" الشافي الله والطبيب هو الله"
كانت هذه هي المقولة المعهودة التي ترددها أمي كلما أحست بألم أو عياء و طلب منها أن تزورالطبيب. كان من الصعب جدا أن نغير رأيها. في المقابل كانت جد حريصة على تناول الوجبات الصحية و شرب الماء الطبيعي بكثرة. كانت الحاجة, (...)
وأخيرا حان الوقت.
"الحاجة! تفضلي".
هكذا نودي عليها من طرف شابة أنيقة في مقتبل العمر بزي أبيض ناصع. بعد التأكد من هويتها في مدخل القاعة، اقتيدت إلى غرفة ثانية.
فجأة وجدت الحاجة نفسها وسط حشد هائل من النسوة، تجاعيد وجوههن تكشف عدد السنين الذي هو (...)
فتحت "ماريا"، وهي سيدة مسنة، باب بيتها في الصباح الباكر. كان الجو باردا. ليس بردا قاسيا من النوع الذي اعتادت عليه في بلاد الأراضي المنخفضة. بردا كان فعلا يتسرب إلى الأعماق ولكنه لا يضاهي الحدة التي تنتج عن تساقطات الثلوج الكثيرة في السنوات الماضية؛ (...)
ضُغِط على جرس الباب الرئيسي لمرات متعددة! لم يكن يفصل بين الرنة والأخرى أي حاجز زمني. وكأنها ضغطة واحدة مستمرة.
"مساء الخير! من الطارق؟"
كان هذا هو الرد العادي الذي يتلو دائما هذه الحركة.
حاول الحارس التمعن في الصورة التي تظهر على جهاز الهاتف (...)
فجأة تتلاوح أغصان الشجيرات المصطفة على جنبات الوادي لتحطم الصمت المهول الذي يسود المكان. إنه صباح يوم من أيام الشتاء. برودة قارسة وظلام يحجب الرؤية رغم وجود أعمدة الإنارة في كل مكان.
ويستمر تمايل هذه الشجيرات التي استطاعت بفعل نوعيتها الحفاظ على (...)
عندما كانت توزع نتائج فروض الرياضيات على تلاميذ القسم السادسة أدبي "أ" كانت كل الأنفاس تنحبس وكل الأنظار تشرئب في اتجاه واحد، وكل الآذان تصغي بكل ما أوتيت من دقة لمعرفة النقطة التي سيعلنها أستاذ المادة السي أحمد رحمه الله..هذه المادة التي كانت تشكل (...)
اقتحمت "كارولين" القاعة التي سينعقد فيها الاجتماع العادي للجنة العناية.
"مساء الخير"!
حيت زملاءها وارتشقت الجرعة الأولى من كأس الشاي الذي كان أمامها، ثم قالت:
"أرجو إضافة نقطة لجدول الاجتماع إذا كان ممكنا. لدي الجديد حول وضعية بيدرو".
كانت (...)
بعدما ودع الحسين الإمام وشكره، غادر المسجد.
كان بوده أن يتابع طوافه عبر البيوت التي لم يتمكن من طرقها ليلة البارحة حتى ينمي حصيلته في القب. لكنه فضل العودة في أقرب وقت ممكن لبيته. من جهة، كان يحس بتعب كبير جراء المشي وقلة النوم، ومن جهة ثانية، كان (...)
لم يتردد الحسين أبدا في اختيار الوجهة التي سيقضي فيها ليلته. انتظر بعض الوقت حتى أتم الإمام حديثه مع أحد المصلين ثم رافقه إلى بيته الذي يبعد بضعة أمتار فقط عن المسجد.
"تصبحون على خير"
هكذا ودعه الإمام وانحدر إلى غرفته عبر السلم الخشبي، تاركا الحسين (...)
تأبط الحسين لوحته الخشبية بعد تقبيله يد الفقيه السي أحمد مرتين. وربت هذا الأخير على كتفه مهنئا إياه بهذا الإنجاز الكبير. فالتفت الحسين مبتهجا صوب والده، ثم هرول لتقبيل يده ورأسه مرات متتالية. نجاحه هذا في اجتياز عقبة "التزويقة" أو "البقرة الصغيرة"، (...)
"سيلتحقون بالقسم على الساعة التاسعة صباحا، إذا ما هم التحقوا".
انتظر الأستاذ "Alexie" مدرس القسم الثامن بإحدى المدارس الابتدائية الواقعة في حي شعبي بشمال أمستردام. اشرأبت عنقه يمينا ويسارا عبر النافذة. الساحة تعج بالأطفال الذين سيلتحقون بعد قليل (...)
"بابا! أية أغنية تود سماعها الآن؟".
سؤال كان يتردد كل مرة أثناء حديث حورية مع أبيها في أيامه الأخيرة. كانت تغمرها غبطة متناهية ممزوجة بدموع حارقة تنسكب على خديها وهي تؤدي له أحد المقاطع لمطربته المحبوبة أم كلثوم. هاته العادة التي أضحت تتكرر كل يوم (...)
"سأكون في الموعد بإذن الله".
