في نهاية الأمر، هل يمكن القول اليوم إن «الزنوجة» لم تكن سوى معركة رجل وحيد؟ فالكلمة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في سنوات الستين وبلغت مستوى الإيديولوجيا المساندة لهوية ما، غابت تماماً عن الساحة الإفريقية وغير الإفريقية مع غياب الرجل الذي حملها (...)
ليس هذا الكتاب (الصحوة: النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية) مجرد سيرة ذاتية ساحرة لشخص مثير للجدل جداً، بل هو كتاب يتجرأ على مواجهة أكثر القضايا تحدياً في العصر الحديث بأمانة فائقة.
ليس كتاب ديفيد ديوك (الصحوة) لضعاف القلوب، أو لأولئك (...)
ليس هذا الكتاب (الصحوة: النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية) مجرد سيرة ذاتية ساحرة لشخص مثير للجدل جداً، بل هو كتاب يتجرأ على مواجهة أكثر القضايا تحدياً في العصر الحديث بأمانة فائقة.
ليس كتاب ديفيد ديوك (الصحوة) لضعاف القلوب، أو لأولئك (...)
ثمة أسئلة كبرى تطرح على النخب الثقافية العربية التي كانت تقف، في بعض نماذجها القوية، على محك التنافر القطري، غير قادرة على رسم طريق التكامل الثقافي الغربي. غير أن أطروحات كثيرة أنجزها مثقفون ومفكرون عرب ما زالت حتى الآن تطفو على السطح، لراهنيتها (...)
بطاقة:
يعتبر الدكتور طيب تيزيني، واحداً من المفكرين العرب الذين حاولوا المقاربة بين «الفكر الاشتراكي العلمي»- بحسب تعبيرات تلك المرحلة- وبين التراث الفكري العربي. وكان كتاب "من التراث الى الثورة" الذي كرسه كاسم كبير في الساحة الفكرية العربية، وصارت (...)
إذا كان جيلبرت كيث تشسترتون هذا كلّه، فلمَ تراه منسياً في زمننا؟ ماركيز كان يقول أنه تعلّم من تشسترتون كيفية صوغ الحبكة، وانغمار برغمان كان يعتبر مسرحيته «السحر» واحدة من أعظم المسرحيات وبول كلوديل كان يسميه «ملك التناقض الخلاق»، وآغاثا كريستي (...)
ارتبط اسم السياسي والديبلوماسي والكاتب الايطالي ماكيافيللي بعنوان كتابه الأشهر »الأمير« في شكل طغى تماماً على مؤلفات هذا المفكر الأخرى، ما جعله يبدو وكأن همه الأساس كان تبرير الحكم الفردي ومسألة الخداع في السياسة وأساليب إدامة سيطرة »الأمير« على (...)
يروى أن صحافياً مرموقاً أجرى ذات يوم حواراً مع الشاعر اللبناني بشارة عبدالله الخوري (الأخطل الصغير)، وجّه اليه خلاله سؤالاً فحواه، أن «الشاعر أمين نخلة قال انه اكتشف هذا الخطأ وذاك وذلك في بعض شعرك... فما هو رأيك؟». يومها ما إن استمع الأخطل الصغير (...)
في الخامس من كانون الثاني (يناير) 1953 كان صمويل بيكيت أحدث ثورة في عالم المسرح، مع العرض الأول في مسرح »بابيلون« الباريسي لمسرحيته التي ستصبح فائقة الشهرة وتأسيسية لاحقاً »في انتظار غودو«. فمنذ ذلك العرض، لم يعد المسرح في العالم كما كان سابقاً، بل (...)
عند بدايات القرن العشرين، كان أدب دوستويفسكي قد بدأ يُعرف على نطاق واسع في فرنسا... ومع هذا لم يكن فرنسيون كثر يحبون هذا الكاتب الروسي الذي كانت أوروبا كلها قد اعتادت على تبجيله منذ زمن. في ذلك الحين، حين كان باحثون فرنسيون يُسألون عن سبب ذلك الود (...)
«لا ريب في ان الأحداث التي كانت تجري في افريقيا الشمالية - أي تحديداً، حرب الجزائر - كانت هي ما كشف لي عمق ضروب الجهل التي اعيش، وافتقاري الى الثقافة الحقيقية... لكنني لم أكن بالطبع وحيداً في هذا...».
هذا ما قاله الشاعر الفرنسي الكبير لويس آراغون في (...)
«... وإنما نأتي بحوادث الرواية تشويقا للمطالعين. فنبقي الحوادث التاريخية على حالها، وندمج فيها قصة غرامية تشوق المطالع إلى استتمام مطالعتها (...). إن الروائي المؤرخ لا يكفيه تقرير الحقيقة التاريخية الموجودة. وإنما يوضحها ويزيدها رونقاً من آداب العصر (...)
خلال السنوات التالية مباشرة لنيل الجزائر استقلالها بعد ثورتها الدامية الطويلة التي سميت «ثورة المليون شهيد»، وانتهت بخروج الاحتلال الفرنسي الذي ظل رابقاً فوق صدر هذا البلد نحو قرن ونصف القرن، انشغلت الأفلام السينمائية التي راحت تُحقّق بوفرة، وإن (...)
