان رغم كثرة المنافقين وكل هذا بمباركة السلطة المحلية سواء على صعيد الجماعة أو الدائرة أو حتى العمالة وحتى المثقفين صفقوا وهللوا لهذا المهرجان دون الاكتراث لما يحاك في الخفاء وفي الكواليس ضدا على مصلحة الساكنة والمنطقة ككل ولعل ما أسلفنا ذكره خير دليل لا يستدعي البحث والتقصي ولا تنقصه إثباتات. نرجو أن يحرك المسؤولين للنظر في أحوال المنطقة وانتشالها من هذا المستنقع.أم أن الإقليم يسابق الزمن نحو كتاب \"غينيس\" للأرقم القياسية على صعيد الفضائح والمسيرات الاستنجادية نحو العمالة بعد ما دشنها ايت بلال مرورا بايت عبدي تاكلفت وانركي وتشواريت وايت سخمان وبذلك استحقت ارض المسيرات بامتياز. أم أن المسؤولين اتخذوا مبدأ \"إذا عمت هانت\" وركنوا إلى الرؤوس في الرمال كالنعام حتى تمر العاصفة رغم امتدادها لعقود.أم أن الانفتاح والحريات العامة والديمقراطية مجرد عجين أريد له أن يسد آذان المسؤولين كلما علت أصوات الاستنكار والتنديد والاستنجاد، والجهوية أريد لها أن تكون الجهات شركات خاصة لفئة متملقة على حساب العامة. والتنمية البشرية تقنية حديثة لجلب المصالح الشخصية لحساب فئة على حساب الأخرى تحت مظلة الإنماء والاستثمار. كم غريب أمر السياسة والأغرب منها أهلها والأشد غرابة تمادي الناس في البلادة والغباوة رغم توالي الصفعات منذ فجر الاستقلال وتعاقب الأجيال ومن هنا أجد أن العيب ليس في المستغلين (بكسر الغين) ولكن في المستغلين (بفتح الغين). وللمتشدقين بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية . نبيل [email protected]