بعجز اللغة أمام بلاغة الصمت ارتطام جثة باردة بقلب عاشق أضنَته سُبل الركض خلف ما لا يقال في فقه العشق وتبادل النظر من شرفة لشرفة شرفة أقول أحبك شرفة أقول تحبني وبينهما تموت الحقيقة وحيدة فلا تحاول إذن أن تكون أكبر من اللغة كن فقط جسراً بسيطاً مثل قميص فقير تهدهده الريح على حبل الغسيل ذاك الحبل الذي ربما ربطته امرأة بين الشرفة والشرفة دون أن تدري أن الشرفتين علامات فارقة قد سطرها القدر في كف قلبك كناية عن قولك أحبك أو قولك تحبني لا تحاول إذا أن تكون لغتك أطول من الحبل الذي يمتد بين الشرفتين وأكبر من كف قلبك ربما تدرك يوما أن تدرك ما لا يُدرَك دون أن تتعبك المعارج وتستنزفك مسالك التأويل شرفة مقابل شرفة وحبل وقميص وقَدَر بحجم الكف يعصر قلبك كاف أن يجعل ما لا يدرك مجرد قصة طفل نسيته أمه أسفل العمارة وغادرت في صفير الريح في حضن قنبلة الطفل الذي رفع عينيه نحو الشرفتين حيث قميصه المنسي على نفس الحبل الحبل الذي يربط بين قولك أحبك أو قولك تحبني بقي السؤال معلقا في عينيه مثل القميص على الحبل : أين أمي؟! وإن تدرك ما لا يدرك ضع كفك على قلبك وانظر بعمق ناحية الشرفة الثانية ولا تنسَ أن تنظر أسفل العمارة حيث القَدَر يحمل طفلا صغيرا بين ذراعيه يطير خفيفا دون أن ينسى القميص المضمخ بدم أحمر سقط سهوا من قوس قزح حين عانقت الأم قذيفة وهي تحاول أن تسحب الخيط الرابط بين الشرفتين الشرفتان حيث رُمْتَ جاهدا أن تقيس مسافة البون بين قولك أحبك وقولك تحبني كي تدرك ما لا يدرك دون أن تشتعل في العالم معارك