لم تكن الثقافة، يوما، أولوية في الاختيارات الرسمية، بقدر ما كانت ومازالت جزءا ثانويا في المشهد العام، ماليا وموضوعيا. ورغم ذلك كانت هذه الثقافة، دوما، الوجه المضيئ لمغرب متعدد المداخل بفضل جهود ذاتية لمثقفين رسخوا أسماءهم عربيا ودوليا، فلا يذكرون (...)
يعلم المطلع على تقارير منظمات دولية معنية بقضايا التعليم أنها ترفض تحويله إلى سلعة تخضع لرغبات السوق في صورته المتوحشة،وأنها تعتبر (تجارة التعليم) جزءا من ممارسات تبعده عن جوهره النبيل الخادم لقيم المواطنة المتعالية عن جعل الربح مُوجٍّها للمستثمرين (...)
تبدأ نشرة الأخبار فتُطل عليك وجوه ألفتها: تقدم، تعلق، تصف، ثم تتصل أو تستضيف اسما أو أسماء لمن يوصفون بالخبراء، فالحدث الجلل يتطلب محللين بالمستوى نفسه.
سُحْناتُ الضيوف جدية، لا يبتسمون بدون سبب، يتحكمون في حركات أيديهم، وعيونهم؛ يرافقهم هدوء من (...)
أولا: تساؤلات الحرية
هل تكفي النصوص القانونية لتأطير الحرية؟ وما الذي يجعل بعض المفاهيم، مثل الحرية، دائمة الحضور في النقاشات التي تهم مجتمعات محددة؟ وما صحة الدفوعات التي تعتبر أن كل القرارات والأحكام التي تصدر مبنية على نصوص قانونية مؤطرة لها؟ وأي (...)
المدرسة المغربية حبلى بالإكراهات الواقعية أحيانا، والمصطنعة أحيانا كثيرة. وإذا كانت الأولى قابلة للمقاربات العملية ، فإن الثانية تتحول إلى إشكال مزمن يبدو غير قابل للتجاوز أو الحل مثلما هو شأن القيم التي كلما حصل مشكل أشارت الأصابع إلى المدرسة ،حتى (...)
(1) هم
يزحفون على كل شيء، ويشوهون كل شيء..لاشكل لهم... لا لون لهم .. لا رائحة تميزهم .... معروفون بدون أسماء .....يتواجدون في كل الأمكنة ..يحتكرون الزمان....ويتناسلون بشكل لا يفهمه الكثيرون.. يتوالدون لضمان البقاء...أبناؤهم يماثلونهم : هيمنة وجشع (...)
لم يكن غرامشي مخطئا عندما أكد أن تشاؤم الواقع لايلغي تفاؤل الإرادة؛ ففي عالمنا (العربي) المنخور بالتقسيمات، والحروب الطائفية، وعودة التأويلات الظلامية، والتشكيك في كل القيم النبيلة. نجد أنفسنا مضطرين في كل مرة إلى التذكير بالأمور البدهية، ومحاولة (...)
هل سؤال القيم جديد؟تاريخ الفكر يقول: لا......لكن الجديد هو زاوية النظر وأهداف المقاربة ونوعها ؛بمعنى أن موضوع القيم هوذاته الإنسان بشكل عام .إنه اختزال لقضايا الوجود والتفكير فيها؛ فكل الصراعات التي عرفتها البشرية تمت تحت مقولة (القيم)، بل إن صراع (...)
الخطاب السياسي خطاب سجالي؛ لذلك تصبح فيه الحدود الفاصلة بين العقلانية والواقعية والعواطف ضيقة. وهو خطاب يتلون بحسب السياقات والمقامات مع رهان صاحبه (السياسي) على ضعف ذاكرة الآخرين،وعلى تأويل التناقضات بدعوى الواقعية السياسية...لذلك من الطبيعي جدا أن (...)
بكل مشاعر الحزن والأسى تنعى مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة نبأ وفاة عضو مكتبها التنفيذي (الدكتور الطيب بناني) يوم السبت 1 غشت2015 .الرجل الذي خبر ميادين النضال السياسي والنقابي، وكان فاعلا مؤثرا في المجالات المدنية والفكرية والمعرفية.
لم يكن (...)
لازمتان أساسيتان ترتبطان بالحديث عن موضوع القراءة بالمغرب:
تقيد اللازمة الأولى القراءة بشرط وجودي في الخطاب الثقافي المغربي هو الأزمة. و تعمم اللازمة الثانية المسؤولية.
تتبنى اللازمة الأولى حكما نمطيا جاهزا؛لأنه يذهب مباشرة إلى النتيجة،ولايخوض في (...)
ليس لها من البياض سوى الإسم؛ دار تختزل المغرب بتعدده وتنوعه.... يعشقها أهلها مثلما يعشق الإنسان كائنا آخر يعرف عيوبه، لكن حديث قلبه يشل عقله. هكذا هي مدينة الدارالبيضاء التي يصفها الكثيرون بالعاصمة الاقتصادية، وهو وصف بقدر ما يتكلم باسم حقيقة ظاهرة (...)
