في حضرة غيابِك الماءُ يشرَقُ بغصَّاته. و الطِّينُ يتلكَّأ، باحثاً عن شمسٍ تغْشى الأبصار. الموتُ ينزِف، ضمائِرَ لا صوتَ لها. و الأشلاءُ تفتَرِشُ السُّبُلَ دون سابِقِ وُرود. الأيادي الصَّماء لا تنشُدُ غير التحليقِ في تنزيلٍ نحو الأعلى. في قَلْبِ "المحرقة"، ما زال على الأرض من يقتَرِفُ الحياة. عَتبة الفَواجع أيها الرفاتُ لا تتكَّوم داخِلاً.. القبورُ، ذا عشّيةٍ و ضحاها، تسري بوهْم الفردوس على حوافر النار.. تبيعُ الشّهادَة بباطل عمامةٍ و مواكب مصفَّحة. و الأكفانُ، محفلُ سوادٍ يسبِّحُ جهراً بآياتِ الخنَّاس، و يمتطي سرّاً الأقمارَ المصنَّعة. أيُّها الرُّفاتُ اجمعْ بعضَكَ، فكلُّكَ خارجاً يحتضر.