رصدت منظمة حقوقية دولية تمادياً واسع النطاق لقوات الاحتلال الصهيوني في اغتيال الأجنة و الأطفال الفلسطينيين الرضع ،و تلاميذ المدارس و أمهاتهم في الأشهر الأخيرة ? فقد أعربت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها عن استيائها الشديد وقلقها البالغ لإسراف قوات الاحتلال في قتل الأطفال الصغار في ظل انتفاضة الأقصى ? و رأت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أنّ حادثة اغتيال المواطنة الفلسطينية بشرى نمر أبو كويك مع أبنائها الأطفال الثلاثة ، و طفلين فلسطينيين آخرين من قبل قوات الاحتلال في مخيم الأمعري في الرابع من الشهر الجاري ، و كذلك حادثة وفاة المواطنة رنا الجيوسي و جنينها يوم السبت 9 مارس 2002 بالقرب من مدينة قلقيلية ، إلى جانب العديد من حالات القتل و الاغتيال لمدنيين فلسطينيين ، أنها تمثل شهادات جديدة على عدم حرص الإحتلال و قواته العسكرية و جماعات مستوطنيه على المحافظة على حياة المدنيين الفلسطينيين ، و تعمد حوادث قتل كثيرة بحقهم خلال عملياتها العسكرية اللاقانونية في المناطق المدنية الفلسطينية ، على حد تعبيرها ? و أكدت أصدقاء الإنسان الدولية أن عمليات قتل المدنيين من كبار السن و المزارعين و المسعفين و المعاقين و النساء والأطفال التلاميذ و الرضع و الأجنة ، و غيرهم من السكان ؛ هي ممارسات غريبة و غير إنسانية ، تتناقض مع العرف و القانون الإنساني الدولي ، و تشكل اعتداءً آثماً على حقهم في الحياة ? كما أشارت أصدقاء الإنسان بقلق بالغ إلى قيام القوات الاحتلال و المستوطنين بعمليات عدائية بحق بعض المدارس و الجامعات الفلسطينية ، و مراكز المعاقين ، و الدارسين فيها ، و شدّدت على أنّ هذه العمليات أعمال غير مبررة ، و تُصنّف كاعتداءات على حق التلاميذ و الطلاب الفلسطينيين في التعليم و الحياة ، على حد وصفها ? و قالت المنظمة إنّ تعمد قوات الاحتلال اقتحام المناطق المدنية و مخيمات اللاجئين في منطقتي الضفة الغربية و قطاع غزة المحتلتين الفلسطينيتين ، و ترويع و تقتيل السكان و هدم منازلهم ، و اقتياد المئات منهم مكبلين ، و الزج بهم في مراكز الاعتقال الجماعية ، كما حصل يومي 8 و 9 مارس 2002 في مخيم اللاجئين في طولكرم ، و في منطقة خزاعة بقطاع غزة ، حيث قامت قوات الاحتلال بقتل 59 مواطناً ، و جرح 753 ، و اعتقال 600 آخرين ؛ ليذكِّر أصدقاء الإنسان بالمآسي الإنسانية التي تعرّضت لها الكثير من الشعوب الأوروبية على يد القوات النازية في الحرب العالمية الثانية ، و ما ارتكب من جرائم بحق الكثير من شعوب العالم على يد القوى الاستعمارية الأوروبية في القرنين الماضيين ?و أدان التقرير الحقوقي ما سماه السجل الدامي لقوات الاحتلال في استهداف فئات المدنيين الفلسطينيين ، و خاصة الرضع و صغار الأطفال بالقتل بدم بارد ، إذ إن الرصاص و القذائف التي تطلقها الطائرات القتالية و المدرعات الثقيلة التابعة لجيش الاحتلال المنتشرة بكثافة حول و داخل التجمعات السكانية الفلسطينية ، إلى جانب إطلاق قنابل الغاز الخانق ، و إقامة الحواجز العسكرية على الطرقات ، و منع المواطنين من حرية التنقل ؛ تتسبب في حدوث حالات وفاة كثيرة ، و سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين ؛ كثير منهم من الأطفال ، كما جاء فيه ? و أكدت أصدقاء الإنسان الدولية, أنّ عدد الأطفال الذين لا يتجاوزون الرابعة من العمر ، ممن سقطوا بين الثاني من أكتوبر 2000 ، و التاسع من مارس 2002 ، على أيدي قوات الاحتلال و جماعات المستوطنين ؛ يبلغ خمسة و عشرين جنيناً و رضيعاً ، كما أنّ الممارسات العنيفة لقوات الاحتلال و المستوطنين ، و إطلاق الغازات الخانقة باتجاه التجمعات السكنية الفلسطينية ، و إجراءات الإغلاق و الحصار للمناطق الفلسطينية ؛ قد أدّت إلى إجهاض أعداد كبيرة يصعب رصدها من النساء الفلسطينيات الحوامل ، و قالت المنظمة إنّ ذلك يعني أنّ الإحتلال مسؤول و بصفة مباشرة عن مصرع أعداد كبيرة من الأجنة الفلسطينيين في الأرحام ?