رواياتُ المحافل:
هل تتحدَّث الرواية فِعلاً عن موضوع ما؟
هل يصح أن نختصر الرواية في موضوع واحد محدَّد، تتحدث باسمه كلُّ عوالمها المنفتِحة؟
أيقبَل النقد الجاد و التأمل الحصيف، وضْعَ الرواية مقابِلاً موضوعياً لنقاش قضيةٍ معيّنة؟
أسئلة تعْلق بالبصائر (...)
قبل البدء
ليس على النقد أن يدعي إمكان اختلاس النظر التحليلي إلى النص الأدبي، دون أن يكون الوقوع في أسر الغواية أمراً وارداً. فالكتابة النقدية محكومةٌ بدورها هي الأخرى منذ لحظة التصفُّح الأوّلي بممارسة المتعة بكامل إرادة القارئ النّاقد، و موكولةٌ منذ (...)
أتعني كتابة التاريخ روائياً بالضرورة استدعاء أجوائه المفعمة بالتحقيب و التسجيل و التقديس و التوثيق؟ أتعني النهل من نسغ لغته المتورطة في العتاقة و أروقة متاحفها الفخمة؟ أتعني ارتداء لبوس المؤرّخ المتهيِّب من استرسال الحقائق، المرتاب من انسكاب فائض (...)
فِنْجانان، لا أَكْثَر..
حملتْ فنجان الشاي إلى شفتيها بهدوء، كانت تعلم أنّ عينيه ترصدان خلسةً كل حركاتها. و كانت تتعمّد أن تكون أمامه في كامل الصّفاء الذي يبهره دون مجهود. تركت الفنجان بين شفتيها أطول من المعتاد. و حين وضعتْهُ أمامها على الصحن، داعبت (...)
1
قد تَجْثو
يَدُ الدّمعِ،
قد تَغْفو
قليلاً
قبلَ الشّروق.
هادِرُ الفَرَحِ،
واثِقَ الخَطْوِ،
يغمِزُ للمَدى:
ما كان ذَنبي.
2
بَسْمَتُها..
كانت أوَّلَ العُمْرِ
نيَّةً لا شريكَ لها،
سادَتْ بَعْضَ الظنِّ..
ثمّ بادَتْ.
مُقْفَلاً
دون انفِراجِ،
يصرُخُ (...)
في حضرة غيابِك
الماءُ يشرَقُ بغصَّاته.
و الطِّينُ يتلكَّأ،
باحثاً عن شمسٍ
تغْشى الأبصار.
الموتُ ينزِف،
ضمائِرَ لا صوتَ لها.
و الأشلاءُ تفتَرِشُ السُّبُلَ
دون سابِقِ وُرود.
الأيادي الصَّماء
لا تنشُدُ غير التحليقِ
في تنزيلٍ نحو الأعلى.
في قَلْبِ (...)
قد يكون الجهل طريقاً باتجاهين اثنين، يقبَعُ في أقصى كلِّ منهما رصيدُ فرد أو جماعة أو مجتمع أو أمة تبتَدِع كل الإغراء في شدِّ التائه عن دربها إلى التوغُّل أعمق فأعمق فيما تكتنزه من ظلام أو فيما تعتزِمه من نور. و قد يكون الجهلُ باتجاهات أكثر لمن يحسن (...)
بِانْتِباه:
لاثْنَيْن سيأتي مُفْرَداً عابِساً، تَبْسُمُ الأوراقُ النّاعِسة.
السذاجة لا تلوي على شيء، غير تنسيق بعض التوق البريء. و الصّفاءُ ما زال يغازل البداية العاشقة.. فوق المزهريات قد تينَعُ لساعات ناضراتُ الورود.
في الجُعْبَة بعضُ الأحلام، و (...)
حين سألني إياد عن «كوكب الجنة» و أجبته بيقين إيماني سيصنع بالتأكيد وعي طفلي بالحياة: «هي العالم الذي سينتقل إليه الصالحون و الأخيار بعد الموت».. خشيت حينها أن يدعوني إلى الموت الآن لكي ينقلنا الله الرحيم إلى «كوكب الجنة»حيث يعمُّ السلامُ و الجَمالُ، (...)
قد تكون الروايات التي تفكِّر سردياً في جنس "الرواية" وهي تتأمل العالَم الذي تشيِّده والعالَم الذي يشيِّدها، دون الاكتفاء بحشد أحداثه وحيثياته ومعالِمه، هي الرواية، وما دون ذلك مجرّد سردٍ تطاولَتْ حكاياتُه، أو هي حكاياتٌ انساب محكيُّها وانثالت (...)
في ما يتردد من حكايات المِقصلة عن أزمان سابقة كان فيها لله على أرض أخرى، غير أراضينا نحن الآن، ظلٌّ يمشي بجانب الأرستقراطيين و السَّاسة، و كان له رجالٌ يحكمون باسمه و يسعون إلى إحقاق قانونه وفق ما يرتضيه ما يرتديه رجالُ «الله» و «الدين» و «الكهنوت» (...)
