باسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله. وسلام على طاقم البوابة الموقع الطائر الأزرق المهاجر من بلاد شجيرات لوز هنا وهناك تزهر في الشتاء وشجيرات لوز أخرى تسبح في بحيرة تحت الماء ومزهرية من طين وتراب تتربع في آنية نحاس بعتبة الدار، تنبث الحبق والأقحوان... ملح وطعام وامرأة مليحة تمتتن رضيعا، وترعى صبيا وأكثر وبنت سبع تداعب معزة بلون الحليب،أجمل من معزة العم سوغان، ونحل شغال في حقول الزقوم والزعتر يعصر العسل، وطفل يسافر مع بعض من أقرانه إلى المدرسة على القدم، قد يركبون شاحنة، أو سربا من البغال أو يختزلون الطريق من مسالك القنا صين، والحطابين وحراس الغابة، يخيمون وقت الغذاء بباب المدرسةإلى جذع شجرة الخروب يجلسون القرفصاء، يقتاتون بخبز الشعير البني الداكن، المعطر بقليل من السمن ويمررونه باللبن... وأبناء آخرين كبار داخليين في ثانوية في المدينة... ورجال يحرسون ما تبقى من التين والزيتون، يتفقدون صبيت الماء في الآبار وفي أصغر جدول قادم من أعالي الجبال يترقبون أحوال الطقس يتتبعون كل الأخبار بمدخل المكان مكتب صغير للبريد وملعب لكرة القدم تحط فيه أحيانا مروحيات وترتع فيه الغنم و فوق هضبة محكمة وإدارة المخزن، معمارها يشهد أنها كانت أيام الاستعمار مدرسة ، آثار تلامذة ذلك الزمان مازالت تمرح أو تستريح في ساحتها المكشوفة على السماء، وترتوي من حنفية تستظل زيتونتين ولادتين، وصفصافتين قضتا واقفتين في عز وكبرياء تأويا أوكار الطيور المهاجرة إلى موعد مع السنونو أواخر الشتاء، وتحفظ أسماء صبية عشاق وبعض عابري السبيل والنزلاء.. أسقطت الصفصافتين اخر أوراقها يوم إغلاق باب المدرسة ومنذ إغلاق باب المدرسة خطت عليها سرا بحروف أسماء ورموز منقوشة على جذعيها... رتقتا لها كفنا من ظل أغصانها... صنعتا لقبرها شاهدا من أغصان الزيتون... وكتبتا عليه :\" اشهد أيها المكان واشهد أيها الزمان... لقد أتى إلى المكان قوم يصدون باب مدرسة... ويفتحون باب محكمة... قوم شعارهم يغرسون فنأكل ونغرس ولا يأكلون...\" واحتضرتا... تبدل المكان... تبدل الزمان... تبدل الانسان، والصفصافتين والى الأبد اسم للمكان والزمان الهضبة هضبة الصفصافتين والمدرسة مدرسة الصفصافتين والمحكمة محكمة الصفصافتين والمكان ربع الربع خمسة نجوم يتهندمون بالإفرنجي يأكلون بالموسى والفرشاة، والباقي بوهميون يلتحفون كل النجوم ويفترشون زهر الرمان وورق التوت... ويقيمون في بيوت التابوت... والباقيات آتيات... وفقكم الله أبو مهدي ملك الزهراء الأربعاء 15 يوليوز 2009