قرأ على لوحةِ القبرِ في خشوعٍ:
كل نفس ذائقة الموت، هنا يرقد المرحوم إسماعيل بن محمد الصروخ، كان قيد حياته ملحدًا، عالةً على نفسه وعلى المجتمع، عاطلاً عن العمل. غفر الله لنا وله.
بجانب القبر الذي يقف عليه، قبرٌ بهيٌّ، مزركشٌ بفسيفساءَ أندلسيةً، (...)
قبلّها ثم أخبرها بذهابه، أخبرته بأنّها تحبه وهي تغط في نومٍ عميق. أدارت عنه وجهها ثم سكنت أنفاسها.
اتجه صوب الحمام، بحث جيدا عن فرشاة أسنان جديدة فلم يجد غير البرتقالية في مكانها. إنّه يتذكر جيدا أنها أخبرته عن عزمها ابتياع فرشاة أسنان له؛ لم تفِ (...)
كان لا يدري ماذا سيفعل ولا إلى أين سيتجّه. اتصل بصديقه مرّات عديدة لكن من دون جواب. أنهكت العلبة الصوتية رصيده وأفرغته ممّا تبقى فيه.
قرر أخيرا بعد مناقشات حامية الوطيس -بينه وبين نفسه- أن يتوجه إلى القهوة د السطاح. لطالما تساءل عن سر مواظبته عليها (...)
"تِلوم عليَّ إزّاي يا سيدنا
وخير بلادنا ماهوش في إيدنا"
...
- "والو آ البّا عبد العزيز، منقدرشي عليها عالية عليّ"
"- وا بلّاتي نشوف نطيّحالك شي شويّش"
تناول البّا عبد العزيز عوده ليضبط أوتاره من جديد؛ نِصفُ السّهرة يضيع في ضبط أوتار العود! في حين (...)
فلأعرفكم بنفسي أولاً قبل أن أخوض فيما سأخوض فيه في هذا المقال الذي أرجو من الله أن أُتوفق وأن أُهدى أثناء صناعته إلى سبيل الحياد ما أمكن، ذلك أن تعريفًا بنفسي كافي -في تقديري- لوضع القارئ داخل المشهد بكل تعقيداته، كما أنّه قد يمزّق الهوة ما بين (...)
بجوار محطة الحافلات سابقا في منطقة سيدي بوعبيد (أو الجُّوطيا كما يحلو لأبناء المدينة العتيقة تسميتها) يوجد سرداب، كغار أفعى يوحي منظره، أو كملجأ للمتشردين يحميهم من التراص ليلا على قارعة الطريق. الغار كان حفرة بالفعل، لكنها بدلا من أن تأوي المتشردين (...)
إن الإنسان من حيث هو إنسان كائن مفكر (Par définition)، فضولي، يحب أن يدرك كل شيء حوله؛ كائن متسائل. هذا الحماس الفكري والعطش المعرفي سيقوده إلى التساؤل حول الظواهر الطبيعية.
لم يسقط المطر؟
لم السماء زرقاء؟
ما تلك الأضواء التي نراها ليلاً في (...)
من بين أكثر التحديات المعاصرة التي تواجه المسلمين اليوم وأكثرها استشكالاً؛ تحدي تحديد النصوص الدينية بطريقة تتيح للمسلمين تعريف دينهم نظرياً عن طريق بناء فكري متين وفق المعايير المعتمدة والمتعارف عليها عالمياً.
ولعل أبرز نقاش نجد له صدى في الأوساط (...)
القاعدة العامة في القرءان الكريم هو أنه لا خوارق في الكون ولا معنى للقضاء والقدر إلا من باب "سبق في علم الله". لا يموت الناس لأن الله أراد ذلك، بل لأن عوامل بيولوجية مختلفة تكاثفت وتسببت فيها، وكذا الزلازل والعواصف وكل الكوارث الطبيعية والإنسانية. (...)
بعد توقيع السلطان المولى عبد الحفيظ على معاهدة الحماية الفرنسية بفاس سنة 1912 دخل المغرب مرحلة الإحتلال فاقداً استقلاله، مما أدى إلى انتشار الروح الوطنية بين أبناء هذا الوطن. هذا التنامي المطرد سينتج عنه مقاومة قبلية مسلحة رافضةً للاحتلال.
في هذه (...)