تزينت الشمس وأشرقت ابتسامتها على كون رضي الله عنه ذلك اليوم. وكنست السماء شرفات دورها وسقت حياض الياسمين. ووجدتني أنا وصغرى بناتي في حافلة تسافر بنا نحو الجنوب. وفي لحظة بدأت تنعت لي شيئا أو شخصا لم أتبينه في البداية.
التفت ووجدته، إنه هو، وقمت إليه (...)
كان العازف الأعمى يوقع لحنا معقدا يتراوح بين الفرح والحزن، وبين الحكمة والنزق. وكان المغني بصوته الأجش يرتجل كلمات يتبع بها حالات الوجد للعازف المستبد. وبينهما وقفت الراقصة تتبعهما كما الموج يلعب بزورق. كان الثلاثة يبدعون وكنت وحدي مثل أمير تتري (...)
سجلوا في آلتكم التي تستنطق الموتى أيها الدرك أنه لم يقتلني أحد، لا ترموا التهمة على أحد، ولا تقوموا بأي بحث جنائي. لن تجدوا بصمة ولا أثر فاعل. سأسهل عليكم المأمورية وأحكي كل شيء. وبعد التسجيل اجمعوا أدواتكم وارحلوا. فرغم كوني ميتا فأنا في كامل قواي (...)
إنهم هناك في الزاوية اليمنى للحديقة تحت الزيتونة العملاقة يلعبون الورق، وأنا فوق شجرة الرمان بين عد الحبات ومقاومة النوم والنظر إلى السماء من بين الأغصان، السماء الرمادية الملبدة بالغيوم الهاربة بين أوراق صفراء تستسلم. كما الناس بعض الفاكهة ناضج (...)
انتهى النهار وخيم الليل على المزرعة، وبدأ القمر يصعد. صوت الصرار وحده مؤنس. حصدنا مربعا من حقل القمح ثم كنسنا المكان وفرشنا حصيرا من سعف النخيل، وضعنا ثوبا بيننا وضوء القمر ونمنا.
في عز النوم أيقظتني، وقلت إنكاشتهيت عنبا. في البداية حنقت لكن شغلك (...)
فتح الأستاذ الباب وتبسم وقفل راجعا لأتبعه، كان يحمل طستا صغيرا وفوطا، استحييت لأني أفسدت عليه سكينة الفضاء وقلت لنفسي أوبخها أما كان أفضل أن تأتي في الوقت المحدد كالآخرين. كنت تطمع أن تفتح هي الباب لتتأكد من قيل وقال التلاميذ، لكن كلما جئت قبل (...)
في المدرسة ذات السور؛ والزليج البلدي الأزرق؛ والنافورة والصفصافة العملاقة؛ ومطعم التلاميذ الفقراء، علمنا في الصف الرابع معلما العربية والفرنسية كيف نلاحظ ونصف تحولات الفصول؛ وأشجار الساحة؛ وبعض المهن من الصور المعلقة في جدار الفصل، وأن نتقن ذكر (...)
وخلت المدينة إلا من الكلاب، وشيء ما يحثك على المسير. لم تكن تجري رغم شعورك أن شيئا ما هناك قد انقضى ولم تصدقه الكلاب. وفي الأفق البعيد كأن هناك حريقا. لابد أن هناك حريقا.
وكما في الأحلام أحيانا لست أنت الذي تسير، العمارات والأرصفة والأشجار تطوى لك. (...)
أربعون عاما مرت على آخر زيارة لي للبلد. في البداية كان لابد من أن أتكيف مع وضعي الجديد كبدوي أقام في المدينة. عليّ أن أجدّ في عملي لكسب ثقة الرؤساء وود الزملاء. وعليّ أن أتعلم اقتناء البدلات؛ واختيار ألوان ربطات العنق؛ والعطر الملائم للفصول؛ وتلميع (...)
في المدرسة ذات السور؛ والزليج البلدي الأزرق؛ والنافورة والصفصافة العملاقة؛ ومطعم التلاميذ الفقراء، علمنا في الصف الرابع معلما العربية والفرنسية كيف نلاحظ ونصف تحولات الفصول؛ وأشجار الساحة؛ وبعض المهن من الصور المعلقة في جدار الفصل، وأن نتقن ذكر (...)
اشترت الجماعة بستانا مسورا واعتمدته سوقا. تحمل البضاعة على الظهر إن كانت من حارة الجماعة التي ابتاعت البستان. وإن كانت من الحارات المجاورة وظفت الحمير. وعندما تبعد المسافات تتحرك البغال @وبعدها الجمال.
أما البضاعة التي تحمل على الظهر فهي بعض اليقطين (...)