هكذا ختم سعيد مكالمته الهاتفية مع كريم. وتم الاتفاق الآن مع باقي أفراد المجموعة الأربعة على إحياء العادة التي دأبوا على مزاولتها منذ أكثر من عشرين سنة. كل جمعة بعد انتهائهم من عملهم يقصدون مطعمهم المعتاد. مطعم مغربي (...)
تعالت نقرات "الطالون" في الممر المؤدي إلى المكتب. هذا يعني أن زائرا في طريقه إلى السي حسن.
"صباح الخير! هل لديك وقت لمساعدتي؟".
التفت السي حسن، الذي كان منهمكا في تنقيح إحدى النصوص، تجاه الصوت. وبابتسامته المعهودة رد على السيدة خديجة: "صباح الخير! (...)
تبادر إلى ذهن سعيد عند سماع صوت الأم عبر الهاتف أن هناك أمرا غير عاد!.
وضع السماعة ببطء، ظل شاردا لبضع دقائق، أعاد سيناريو الحديث مرة أخرى في ذهنه، تغيرت ملامح وجهه، ثم انتصب واقفا.
كان السيد سعيد يتواجد هذا اليوم في إدارة المدرسة كغير عادته في هذه (...)
"سيلتحقون بالقسم على الساعة التاسعة صباحا، إذا ما هم التحقوا".
انتظر الأستاذ "Alexie" مدرس القسم الثامن بإحدى المدارس الابتدائية الواقعة في حي شعبي بشمال أمستردام. اشرأبت عنقه يمينا ويسارا عبر النافذة. الساحة تعج بالأطفال الذين سيلتحقون بعد قليل (...)
أثارت انتباهي هذه الأيام إحدى المقالات التي سلّطت الضوء على شريحة كبيرة من المجتمع تعاني في صمت. هذه الشريحة، ولو أنها تختلف من بلد إلى آخر, فإنها موجودة لا محالة في كل أرجاء المعمور. المقالة صوّرت للقارئ معاناة الأشخاص الذين يعيشون في عزلة داخل (...)
"صباح الخير" بهذه التحية نستقبل كل صباح من طرف المحصلة عند ما يفتح باب القطار. وعلى وجهها تلك البشاشة المعهودة كل يوم.
"تفضلوا" تواصل كلامها وهي تبتسم في وجه كل الركاب واحدا بواحد.
هذه الابتسامة الرقيقة تنعشك وتعطيك شحنة معنوية اضافية تنسيك قشعريرة (...)
تشهد وضعية التعليم في هولندا حاليا اضطرابات مستمرة. هذه الحالة التي تشغل بال كل المتتبعين والمعنيين والمهتمين بالقطاع برزت للوجود في السنوات الأخيرة، وزادت حدتها استفحالا هذه السنة، إذ قامت الشغيلة التعليمية بتضامن مع كل النقابات بإضرابات مسترسلة، (...)
اعتاد الحسين أن يقصد حانة "هيدفيغ"، أو "السورينامي" كما يحلو لبعض الزبناء بتسميتها، كل مساء. هناك كان يلتقي بمجموعته التي تقاسمه نفس الهوايات. كؤوس الخمر توزع أثناء لعب القمار، رقص وغناء، ومن حين إلى آخر تتناول مختلف المخدرات. هكذا يقضي الحسين نهاية (...)
للآباء الدور الكبير في التأثير على تكوين أطفالهم. ولقد أجمعت العديد من الدراسات والأبحاث الأوروبية والأمريكية على أن هذا التأثير له وقع إيجابي على العملية التعليمية لأبنائهم. وحتى يستغل هذا الدور استغلالا كاملا، لا بد من تحسيس الأطراف المعنية – (...)
انتظر الحاج علي هنيهة قبل أن يضغط على الزر.
تأمل من جديد رقم الدار بعدما تأكد من الرقم المكتوب على الورقة.. حملق بعينيه نحو شرفة الطابق الثاني وكأنه يبحث عن أحد يعفيه من هذه المهمة.. لم يرمق أحدا.
استجمع قواه واقتنع بأن لا مفر له من هذه (...)
ما زلت أتذكر تلك الصيحات المتتالية وأنا منهمك في تصحيح تمارين التلاميذ المنجزة في حصة الصباح. لقد كانت أصوات مريم وفاطمة توحي بأن هناك حدثا ما وقع.
عادة ما أقضي حصة الاستراحة الزوالية صحبة السي أحمد والسي عبد السلام، نتناول وجبة الغذاء الساخنة معا. (...)
وجبة الغذاء
يومان مرّا على نزول الطائرة التي أقلتني على متنها. إنني لست في رحلة سياحية أو في زيارة عائلية؛ ولكنني في بلدي.. الإحساس بوجودي في بلدي سيأتي مستقبلا.
أسلك اليوم نفس الطريق التي سلكتها أثناء التجربة التي قمت بها يوم البارحة: عبر القطار من (...)
إننا في مساء الثامن من شهر دجنبر 2004. كل الترتيبات والاستعدادات لهذه الأمسية طبقت بكل حيثياتها. الاستدعاءات وزعت مند أسبوع مضى. القهوة والشاي مع الحلويات جاهزة خصيصا لهذه المناسبة. القاعة زينت بشكل أنيق بعدما نظفت مرة إضافية. برنامج الأمسية تمت (...)