قال عبد الواحد ياسين، رئيس فرع جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي بتطوان في ندوة صحفية عقدت بنادي الصحافة بالرباط عشية يوم السبت 20 فبراير 2010، إن المكتب الوطني لجمعيته قام بخروقات خطيرة تمس الوحدة الترابية للمغرب ومقدساته الوطنية واتهم ياسين، الذي يقول إنه قدم استقالته من الكتابة العامة للجمعية في أواسط العام الماضي، إن المكتب الوطني للجمعية قام بتهريب الأموال من المغرب إلى الجزائر بمناسبة احتفالات الطريقة العلاوية بالذكرى المئوية لتأسيسها بمدينة مستنغانم الجزائرية. وأضاف رئيس فرع الجمعية بتطوان إن شيخ الطريقة العلاوية خالد بتونس، وهو جزائري الجنسية، يدخل إلى المغرب كتبا تتنافى مع المذهب المالكي وعقيدة المغاربة الأشعرية، ويعمل على إدخال أفكار جديدة في التصوف تخالف أصول التصوف السني التي اعتاد عليها المغاربة منذ آلاف السنين. وأكد عبد الواحد ياسين، خلال الندوة التي حضرتها بعض وسائل الإعلام الوطنية، إن الشيخ خالد بنتونس يريد أن يستولي على زوايا الطريقة العلاوية بالمغرب، التي تعتبر ملكا للمغاربة بنوها بأنفسهم، كما أنه يبث الفرقة بين أتباع الطريق بإقدامه على تغيير مقدمي الزوايا وطرد المغاربة منها، ووصف ياسين ذلك بأنه مخطط جزائري يريد أن يحدث تغييرا بنيويا داخل المؤسسات الدينية بالمغرب. يشار إلى أن مجلة التصوف خضرت أيضا مساء يوم الجمعة 12 فبرابر 2010 ندوة صحفية بمدينة طنجة، نظمها شيخ الطريقة العلاوية، خالد عدنان بنتونس، للإجابة عن أسئلة وسائل الإعلام حول هذه القضية، التي تشابكت فيها خيوط السياسة مع التصوف. وأدلى شيخ الطريقة في ندوة الجمعة بطنجة، بمجموعة من الوثائق التاريخية التي تؤكد أن طريقته هي طريقة عالمية أساسها التربية الروحية وجمع الشمل ونبذ الفرقة والتطاحن بين البشر بصفة عامة، نافيا أن تكون الطريقة العلوية أداة في يد أحد، أو أن لها أجندة سياسية تحركها، مؤكدا أنها كانت موجودة في المغرب منذ تأسيسها في بداية القرن الماضي، وأنها كانت تمارس وظيفتها التربوية سواء في المغرب أو الجزائر حتى في أحلك الظروف المتوترة التي طبعت العلاقة بين البلدين في عهد الراحل الحسن الثاني. وأشار شيخ الطريقة، في ندوة طنجة، أن السلطات المغربية تتعامل مع طريقته بكل احترام وتقدير، والدليل على ذلك استدعاء وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق لخالد بنتونس لحضور لقاء سيدي شيكر الذي نظم العام الماضي بمراكش، وإلقائه لكلمة أمام جميع الطريق الصوفية العالمية، إضافة إلى الرسالة الملكية التي بعث بها أخيرا الملك محمد السادس لأحد مقدمي الطريقة العلوية بالحسيمة. وحسب خالد بنتونس، فإن الطريقة العلوية كانت لها مواقف تاريخية متميزة، حيث لم توقع على وثيقة نفي محمد الخامس، ولم تشارك في المؤتمر الذي نظمته الطرق المغربية بفاس سنة 1953، وأدلى الشيخ بوثيقة من الاستعلامات الفرنسية بالجزائر موقعة من محضر للكولونيل شون schoen تؤكد أن الطريقة العلوية طريقة "غير رجعية وبعيدة عن المصالح الدنيوية". لحد الساعة ما زال رجال السياسة لم يتدخلوا مباشرة في هذه القضية الدينية ذات الأبعاد السياسية، خصوصا أنها تخص بلدين جارين هما المغرب والجزائر، توجد بينهما صراعات قوية منذ عقود حول الصحراء المغربية، تتمظهر أحيانا في شكل صراعات لبسط النفوذ الروحي على بعض الزوايا الصوفية كما هو الشأن بالنسبة للزاوية التجانية في وقت سابق.