يقف الآن مستقيم الشكل تماما على حافة ذكرى ، يلتهم ما تبقى من الوقت و أنا تلتهمني الجهات المحاصرة بالحبر.
بين الخطوتين ورقة ، هو يعرف تماما بأنّها لا تصلح حذاء لقدميه الحافيتين ، و لن يطأ تربتها فهي ليست وطنا قد ينفيه في أيّة لحظة و ينتهي (...)
"لا تقرب هذه الفاكهة المعلّقة في مدخل الجسر و إلا احترقت المدينة و تحوّل ما كتبتموه إلى رماد تذروه الرياح."
قالت المرأة كلماتها و تهادت خصلات شعرها و هي تعبر الجسر و تتركك معلّقا بين رغبة و رهبة ، بين لهفة و بين خوف ممّا هو آت،بقلبك لهفة للفاكهة (...)
أسلمتْ شعرها و هي في حالة استرخاء تامّ ، كان مجفّف الشعر يحدث ضجيجا و كأنّه يحفر في دهاليز ذاكرتها .تستحضر ملامحه الرجولية الجذّابة ، بأنفه الشامخ و لونه القمحي و نظراته المشعّة بالذكاء. سواد عينيه كان نقطة التحوّل في حياتها ، مثلما حوّلت لون شعرها (...)
التقينا ذات حزن...
كان الرذاذ عصافير
تطايرت من حلم
و كان للصباح
أكثر من وجه..
حين صافحتك
ذابت يدي في تويجة
زهر
كيف لزهرة أن تقف
تحرس لحظة صدق؟
و منذ كم جرح لم نلتق
منذ كم ربيع
لم نقطف وردة
و لم نرتو من هذا (...)
1_ ومضة
و يومض الشوق في
حنايا القلب
لحنا سماوي الإيقاع..
المجرّات
رمل
تذروه الرياح
و نايي انكسر من فرط
حزن
شاب منه الغراب..
آه يا صهيل
الوجد
في زوايا الروح
هل من انعتاق
البرق يخطف
عمري
و يبقي (...)
كان ذلك اليوم عيد ميلاده و كانت هي تحلّق كفراشة لتهيّئ له أجمل بستان لسعادته في هذا اليوم المميّز و هي التي اغتسلت بنور عينيه فما عاد من هواء ينعشها غير هوائه و لا من فضاء تحلّق فيه غير فضائه. كم متعب أن تختار له هدية و هو هديتها الجميلة في هذه (...)
الصباح كان أحد الأغطية التي التحفت بها روحك و أنت تشدّين الرحال إلى ثنايا صوته في الهاتف محاولة فكّ شفرة الألم الذي بدا حريقا سيأتي على كلّ الذكريات و الأحلام.
وصلت أخيرا كما طلب منك إلى ذلك المكان المسكون بفجائع الماضي تحيطه شجرة الياسمين ببعض (...)