كما يقول الأعراب في شرق أمتهم المقطعة الأوصال وغربها : من جرب المجرب
عقله مخرب ، ولأنني على يقين بأن ذاكرة الأعراب في عصرنا الراهن لا زالت
تختزن وعلى الرغم من العسف والقمع والإقصاء المهولين الذي تعرضت له ممن
استبد بهم وحولهم إلى قطعان من البشر (...)
تعاني أوروبا بصمت خوفاً فكرياً، قبل أن يتحول إلى رعب مصيري. أصل هذا الخوف هو الخشية من فقدان رهان المدنية بمعزل عن توأمها التاريخي الذي هو الإمبراطورية. فقد تَقَبَّلَ مثقفو 'الثلاثين عاماً الذهبية' الزائلة، تباشير انفصامٍ عقلاني إرادوي بين المدنية، (...)