(1) هم يزحفون على كل شيء، ويشوهون كل شيء..لاشكل لهم... لا لون لهم .. لا رائحة تميزهم .... معروفون بدون أسماء .....يتواجدون في كل الأمكنة ..يحتكرون الزمان....ويتناسلون بشكل لا يفهمه الكثيرون.. يتوالدون لضمان البقاء...أبناؤهم يماثلونهم : هيمنة وجشع وسيطرة مطردة. ...ينهبون ولا يبنون ، يعللون المواقف والولاءات، ويسخرون من المبادئ والمرجعيات...هم هكذا....فرحون بما يملكون ، وسعداء بما ينهبون ، فكرهم ضحل، ورؤيتهم ضيقة . التافهون (منا) .. هل كانوا بيننا دائما؟ ..الساكنون في حينا : لغوهم لايشبه كلامنا ..يخلقون اللجاج ، وينفرون من الحجاج ...يهمهم (جدا) غرقنا اليومي، فيضيفون إلى الأخدود عمقا..يتقنون القفز فتجدهم مع من كان... ، ومع من أتى .. يستمتعون بوضع الملح فوق الجروح كي لا تندمل.. هكذا هم أوفياء لصنع الألم. ( 2)سياسيو(هم) قوميون ووطنيون في المعارضة،...حزبيون وقبليون في الحكم. شعارهم : ( السلطة مثل الكمان، تمسك باليسار، وتعزف باليمين)....لذلك يحجب ضجيج أصواتهم سطحية تفكيرهم. ضحاياهم أتباعهم...شعاراتهم رنانة وملامحهم (شمعية)..ثقافتهم ضحلة ورؤيتهم ضيقة.... هكذا هم يمتطون صهوة السلطة متى ما أتيح لهم ذلك...خطابهم نقيض سلوكهم،... خالدون في أحزابهم، انقساميون ساعة انتهاء مهامهم.. الوطن عندهم غنيمة، و الديمقراطية حرب خداع ، و (زواج متعة عابرة)، ...كرامتهم بحجم استفادتهم.... مشاعرهم ميتة ( ما لجرح بميت إيلام).. ومنجزاتهم ( أرض خراب). (3) فن (هم) ( اللاهثون على هوامش عمرنا ) ...فن (هم ) ضجيج وصخب، أجسادهم تتحرك على إيقاع أصوات مبحوحة، المال همهم..الذوق ضحيتهم.. شعارهم :عصرنا اقتضى ذلك ...حداثتهم جوفاء، ومناقشتهم عي ، هكذا هم ..يكسرون الأذواق..ويجعلون الصخب إبداعا...كلما شاهدناهم أو سمعناهم طلبنا اللجوء لرقي (غيواني) ،أو رحلنا إلى (قمر أحمر) بحثا عن (ساعة سعيدة) لاتباع بأموال....وسبحنا في (النهر الخالد) كي نزيل نتانتهم ....ندرك مقاصدهم:إفساد الذوق إفساد لنا..فمن صار ذوقه خليطا بين نغمات الآلة ومنبه السيارة أصبح ذهنه مشروع تشرد بدون أفق...ضحالة الذوق قتل للإبداع.. قتل للموقف..من لاذوق له ....لا موقف له. (4) محللو(هم) يمتلكون مواهب خارقة في التمويه وتلوين الخطابات بقزحية قاتلة، فتراهم يكتبون التحليل قبل قراءة الخطاب، وتراهم يقدمون الفتاوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... إنهم خبراء بلغة بعض إعلاميينا،سامحهم الله،ومموهون في عرف التحليل الرصين. لا يخجلون وهم يقدمون القراءات المتناقضة.... مستعدون لكراء أفواهم بثمن بخس... مواقفهم هلامية، وانتهازيتهم تحبط عزيمة اليافع، وتشكك الشاب الحالم بالجرأة والموضوعية . ولو امتلكنا مرصدا يتتبع تحليلاتهم ، ويقوم بتشريح بنيتها لخرجنا بعجائب تشيب لها رؤوس الولدان. سماتهم معروفة ،وذكرهم ينقض الطهارة....لكن خطرهم داهم .....لأنهم يدفعون الأذهان إلى( التكلس)، ويوجهون الآراء وجهات التيه والضياع؛ ضياع المعنى في كل شيئ حيث يحل العبث؛ فتصبح السياسة ( زْعامة وفهلوة )، ويصبح الاقتصاد (غنيمة )........إنها غاية التحليل الفاسد الذي يستبلد ذكاء الآخرين، فيعمل على رسم مساحة النقاش، ويوجهه إلى حيث يراد له أن يوجه.........هكذا نفهم لماذا يصر هؤلاء ( الخبراء) على تحليل الخطابات قبل قراءتها، وقبل أن يجف حبر كاتبها.