حييته كما أفعل بعد كل جنازة، لكنني لمحت شيئا غريبا هذه المرة في عينيه، شيئا مثل رغبة مكبوتة، أو وجع يريد التخلص منه. اقتربت منه واختلقت عطشا وطلبت الماء.
ابتسم وطلب مني أن أقعد. واختلق الغياب حتى يستفرد بعضنا ببعض.
أسكن في هذه المقبرة منذ سنوات (...)
في كتابه « الرأسمال في القرن 21، 2013 « وهو كتاب في تحليل توزيع المداخل والثروات في الدول المتقدمة، يرى الاقتصادي الفرنسي الكبير توماس بيكيتي أن الذي يمثل المشكل الكبير في المجتمعات الرأسمالية الحالية هو المقاولات الوارثة، والتي تعتبر نسبتها مهمة (...)
" إنه مثل حمامة نوح، التي عادت إلى السفينة تحمل الغصن الصغير، يعلن أن طوفانا بدأ يتقهقر، وأن أراضي جديدة تظهر، والعروي يستحق، ولا شك، المكافأة التي كان الشرق السامي القديم يعد بها الرسول العائد بأخبار طيبة ".
مكسيم رودنسون،
في تقديمه للأيديولوجية (...)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
المتنبي
مازلت أذكر أجواء ذلك اليوم الخريفي من سنة 1975، كأنه البارحة. حدث أن خرجنا من قاعات الدرس لنشاهد جموع المتطوعين للمسيرة (...)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
المتنبي
مازلت أذكر أجواء ذلك اليوم الخريفي من سنة 1975، كأنه البارحة. حدث أن خرجنا من قاعات الدرس لنشاهد جموع المتطوعين للمسيرة (...)
"الإنسان ليس إنسانا إلا مع الناس"
فيشته
ليس الغرض من هذه المقالة إقامة نظرية حول الاعتراف والحرمان منه أو الجحود، أو البحث في خلفياتها الإبستمولوجية، الأمر الذي قام به فلاسفة وسوسيولوجيون، سواء بطريقة مباشرة أو أثناء فحص مفاهيم سوسيولوجية مركزية مثل (...)
" تظهر الأزمة الاقتصادية غالبا في الحالات التي لا يصلح فيها المال سوى لإنتاج أموال أخرى، وليس من أجل إنتاج الخيرات "
آلآن تورين
تنبيه:
نحاول في هذه المقال ترجمة وتلخيص ما اعتبرناه أهم أفكار الكتاب1 دون الوقوف عند المعلومات العامة، وكذلك الاقتصادية (...)
صدرعن جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة علم الاجتماع كتاب جديد حول السوسيولوجيا بصفتها علما وبصفتها التزاما تجاه المجتمع، وهي وقائع ندوة دولية نظمت بنفس الكلية 3و4و5 يناير 2013. ويحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات (...)
المتطرف متعصب وأناني، يعتبر نفسه المبتدأ والخبر، هو الفاعل وغيره مفعول به أو يجب أن يكون كذلك، هو المضاف إليه والكل مضاف وتابع، وهو بكل ذلك بقدر ما هو عدو الآخرين هو عدو نفسه بالدرجة الأولى، لأن النفس السليمة ليست بصيغة المفرد, بل هي محل التناقض (...)
يروى أن أحدهم أصيب في قدمه وقصد المستشفى، وبعد فحص الطبيب للإصابة بعناية كبيرة أخذ يعالج عيني الرجل بدل قدمه. هل جئت من أجل رجلي أم من أجل عيني سأل المريض باستغراب. لم يتركه الحكيم يتم كلامه حتى عقب، لوكنت تبصر بعينيك ما أصبت في رجلك.
هذه الحكاية (...)
1_قبل الربيع العربي
نشأت الأحزاب السياسية في المغرب كاستجابة لتحديات خارجية ضاغطة وملحة أكثر منها تعبيرا عن حاجات سوسيولوجية داخلية، كما تحكمت في ميلادها ردود أفعال أكثر مما هي تعبير عن تبلور مسار تاريخي واع واستراتيجي. كما أنها اشتغلت دوما كمنتديات (...)
"ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم"
زهير بن أبي سلمى
المهتمون بالتحليل النفسي وعلم نفس تكون الوعي والذات والإحاطة بحدود الأنا والآخر والعالم يتحدثون عن مرحلة المرآة كلحظة تدرك فيها الأنا وجودها عبر انزعاجها من صورتها أولا (...)
"لكن هل يمكن أن نقيم مونوغرافيات دون فروض عامة"
بول باسكون
بعض البلدان يطبعه التاريخ وبعضه تطبعه الجغرافيا، بعضه يطبعه الاقتصاد والبعض الآخر تطبعه السياسة، وسعيدة هي البلدان التي تطبعها الثقافة والناس، والمغرب ربما من تلك البلدان التي تأثرت (...)