لعله من الطبيعي القول في البدء إن ما عاشته المرأة في العالم العربي الإسلامي و تعيشه من تضييق و تمييز و ظلم و طغيان و استغلال و انتهاك و استباحة و تقتيل، عاشته المرأة في المجتمعات المتقدمة إبان القرون المظلمة بطرق أخرى، و مازالت تعيشه في كل العالم (...)
النقد ليس فعْلَ كتابةٍ تسعى في أصل منجَزِها إلى التحرُّر من كل قيدٍ سابق في الوجود على لحظة التخلُّق الكتابي. و لأجل ذلك يفتقر الكاتب إلى المعرفة بالأدوات النقدية، كي يتحول إلى ناقد، يتجاوز التأثر الانطباعي إلى إنتاج اللغة النقدية الرزينة. لكن في (...)
لنتّفق قبل البدء على أن الجَمْع بين النخب السياسية والنخب المثقفة في تصفيف واحد جمْعٌ لا يستقيم. ليس من منظور جَمْع الجزء إلى الكل فحسب، وإنما من منظور يطمح إلى التغيير وليس إلى الإصلاح. إن معادلة العمل من الداخل وهي منظور النخب السياسية سواء من باب (...)
هو سؤال لغوي بسيط. لا علاقة له تحديدا بالدرس اللساني. لكن قد يلزم أن ننفتح عليه بوعي أكثر، لعلّنا نستفيد بما جادت به الدراسات الثقافية في مقاربة النَّوْع التي أنَّثَتِ العالَم قليلاً.
هو سؤال ألحّ علي كثيرا هذه الأيام، وأنا أتابع حلقات المسلسل (...)
حضور الشعر في بنية الثقافة العربية راسخ فعلاً. فالشاعر منذ القِدم، لم يكن لسانَ حاله بل لسان القبيلة؛ يشِيد بأيامها ويخلّد أمجادها و يحمي أعراضها. و لذلك كانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر أتتها القبائل مهنِّئة. لكن مع انطلاق علوم اللغة و النقد و (...)
أنصنَع التمثُّلات أم تصنعنا؟
هل نرى ذواتنا عبر أعيُنِنا العاقِلة، أم عبر التمثُّلات التي شكَّلناها أو شكَّلَتْنا؟
قد تحتاج الأسئلة إلى وقفة تأمل قبل الاسترسال.
الذات والآخر والقيم والحياة والوجود والمجتمع والدين والسياسة والكون... كل تلك المَفْهومات (...)
تواطؤ البداية
ليس العنوان ماكراً بقدر مكر التاريخ، الذي لا نتصفّحُ أوراقه باليقظة الكاملة. و ليس في الأمر أيّ رغبة في العودة نحو الخلف، أو في اجترار مكرُماتِ الماضي. لكن الحياة تعيدنا دوماً لتأمل إنجازات ذلك الماضي. قد نجدها حيناً رياض فردوس على (...)
تخيَّلوا طفلةً عمرها اليوم عشر سنوات.. طفلة مثل أطفالكم.. صغيرة.. و بريئة.. قد لا تعرفونها.. ربما تقطن في مدينَتِكم.. أو في مدينة تشبهها.. قد تكون في حي مجاورٍ لحيّكم.. أو في حيّ يشبهه في مدينة أخرى.. قد تذهب إلى المدرسة التي يذهب إليها أطفالكم.. أو (...)
تخيَّلوا طفلةً عمرها اليوم عشر سنوات.. طفلة مثل أطفالكم.. صغيرة.. و بريئة.. قد لا تعرفونها.. ربما تقطن في مدينَتِكم.. أو في مدينة تشبهها.. قد تكون في حي مجاورٍ لحيّكم.. أو في حيّ يشبهه في مدينة أخرى.. قد تذهب إلى المدرسة التي يذهب إليها أطفالكم.. أو (...)
تخيَّلوا طفلةً عمرها اليوم عشر سنوات.. طفلة مثل أطفالكم.. صغيرة.. و بريئة.. قد لا تعرفونها.. ربما تقطن في مدينَتِكم.. أو في مدينة تشبهها.. قد تكون في حي مجاورٍ لحيّكم.. أو في حيّ يشبهه في مدينة أخرى.. قد تذهب إلى المدرسة التي يذهب إليها أطفالكم.. أو (...)
أتساءل في عتبات الحكي، لو كان بإمكان مسؤول الأمن في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أن يدرك بعيني القلب وليس ببصره الخادع ما أراه، هل كان سيتراجع عن ذلك السؤال اللئيم الذي حملتُه معي سرّاً إلى السودان؟ أكان سيسألني وهو يتفرّس بلؤم في تأشيرة السودان (...)
أنا الربيعُ.. فهل ما زلت تدَّعي أنَّك الحاكمُ بأمر الله؟!..
هل لأنِّي لم أتركك تتسلّق ما تبقّى من أحلامي ليلاً، تذروني في صبح يومي كالغبار للرياح؟؟
هل لكوني لم أشفع لكَ أمام التهاب طعنات غدرك في صدري، ينشقُّ لها قلبي كلّما أبعدتُ جانباً القميص (...)