حين طرقت باب غرفته في الطابق الخامس الرقم 13 في فندق بئيس... كان مفتوحا...
ودخلت.
كان يجلس على كرسي يقابل حاسوب. دون حراك ووجدت الشبه الكبير بيني وبينه بل وكأننا خرجنا من نفس الرحم وفي نفس اليوم.
لماذا تركته هنا وحيدا؟ وأين كنت؟ ولماذا الآن وبعد (...)
* السائر في نومه.
كلما أغلقت الباب ورائي ورحب الشارع بأقدامي، قلت لنفسي:
هل استيقظت من نومي وأنا السائر في سديمه؟
لاشيء يدل على أني كنت ذات ثانية هنا.
باب سجني مفتوح وأقدامي لا تطاوعني على الهروب.
وصراخي من حدة الأنين لا يبرح حنجرتي.
وإن (...)
هيئت السرير، الوسادة والغطاء لنوم.
تناولت قرصا مهدئا لهشاشة وغليان الأعصاب مع كأس ماء بارد.
تحركت نحو النافدة... بعد وقفة ونظرة عابرة على الأوراق البيضاء وصور المسيح ومريم العذراء وعلى رسالة الأب نيكولاس والتي تلخص أقصى مستويات الإقصاء، الاغتراب، (...)
رأيت فيما يراه النائم.
الذي يحكي الحلم '' الآن:''
لسان في كامل صحوه.
و لن.....
أسمي نظام الحروف ولا محمولها بِ '' اليقظة ''.
لأن اليقظة تأتي دائما وفي سلتها الخير العميم لكل البشر:
وتغني في أذن الأبله فقط ليصحو من عار غبش ضيق قبر مهزلة (...)
أكد لنا ذلك المتكلم الماهر الزاهد:
"الشك أولى مراتب اليقين... من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر يبقى في العمى والضلال"
غير أن شك الرجل وقف في منتصف الطريق لا هو يمر أو يدع النفوس تمر. لتأتي حكمة قاضي قضاة قرطبة لتزيل الأشواك (...)