يصدر قريبا عن دار الثقافية للنشر بتونس الديوان الشعريّ الثاني «حدادا على أقواس قزح» للشّاعر التونسيّ أحمد السلطاني، و تجدر الإشارة أن الشّاعر قد أصدر ديوانه البكر «الرّاقص القرويّ» عن دار رسلان في سنة 2015. «حدادا على أقواس قزح» سيتضمن 44 قصيدة شعريّة ستغطّي حوالي 140 صفحة ، يصدر هذا الديوان في طبعة أنيقة وفي 1000 نسخة، يقدّمه الشّاعر والروائي والناقد التونسيّ السيّد التوي، ويهدي الشّاعر أحمد السلطاني ديوانه إلى: «أرواح الشّهداء.. إلى الّذين يهيمون في اللّيل بلا مأوى في أصقاع الأرض تحت سياط الصّقيع.. إلى الكادحين والمعطّلين والثّكالى.. إلى الأطفال الفقراء في أيّام العيد... إلى من تخشّبت أيديهم وهم يغالبون الوقت بحثا عن لقمة العيش... إلى أمّهات من قتّلهم الحوت أو الموج وهم يحلمون بالنّجاة من الغرق في ليل المتوسّط الهائج والكئيب... إلى بائعات الياسمين في حانات اللّذة والقمار... إلى أوراق صفراء تتهاوى من شجرة العمر يوما بعد آخر.. إلى وشم غزالة وحيدة في ضفاف القلب هي أمّي .. إلى روح أبي لم يمهله الوقت كي نلعب « طرحا « آخر من الشطرنج تحت زيتونة مظلّة في الخريف... إلى إخوتي يتقاسمون معي بعضا من عناء هذا الطّريق المترب والطّويل.... إلى الأصدقاء والشّعراء يحرسون قمر المحبّة في واحة القلب ويطردون الموت إلى تلّة بعيدة في الغياب.... إلى أساتذتي جميعا ...لولاهم ما كان للحرف أن يخفق ويطير في سماء واسعة وعامرة بالنّجوم...» يتضمن غلاف الإصدار في صفحته الخلفيّة أراء ثّلة من الكتّاب العرب حول تجربة الشّاعر التونسيّ أحمد السلطاني: الشّاعر الزبير بالطيب، الشاعر والإعلامي الأسعد العيّاري، الشّاعر فتحي القمري والشّاعر المغربي زكرياء الزاير. في هذا الإطار، يكتب الشّاعر الزبير بالطيب: «أحمد السّلطاني... شاعر يتقن الاختلاف... يمعن في التجلّي ويدرك مكامن الجمال في اللّغة وفي الحرف وفي الصّورة الشعريّة بإيقاع سلس انسيابيّ دافئ ورمز بديع... عرفته عاشقا للّغة العربيّة ومعتزّا بمورث أدبيّ وفنيّ خالد وثريّ وعرفته انسانا راقيا وخلقا عاليا وعطاء لا ينضب.. كان يحتفي بالنصّ ويسرع إلى أحبّته مبشّرا بميلاد أيّ سطر إبداعيّ... وكان أحبّته وأصفياؤه يغرقون في سحر المعنى وبديع التّشكيل... شكرا لأقدار وهبتنيه صفيّا وصدوقا وأخا..» و في إطلالة على مدارات الديوان الشعرّية المرعبة، نورد هذا المقتطف من نصّ «حِدادًا على أقواس قزح» الذي سيحمل الديوان اسمه : «قال لي حارس أعمى كان يقف على باب الشّمس ويحرس نشوانا أحلام الملكة أيّها المتطفّل.. لا بيت لك في الملكوت و لا يوجد قفص شاغر كي نسجن رغبتك في الصّراخ أو تَقوّل الشّعر.. عيناك اللّامعتان مثل هدهد أو صفصافة تطلّ على نواعير من الرّيح هاتان العينان الغارقتان في الذّكرى تهجسان بالصّواعق.. وتقولان أنّك مثل الحزن خطر وفظيع.. لا تقترب من البئر إذا..أو تنظر في المرايا.. فقد تنسف أغانيك مذكّرات سيّدة الغيب..»د