ساكنة البام : بين غياب البنية التحتية والتلوث البيئي غريب أمر المسئولين، وما يزيد ه غرابة أشد ، لامبالاتهم اتجاه المواطنين الذين افقدوهم جميع حقوق وطنيتهم، ومع ذلك يطلب منهم تأدية واجب مواطنتهم، التي تم اختزالها في بطاقة التعريف فقط. هذا المواطن الذي أصبح في بعض المناطق مجرد رقم إحصائي، سواء في جدول الأحياء أو الوفيات، لان الأمرين سيان في مفهوم هؤلاء المسئولين. وهذا يمكن إيعازه لكونهم لا يقرؤون ، وإذا قرؤوا فهم لا يفهمون ، وإذا فهموا فهم لا يفقهون ، وإذا فقهوا فالمصيبة أشد وأدهى ، بحيث يتحول الجاهل منهم إلى منظر للقانون ، فتجده يبحث عن أشد الفصول والمساطر الإدارية التي تمكنه من قسم ظهور المتعنتين والمتصلبين من بني جلدتهم ووطنهم . حتى لا يجرأ العادي ولا البادي بان يغرد خارج السرب الذي تم تدجينه فيه . كسائر المواطنين ، فساكنة البام بجماعة تيموليلت تعيش في وضعية مزرية ، بحيث أن البام ما يزال يفتقر إلى البنية التحتية من طرقات وقنوات المياه المستعملة ، ومناطق خضراء في الأماكن التي خصصت لها ، وكذا إلى التنظيم العمراني اللائق ، للارتقاء به إلى المستوى المطلوب وخصوصا لتواجده على الطريق الرئيسية المؤدية إلى واويزغت وازيلال وانه المنطقة الوحيدة النموذجية بتيموليلت ، تتطلب نوعا من الاهتمام وخاصية عمرانية فريدة . عفوا هذه الخاصية تم تطبيقهما بكل عناية وسط البام من طرف الساكنة التي سيجت نفسها داخل سياجات على حافة الأزقة ، تثير دهشة الزائر وتثير استغرابه من ذلك . وربما أن المسئولين يرون في ذلك رونقا معماريا وواجهات نموذجية للبام ، لان كل جماعة تعجبها طناطنها . الأهم في ذلك هو صوت المواطن في الانتخابات يجب ألا يضيع. والأفظع من ذلك وحسب شكاية توصلت بها الجريدة ، هو أن الإسطبلات انتشرت في البام ووسط الساكنة ، وبشكل أفظع من الفظاعة نفسها ، انه بإحدى الازقة القريبة من المستوصف ، عمد احد الساكنة ، ليس بتلويث البيئة وحسب بل الى البشاعة والفظاعة ، فهذا المواطن يتوفر على \" كوري\" للدجاج بمنزله الذي حوله بقدرة قادر إلى مجزرة ، بحيث انه بعد عملية الذبح يسكب الدماء والمياه المستعملة ، بالزنقة العمومية ، أما ريش الدجاج فهو يستغله مع المواد البلاستيكية في ايقاذ الفرن التقليدي الذي أقامه بنفس الزنقة ، بحيث تغطي أدخنته الكريهة والنتنة المنازل المجاورة له ، وربما تصل إلى المستوصف ، إلا أن ثقافة اللامبالاة ما تزال تتحكم في المسئولين الذين يغضون الطرف عن هذا الشخص وأمثاله المحسوبين على رؤوس الأصابع . إضافة أن نفس الشخص له قطيع من الغنم والماعز اتخذ له من الملك العام العمومي\" زريبة \" له. كما أنه يضع الخضر الفاسدة التي يجلبها من سوق تيموليلت ، إلى جانب الازبال التي يرميها والمتراكمة بنفس الزنقة وبالقرب من السكان ، غير آبه بحقوق الجار ، الشيء الذي ينتج عنه تكون الحشرات والميكروبات بشتى أنواعها والتي ملأت أرجاء المنطقة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها . وكل هذا أمام مسمع ومرآى من المسئولين الذين يتوجب عليهم تطبيق القانون وحماية البيئة ، والحفاظ على رونق البام من الناحية العمرانية والبيئية......وخصوصا وان خطب الجمعة لهذا الأسبوع خصصت لموضوع البيئة والمحافظة عليها....... وغير بعيد عن البام ، ما زال المسئولون يغضون الطرف عن الخطر الذي يهدد\" مدرسة البوسطة \" التي تتواجد بمفترق الطرق المنعدم فيها علامات الإشارة الخاصة بالمدرسة ، إضافة ان هذه الأخيرة تفتقر إلى سور يحمي تلاميذتها من خطر الطريق ، وحمايتها من اقتحام الغرباء لها ، الذين يجدون فيها مرتعا للتبول والتغوط .