كانت قاعة المحاضرات التابعة لفندق شاله بطنجة يوم الجمعة 12 فبراير الجاري ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال على موعد مع ندوة صحفية عقدتها جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي وأطرها السيد خالد بن تونس شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية . وقد جاءت هذه الندوة الصحفية التي حضرها مجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية للرد على الاتهامات و التصريحات الإعلامية التي خرج بها المسمى عبد الواحد ياسين ( عضو سابق بجمعية الشيخ العلاوي ) ، و التي ادعى من خلالها أن جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي التي يتواجد مكتبها الوطني بطنجة ، و الجمعية العالمية الصوفية العلاوية المعروفة اختصارا ب ( عيسى ) الكائن مقرها بباريس تمهدان لرسم مخطط ( جهنمي ) يخول للجزائر بسط نفوذها على الزاوايا التابعة للطريقة العلاوية الموجودة في المغرب ، وعددها تسع و عشرون زاوية ، و الزوايا الموجودة في أوروبا ، من طرف شبكة جزائرية يقودها شيخ الطريقة العلاوية الجزائري خالد بن تونس . وقد افتتحت الندوة بتلاوة البيان التنديدي لجمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي الذي أصدرته على خلفيات الخرجات الإعلامية لعضوها السابق المقال و التي قصد بها - حسب البيان – خلق البلبلة و إثارة الفتنة بين المغرب و الجزائر . وذكر البيان أن المدعو عبد الواحد ياسين لم تعد تربطه أي علاقة بالجمعية ولا بالطريقة العلاوية منذ 03 / 08 /2009 ، و أضاف أن المعني بالأمر لم يكن في يوم من الأيام كاتبا عاما للزاوية العلاوية ، كما نفى البيان أيضا أن تكون الجمعية قد روجت لصورة تظهر خريطة المغرب بدون صحرائه . وفي كلمته ذكر الشيخ خالد بن تونس بتاريخ الطريقة العلاوية العريق ومكانتها الروحية عند الآلاف من الأتباع و المريدين عبر العالم ، وفي تعليقه على تصريحات عبد الواحد ياسين ذكر حديث من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم حين قال : " إن لم تستح فاصنع ما شئت " ، وذكر في السياق ذاته رجال الإعلام بقوله تعالى : " يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " . وقد بان الطريقة العلاوية كانت ، ولا زالت ، تربطها علاقة طيبة مع المغرب ملكا وشعبا ، وهذه العلاقة لن تتأثر في أي حال من الأحوال بمثل هذه " الاتهامات الفارغة "، مشيرا إلى أن التصوف لا تحكمه حدود جغرافية فالشيخ العلاوي ذاته اخذ سند الطريقة عن الشيخ الشاذلي تلميذ الشيخ عبد السلام بن مشيش دفين تطوان رحمه الله ، وأضاف أن طريقته سعت دائما إلى تحقيق السلام و الأمن والمحبة في العالم ، وزرع الأمل بالتربية الروحية ونشر القيم السمحة بعيدا عن الخوض في السياسة و الصراعات الضيقة . و أثناء عرض بعض الوثائق التاريخية التي تبين علاقة الطريقة العلاوية بالعرش العلاوي ، وبعبد الكريم الخطابي الذي صرح الشيخ خالد انه كان من مريدي الشيخ العلاوي ، واستعراض بعض الصور التي كشفت ورقة التوت عن المدعو عبد الواحد ياسين ، اقتحم القاعة ثلاثة شبان قاموا بتوزيع بيان وقعه هذا الأخير باسم الزاوية الادريسية بسبتة ، وقد جاء هذا البيان كرد على بيان جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي يتهم فيه الشيخ خالد الذي لقبه في البيان ب " بومدين الصغير) "بتضليل الرأي ا لعام المغربي " و " خلق لوبي جزائري بالمغرب " ، " ونشر أفكار مسمومة دخيلة على الإسلام " ... إلى غير ذلك من التهم التي استنكرها الجميع . وقد ألقت عناصر الأمن التي توزعت في القاعة القبض على القاصرين الثلاثة الذين قاموا بتوزيع البيان ، وبعد إخضاعهم للتحقيق اعترفوا بان عبد الواحد ياسين هو الذي استأجرهم و جاء بهم من تطوان للقيام بهذه المهمة مقابل 300 درهم للفرد . وجدير بالذكر أن " ناظور سيتي " انفردت بحوار مطول ( سينشر لاحقا ) مع الشيخ خالد بن تونس ، الزعيم الروحي للطريقة العلاوية التي تتوفر على أتباع كثر في العالم ، كشف من خلاله مجموعة من الحقائق و المفاجآت .