أعادت التحولات العميقة التي تشهدها مصرطرح السؤال المركب: هل يمكن للأحزاب التي تدعي الانطلاق من مرجعية إسلامية أن تكون ديمقراطية؟ وهو سؤال يخفي إشكالا أعمق يتمثل في الآتي: هل ينبغي تأسيس هذا النوع من الأحزاب أصلا؟
لقد كان الدستور المغربي حاسما وهو (...)
يدخل الانسحاب(المؤجل) لحزب الاستقلال من الحكومة السياسة بالمغرب ضمن باب الإرجاء الذي اتخذه المرجئة آلية للإجابة عن أسئلة معقدة أفرزتها تجربة صراع اختلفت في شأنه التأويلات. فأمام حيرتها الكبيرة في تبني موقف واضح من قضايا صراع الفتنة الكبرى، وأمام عدم (...)
من الصحفي؟
سؤال يحمل في ذاته استغرابا أوليا لكونه يدعو إلى استعادة نقاش نظري يعتقده الكثيرون محسوما، لكن إعادة تقليبه تبين أن الأمر ليس كذلك؛ لأننا عندما نستحضر سير الكثير من السياسيين والمفكرين الذين طبعوا مسار الصحافة نقف على عمق السؤال...
يكفي أن (...)
أصبح الحديث عن الثقافة مقترنا بمفاهيم مثل: الاستثمار الثقافي،و الصناعة الثقافية، والاقتصاد الثقافي،والسياحة الثقافية،و التنمية الثقافية... وهي مفاهيم تتطلب وجود رؤية واضحة، وإجراءات مضبوطة، وتصور شمولي يجعلها ممكنة التحقق وفق مقاربة مركبة تراعي (...)
تحتاج لغة الخطاب السياسي بالمغرب، اليوم، إلى رصد موضوعي، وإلى إنخراط مختلف الفاعلين في التنبيه إلى مخاطره الآنية والمستقبلية، والبوح الصريح برفض معجمه الذي أصبح يعكس تشنجات في المواقف، وعداء مزمن لفلسفة الحوار، ومخاصمة عنيدة لأصول الذهنية (...)
تثير المقابلة بين العلمانية والديمقراطية استغرابا لدى من لا يؤمن بالمعادلات ويشتغل بمنطق الثنائيات الحادة، لكنه من منظورنا تقابل له مسوغاته التي سنبسطها في الفقرات القادمة.
من يستعيد النقاش الذي أطلقه رواد عصر النهضة سيسجل أن منطق ( إما....وإما ) هو (...)
ما العلاقة التي تربط الموقع الاجتماعي الفايسبوك بالسحر؟ أي جامع بين توظيف الذكاء الاصطناعي في صورته المثلى ومقولة ترتبط بالفكر الأسطوري والخرافي؟ ما علاقة الفايسبوك بالتمثلات الاجتماعية لمفهوم السحر؟
لاشك أن قارئ العنوان سيطرح هذه الأسئلة وما (...)
أكدت التجارب الدولية في مجال الانتقال الديمقراطي أن هناك حاجة ماسة للاشتغال وفق مسارين متباينين من حيث الآليات، لكنهما يتكاملان من حيث الأهداف. يتحدد المسار الأول في القرار، ويتحدد المسار الثاني في الحوار.
ولاشك أن ثقافة القرارتشكل جزءا من الأهداف (...)
1.حزب العدالة والتنمية واستعارة شعارات اليسار
ما بين عقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره السادس يومي 19و20يوليوز 2008،و25 نونبر 2011 تاريخ إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها حدثت تحولات تفوق توقعات المحلل العقلاني؛ إذ هي أقرب إلى حكاية من (...)
تحضر في حياة الشعوب لحظات تاريخية تكون منطلقا لتغيير الذهنيات بالقدر نفسه الذي يتم به تغيير معطيات الواقع، غير أن الانشغال بالتموقع والاهتمام بيوميات الحياة كثيرا ما يفوت الفرصة على الراغبين في التأمل بهدف استخلاص قواعد عامة تسمح بفهم ما يجري، (...)
لعبت أحزاب اليسار المغربي دورا مركزيا في استراتيجية النضال الديمقراطي التي عرفها المغرب منذ الستينيات، وقدمت تضحيات جسام في صورة اعتقالات واختطافات واغتيالات، وبرهنت عن صمود نضالي وتشبت بالقيم الأساسية التي تحتاجها كل ديمقراطية. فقد بدأ تشكيل الخطاب (...)
أحداث 11سبتمبر2011
الجابري وإعادة فهم القرآن: دواعي التأليف
تختلف دوافع التأليف من كاتب إلى آخر، لذلك فرق محللو الخطاب بين المقاصد المباشرة التي يعلنها صاحبها، والمقاصد غير المباشرة التي يعمل المتلقي على تشييدها بناء على مؤشرات موضوعية تحمي (...)
منذ عقود والعالم العربي يواجه أسئلة تبحث عن المداخل الممكنة لتحقيق ديمقراطية لايهبها قائد كريم أوزعيم موهوب؛ ديمقراطية بعيدة عن تطبيقات شكلية رسختها أنظمة جبرية، و اعتبرتها جرعات متحكم فيها تمنح لشعوب قاصرة خوفا عليها من تخمة هالكة. وقد ازدادت حدة (...)