ثمة لغة محنطة
في تابوت،
قيل هي مجرد رفات
نسيها الأقدمون،
بعد انتهاء معركة.
وقيل: هي المعركة.
(يروي التاريخ تلك الحكاية
بتفاصيل صغيرة و كثيرة،
تتغير حسب فصول السنة،
و أمزجة المؤرخين و السلاطين .(
يقول الراوي:
لم تنهزم الجيوش و لم
تنتصر،
كانت فقط حطبا (...)
لم يكن البحر غافلا عما اقترفه الغرق ولا النار نائمة حين الرصيف احترق.
هي إشاعات ينشرها الهواء في أزقة المدينة القديمة، تلتقطها النوارس، توزعها بعدل، على المعدمين، الفقراء، عاهرات مواخير الميناء، الأطفال المشردين تحت الجسور، نواصي المحطات، وشرفات (...)
1- نهر
النهر
لا يتحدث؛
هو فقط
يوزع بعدل
طمي الحزن
على ضفاف
القلوب العاشقة.
2-ظلال
الأشجار
لا تبالي
بفأس
الحطاب،
لكنها تبتسم
حين يلوذ
الأطفال
إلى ظلالها
من قيظ
الظهيرة.
3- قبلات
تعالي نحتفل
بالموت
قبل الحياة؛
كلمة "أحبك"
ترحل سعيدة
حين تمشي
في (...)
كما رأينا ذلك كلنا،
وكأنه كابوس ليل طويل،
بأيدينا المغلولة إلى الأعناق،
أفواهنا المنسوجة بالصمت،
وأرجلنا العاجزة عن
الرحيل نحو العدم..
كنا ضعافَ الجناح كسربٍ
من الطيور الجائعة،
نحمل هزائم التاريخ
بالمناقير والمخالب،
نبني أعشاش عشبٍ
لأفراخٍ زغب (...)
لا يا وطني
أنا لست غريبا
عن هذه الأرض
كي تعترف بي
تربتك..
أنا الأرض..
لا يا وطني
أنا لست غريبا
عن سمائك
كي يعترف بي
سحابك
أنا السماء..
لا يا وطني
أنا لست غريبا
عن ليلك
كي تعترف بي
نجومك
أنا الليل..
لا يا وطني
أنا لست غريبا
عن شمسك
كي يعترف (...)
المزبلة، قبل أن تكون مطرحا ماديا للنفايات، وبقايا الأوساخ والفضلات الناتجة عن عملية الاستهلاك.. هي أيضا حالة ذهنية ونفسية واجتماعية؛ فالمجتمعات والمدن التي تربي مواطنيها على قيم الاستهلاك السريع المبتذل لماديات الحياة، وتلخص أنشطتهم الحيوية (...)
لا تفكر كثيرا في كل الحروب والهزائم
فكر فقط في تلك التفاصيل الصغيرة
التي تقاس بمقياس الحياة بعد الموت
ويسميها الراسخون في الحلم
آلة قياس درجات الألم
مثلا:
وأنت تقرأ خبر نعيك في صفحة الوفيات
توقف قليلا عند جملة «كان رحمه الله..»
وتأمل كيف يكتمل (...)
هل يمكن لقصة حب فاشلة أن تفجر عبقرية كاتب؟!
للإجابة على هذا السؤال سأورد حكايتين واقعيتين ،عاشهما كاتبان ينتميان الى نفس البلد، وتقريبا الى نفس المرحلة التاريخية،وكلاهما تركا أثرا كبيرا في مسار الرواية العالمية ،مازال ساريا الى حد الآن..
الحكاية (...)
هذه المرأة التي أحببتها
كانت قاسية مثل رصاصة القاتل
وجميلة مثل درهم الفقير.
وحين تغضب تركل المائدة
وتصفع النادل على قفاه
وهي تضحك ..
وكثيرا ما كانت ترجم الزبائن
بطوب السكر ومنافض السجائر،
ومرة صفعت شرطي المرور،
حين طلب منها رخصة السياقة،
ونعتته (...)
في ذاك المقهى حيث الهواء رمادي..
والأنفاس مشبعة برائحة الحرب…
كان التلفاز يعلن بصوت أجش..
أخبار انهزام الإنسان أمام ما اخترعت يداه..
وسقوط ألاف العصافير في بحيرة نفط..
وكيف هاجر الأطفال إلى جزيرة «بيتر بان»..
حيث الطفولة مملكة والحكاية ملك..
وفي نفس (...)
دُق الباب مرتين..
قلت :
الريح تأكل..
من الليل الخشب..
وعدت إلى النوم..
وكان قد هدني
من يومها التعب..
دُق الباب مرتين..
كان حلما ..
رأيتها تفتح الباب..
وأنا طارق الليل..
الريح في ظهري
تدفعني نحوها..
وفي القلب
يستيقظ الوجب..
دُق الباب مرتين…
دخلت (...)
حين عبر رامبو
الصحراء حافيا
وترك فيها قدمه
..
في حياة يسكنها الألم
ألم الأزهار التي
كان بودلير يعانيها..
وهو يقبل فم الأفيون
و يتخيل العالم
قطا أسود
تلمع عينيه في ليل
إدجار ألان بو..
إدجار الولد الشقي
الذي أحب الأسرار
ورواها بلغة
طفل عجوز….
العجوز (...)
الإغتصاب ليس حالة جنسية معزولة ...
الإغتصاب نتيجة:
نتيجة لإغتصاب التعليم بعد تعريبه وافراغه من محتواه..
إغتصاب العقل، بعد أن أصبح الفكر الظلامي والخرافي هو القاعدة العامة لأساليب التفكير اليومي..
إغتصاب الذوق الحضاري والمخيال الجماعي، بعدأن اصبحت (...)
ماذا لو كانت الحرب
مسلسلا مكسيكيا طويلا ،
الجنود فيه نساء فاتنات
يتفنن في وضع المكياج
على وجوههن البيضاء ،
وفي المساء يرقصن التانغو
في ساحات المعارك،
حيث القنابل زجاجات
عطر باريسية باذخة
والبنادق سيقان ورد ،
والدم نبيذ أحمر معتق
يسقط في الجوف دافئا (...)
بعجز اللغة أمام بلاغة الصمت
ارتطام جثة باردة بقلب عاشق أضنَته سُبل الركض
خلف ما لا يقال في فقه العشق وتبادل النظر من شرفة لشرفة
شرفة أقول أحبك
شرفة أقول تحبني
وبينهما تموت الحقيقة وحيدة
فلا تحاول إذن أن تكون أكبر من اللغة
كن فقط جسراً بسيطاً
مثل (...)