دوى صوت الرصاص من جديد في المواجهات المسلحة بين مشيخة آيت اسماعيل، المنتمية إلى قبيلة آيت داود أوعلي بقيادة تاكلفت في إقليم أزيلال، وقبيلة آيت عبدي أولغازي، بإيملشيل في إقليم ميدلت، يوم السبت الماضي، مخلفة ثلاثة جرحى من قبيلة آيت اسماعيل، بسبب الصراع المتجدد حول -«إمغال»- المراعي الموجودة بين جماعتي تاكلفت وأنركي قرب تاسرافت آيت عبدي. واستعمل أفراد القبيلتين البنادق التقليدية، التي يملكونها ويستخدمونها في الفروسية «التبوريدة»، لحسم النزاع الذي يتجدد بين الطرفين كل سنة، واضطرت السلطات المحلية والدرك الملكي إلى استعمال مروحيتين تابعتين للدرك الملكي في التنقل إلى عين المكان ووقف المواجهات المسلحة بين أفراد القبيلتين. وكانت السنة الماضية قد شهدت مواجهات بين القبيلتين أسفرت عن مقتل زعيم قبيلة آيت اسماعيل مرزوك احماد بن نبارش، 45 سنة، مخلفا وراءه 4 أبناء، فيما أصيب ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة الاقتتال بالأحجار وآلات حادة في تلك المواجهات. وضرب حينها طوق أمني كبير حول المنطقة، شاركت فيه مروحية الدرك الملكي وأزيد من 80 عنصرا من الدرك، بالإضافة إلى عشرات من عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني ورجال السلطة وأعوانها. وكانت تحذيرات متوالية من السكان ومن المنتخبين للسلطات الأمنية ولعمالة أزيلال قد نبهت سابقا إلى احتقان الوضع، حيث شهدت المنطقة، الممتدة بين جماعات بوتفردة وأنركي وآيت أوقبلي وتيفرت نايت حمزة وتاكلفت، مناوشات في بداية ماي من العام الماضي، وتطورت إلى مواجهات متكررة خلال شهر يونيو من سنة 2010، حيث كانت البداية بهجوم قبيلة من أنركي على نفس المرعى بداية شهر يونيو، وخلفت المواجهات بينها وبين حراس المرعى إصابة حارس من آيت بولمان بكسور في رجله في يونيو. وأفادت مصادر من قبيلة آيت داود أوعلي بأنها كانت «تتفق كل سنة على جعل شهر يونيو خاصا ب«أكدال»، وهي الامتناع عن الرعي بالمراعي لترك العشب ينمو، وكل من يتم ضبطه من أفراد القبيلة يخالف الاتفاق يؤدي غرامة، لكن قبائل آيت عبدي أولغازي هاجمت المرعى لتتصدى لها قبيلة آيت اسماعيل، وحدثت المواجهات التي أسفرت عن قتيل وعدة جرحى». واتهمت مصادر من قبيلة آيت داود أوعلي، المقسمة بين تراب ثلاث جماعات قروية هي تاكلفت وآيت أوقبلي وتيفرت نايت حمزة، السلطات في أزيلال بعدم التعامل مع مشاكل القبائل بحزم، وغض الطرف عن تحريض برلماني في المنطقة لموالين له باختلاق النزاعات بين أفراد القبيلة الواحدة». وتخوفت ذات المصادر من نفوذ سياسيين يحاولون استغلال النزاع بين القبيلتين لكسب أنصار جدد، على بعد أشهر من الاستحقاقات البرلمانية المقبلة، خصوصا بعد اتهامات وجهت السنة الماضية إلى برلماني من المنطقة بتحريض السكان على محاصرة قائد تاكلفت في مكان الحادث قرب تاسرافت آيت عبدي، قبل أن يتدخل رجال الدرك الذين حضروا إلى عين المكان وفك الحصار عن القائد. وكانت محكمة الاستئناف ببني ملال قد أصدرت أحكاما ضد الموقوفين، على خلفية المواجهات التي عرفتها السنة الماضية، بالسجن النافذ في حق عنصرين اتهما بالمشاركة في المواجهات، وتبرئة خمسة متابعين، وهو الحكم الذي أثار غضب سكان قبيلة آيت داود أوعلي بتاكلفت التي نظمت مسيرات احتجاجية حينها. وكانت أحداث السنة الماضية قد أسفرت عن توقيف المراقب العام للأمن الوطني في أزيلال وإعفائه من مهامه وإحالته على المصالح المركزية في الرباط، فيما أكدت مصادر توبيخ والي الأمن الوطني، بعد تهاون في إرسال تقارير إلى الإدارة المركزية عن الصراع بين القبائل في أزيلال والذي أفضى إلى الاقتتال حول المراعي.