استنبات عن«في انتظار كودو» لصامويل بيكيت
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
(يرتفع الضوء بغتة. يعم نور الفجر المكان في لحظة وجيزة. يشحب القمر في الخلف ويتصاعد قُرص الشمس الأحمر تدريجيا ثم يتوقف. يغشى الخشبة ضوء أرجواني.)
كُرَّيْطْ:(ينظر إلى قُرص الشمس (...)
استنبات عن «في انتظار كودو» لصامويل بيكيت
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
صوت من الكواليس: (بخجل.) آ الرَّجَلْ!
زْعَيْطْ: (يتوقف عن المشي وينظر نحو مصدر الصوت.)
كُرَّيْطْ: (ينظر نحو مصدر الصوت.)
زْعَيْطْ: (يعلق على الأمر بسأم.) نْعَاوْدُ مَنْ ثَانِي (...)
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
كُرَّيْطْ: (يفجر غضبه.) حْشُومَه!
زْعَيْطْ:(يتوقف عن أكل بقايا البيض، وبطريقة من صدمته المفاجأة، ينظر صامتا إلى كُرَّيْطْ وابْتَرْ، الواحد تلو الآخر.)
ابْتَرْ: (يُقَطِّبُ وجهه ويحافظ على هدوئه.)
كُرَّيْطْ: (يصاب بنوع (...)
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
كُرَّيْطْ:(يتفحص الرجل الثالث ويخاطب زْعَيْطْ بدهشة.) كَيَنْهَجْهَجْ!
زْعَيْطْ:(يرد على كُرَّيْطْ باستخفاف.) الأُمَّه كُلّْهَا كَتَنْهَجْهَجْ!
كُرَّيْطْ:(يرد على زْعَيْطْ بانفعال.) وْعَيْنِيهْ!
زْعَيْطْ:(يسأل كُرَّيْطْ (...)
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
ابْتَرْ: (يُعْرِضُ عن الرجل الثالث ويتوجه لزْعَيْطْ وكُرَّيْطْ بتودد.) وْكِيفْ شَفْتُو، الطّْرِيقْ كَتْطْوَالْ مَلِّي كَيَقْبَضْهَا الْوَاحَدْ بُوحْدُه وَحْدُه، جَهْدْ، نْقُولُ... (يتردد. ينظر إلى ساعته.) جَهْدْ، (...)
زْعَيْطْ: (يتبع كُرَّيْطْ حتى بداية كواليس الْجُنَيْنَةِ ويتوقف. يتابع ما يفترض أن يقوم به كُرَّيْطْ في كواليس الْجُنَيْنَةِ. يقوم بحركات شبيهة بمن يتابع عراك لعبة «هِيهْ».)
كُرَّيْطْ: (يعود كُرَّيْطْ من كواليس الْجُنَيْنَةِ. يمر أمام زْعَيْطْ ويعبر (...)
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
زْعَيْطْ: (يتوسط الخشبة. يلتفت وينظر نحو الأفق الخلفي للخشبة ويناجي نفسه بضجر.) هَذْ الَمّيْضَعْ زْوِينْ، فْنِينْ. (يلتفت ويتقدم صوب الجهة الأمامية للخشبة. ينظر نحو الجمهور ويناجي نفسه بضجر.) هَذْ الْمَنْظَرْ تَاعْ (...)
الفصل الأول ذِيكْ اللِّيلَه...
«الزمان»: «ذِيكْ اللِّيلَه» بُعَيْدَ غروب الشمس.
«المكان»: طريق قروي أو «مْرِيرَه» كما يصطلح على تسمية هذا النوع من المسالك. تنتصب في وسط الطريق شجرة تساقطت كل أوراقها. تَحُدُّ جانب الطريق صخرة.
«الوقائع»: يستعمل رجل (...)
جنحت إلى شيخي حتى أوقفني فسألته: «من أصاحب من الناس؟» قال: «أهل العقلِ والكرمِ.» سألته، ليطمئن قلبي: «ما السر في ذلك؟» قال: «لأنهم يبتغون إلى كل معروفٍ وصلةً وسبيلاً.» قلت: «أي نهج أتبعه في مصاحبة أهل العقل والكرم، مصاحبة أخيار؟» قال: «نهج المودة. (...)
جنحت إلى شيخي حتى أوقفني فسألته عن قول العقلاء في موضوع «اختيار الصديق» فقال: «اجعل غاية تشبثك في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعةِ أخيك، وإن ظهر لك منه ما تكره، لأنه عرضك ومروءتك.» سألته عن الرابط بين (...)
جنحت إلى شيخي حتى أوقفني وسألني عما يشغل بالي، قلت: «أشياء هي من تعداد الأشياء.» قال: «افصح.» قلت: «لا مال افضل من العقل.» قال: «ثم ماذا؟» قلت: «أشد الفاقةِ عدم العقلِ.» قال: «ثم ماذا؟» قلت: «لا أنيس آنس من الاستشارةِ.» قال: «ثم ماذا؟» قلت: «العقل (...)