«هنا سأبقى مقيمة هادئة مطمئنة: فهم ماتوا جميعاً. ومن الآن وصاعداً، سوف أنام بعد منتصف الليل من دون ان أخاف الخناجر والمسدسات. الأمهات الأخريات سوف ينحنين على النوافذ والشرفات، يلسعهن المطر بسياطه في انتظار عودة أبنائهن. اما انا، فقد انتهى كل شيء (...)
هل كان على الكاتبة الفرنسية جورج صاند أن تنتظر اقترابها من سن الأربعين وانتهاء علاقاتها الصاخبة بعدد من كتاب عصرها وفنانيه، وخيبة أحلامها الاشتراكية الكبيرة، قبل أن تبدأ كتابة رواياتها الكبرى، أو الأكثر عمقاً؟ الحقيقة أن جورج صاند، على رغم أنها كانت (...)
»... إني نقلت هذا الكتاب والدنيا في عيني مسودّة، وأبواب الخير دوني منسدّة، لثقل المؤونة ولقلة المعونة، وفقد المؤنس، وعثار القدم بعد القدم، وانتشار الحال بعد الحال. هذا، مع ضعف الركن واشتعال الشيب وخمود النار وسوء الجزع، وأقول شمس الحياة، وسقوط نجم (...)
لعل أول ما يثير الدهشة لدى قراءة سيرة الرحالة العربي المغربي الطنجي الشهير، إبن بطوطة هو ذلك التشابه بين بعض سمات تلك السيرة، وبعض سمات سيرة رحالة آخر ينتمي الى العصر نفسه تقريباً هو الايطالي ماركو بولو. وقد يمكن ان نكتفي هنا بسمتين أساسيتين هما طول (...)
بدا الفرنسيون على الدوام أكثر وفاء لذكرى الأمير عبدالقادر الجزائري، من أهل أمته العرب، إذ لا يكاد يمضي عقد من السنين إلا ويصدرون عنه كتباً ودراسات تستعيد ذكراه ومواقفه. غير أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أن الفرنسيين التفتوا دائماً إلى وجه عبدالقادر (...)
بدا الفرنسيون على الدوام أكثر وفاء لذكرى الأمير عبدالقادر الجزائري، من أهل أمته العرب، إذ لا يكاد يمضي عقد من السنين إلا ويصدرون عنه كتباً ودراسات تستعيد ذكراه ومواقفه. غير أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أن الفرنسيين التفتوا دائماً إلى وجه عبدالقادر (...)
كان آرثر رامبو في التاسعة عشرة من عمره حين أنجز، ونشر، مجموعته الشعرية الرئيسة »موسم في الجحيم«، تلك المجموعة التي جعلت منه، على الفور، ليس شاعراً فرنسياً كبيراً فحسب، بل علامة على جيل وزمن بأسرهما، وربما ايضاً خلاصة لثورة فنية واجتماعية عاشتها (...)
»في مجتمع كان شعراؤه وكاتبو رواياته ومؤلفو تراجيدياته يعتبرون الكائن المحبوب موضوعاً يتعيّن السعي من دون هوادة للحصول عليه، أتت »اندروماك« لتبرهن ان هذا الكائن المحبوب لا يطال (...) فالعجز، الذي لا اسم له، والذي يشعره أوريست ازاء هرميون، وامّحاء هذه (...)
خلال الساعتين اللتين يستغرقهما – تقريباً – عرض فيلم «... يا خيل الله» للمخرج المغربي نبيل عيوش (تظاهرة «نظرة ما» في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي)، لا يسع المتفرج التغلب على شعور يخامره بأنه قد شاهد هذا كله من قبل. في سينما عيوش نفسه، ولكن (...)
المدينة، المرأة، الجريمة ومن ثمّ الخيانة.. تلكم هي - في شكل مختصر - العناصر الأساسية التي تشكّل «القانون» الجامع لنوع أدبي – ثمّ سينمائي – ظهر في القرن العشرين وإن كانت الدراسات الأكثر دقة تعود به قروناً إلى الوراء وربما أحياناً الى حكاية أوديب. ما (...)
من يتصفح الألبوم الضخم والمزدهي بنحو مئتين وأكثر من اللوحات والرسوم التي حققها الرسام الفرنسي أوجين ديلاكروا خلال زيارته الشهيرة الى المغرب ثم بعد تلك الزيارة، متأثراً بها، سيخيَّل إليه ان الرسام الرومانسي الكبير أمضى في المغرب عشرات السنين. لكن (...)
الانطباع الأول الذي يخرج به المراقب «الأجنبي» بعد متابعته القسم الأكبر من الأفلام المغربية المعروضة ضمن إطار المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، هو ان السينما في المغرب وصلت، أخيراً، الى سن الرشد. والوصول الى هذه السن لا يعني بالتأكيد حكماً قيمياً، بل (...)