أعاد خبر قبول وزارة السياحة المغربية باستقبال رحلات سياحية من الكيان الصهيوني إلى المغرب، موضوع التطبيع إلى الواجهة على الرغم من نفي وزير السياحة عادل الدويري وجود أية حالة للتطبيع مع إسرائيل في مجال اشتغاله، معتبرا ما نشر حول الموضوع مجردلغو ولغط . منابر صحفية متابعة للموضوع اعتبرت أنه لادخان من دون نار، وقالت إن جريدة معاريف الصهيونية نشرت في عدد12نونبر تفاصيل الصفقة الاسرائلية الدويرية، معلنة أنه ابتداء من يناير القادم سيصبح بإمكان كل اسرائلي الدخول إلى المغرب بدون تأشيرة.على أن يحصل عليها في المطار المغربي بمراكش، مؤملة أن تفتح باقي المطارات المغربية لهذه الغاية.وقبل ذلك كانت جريدة هارتس قد نشرت خبر صفقة بيع أسلحة إسرائيلية للمغرب وبغض النظر عن صدق الخبر أو عدمه فإن المهتمين بأمر التطبيع مع الكيان الصهيوني يؤكدون أن العلاقات المغربية مع هذا الأخير تتأرجح بين السرية والعلنية حسب سخونة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وأن ثمة خطوات تطبيعية قد تتم دون أن يعلم عنها شيء أو قد تتم تحت غطاءات وقطاعات متعددة كقطاع الزراعة مثلا . ويذهب الكثير إلى أن زيارة شالوم للمغرب في شتنبر الماضي كانت بمثابة إعلان عن تنشيط مسار التطبيع المغربي الإسرائيلي ودليل على حرص المسؤولين المغاربة والإسرائيليين على تطبيع العلاقة بينهما، بدل بقائها سرية أو تحت أسماء وأغطية مختلفة، بحيث تعد الزيارة المذكورة أول زيارة رسمية للمغرب يقوم بها وزير صهيوني منذ 23 أكتوبر سنة 2000 تاريخ إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط ومكتب المغرب في تل أبيب بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. زيارة كانت قد قوبلت بالرفض الشعبي ترجمته مواقف هيئات المجتمع المدني وأغلب المنظمات السياسية، وخاصة أنها جاءت في وقت تأجج فيه التخريب في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقتيل والتنكيل بأهلها. في حين ابتهج الكيان الصهيوني بالزيارة و اعتبرها بمثابة اختراق للحصار العربي على الدولة العبرية. ولم تكن الزيارة المذكورة إلا حلقة ضمن سلسلة مؤشرات تدل بما لا يدع مجالا للشك بأن تطبيع المغرب للعلاقات مع الكيان الصهيوني آخذ طريقه عبر واجهات متعددة فنية (مشاركة فيلم صهيوني ضمن مهرجان مراكش) وثقافية (مشاركة الوفد الإسرائيلي في مؤتمر الشباب) وعبر شركات اقتصادية وخاصة في المجال الفلاحي، حيث أكد أحد الباحثين أن تقنيات السقي الإسرائيلية تغطي أكثر من 32000 هكتاراً ببلادنا، و أن 60% من الفلاحين الذين يتعاطون للبواكر يفضلون التجهيزات والتقنيات الإسرائيلية، لا سيما التي تدعى بابريلا ووادانيلا ومن الصعب التخلي عنها من طرف الفلاح المغربي، لأنها تهم أكثر من 5000 هكتار . ولا يمكن لهذه المنتوجات أن تصل للفلاحين المغاربة بدون وجود علاقة اقتصادية وتجارية مع الكيان الصهيوني مهما تنوعت الأشكال وتلونت الوسائط. ويؤكد بعض الباحثين على أن الكيان الصهيوني لا يراهن على المغرب وحده بل على كل دول الاتحاد المغاربي، وذلك لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية، حيث أبرزت بعض الدراسات الإسرائيلية أن الأسواق في المغرب العربي تستهلك المنتوجات الصناعية والزراعية بما يفوق 30 مليار دولار سنوياً، يصل معظمها من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا، وحسب الدراسات نفسها فإن الدولة العبرية بإمكانها أن تزود الحزام المغاربي بنفس البضائع وبتكاليف أقل في حالة ما إذا حصل التطبيع بكل أبعاده. وفي الوقت الذي ينكر بعض المسؤولين المغاربة وجود أي تطبيع مع إسرائيل، نجد أن مسؤولين في الكيان الصهيوني وكذالك صحافته لا تتردد في الكشف عن وجود اتصالات سرية ومحادثات مع الجانب المغربي، والتصريح بأن المغرب اتخذ قرارًا استراتيجيًّا بتحسين العلاقة مع الكيان الصهيوني، بل إنها لا تستحي من التأكيد على أن طموحها لا يقتصر على ما سبق فقط بل تطمح في أن يلعب المغرب دورا في تليين مواقف بعض الدول العربية من تل أبيب وتطبيع العلاقة معها، وهو ما صرح به سليفان شالوم عقب وصوله إلى مطار محمد الخامس عندما زار المغرب في أواخر شتنبر الماضي بقوله: إن المغرب يمكن أن يكون قنطرةً للتواصل بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين وباقي دول المنطقة من أجل تحقيق السلام. وحيث إن موقف المغرب المتردد من تطبيع العلاقات مع الكيان بشكل رسمي، وغير المتلهف له على حد تعبيرر وزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى ، فإن مركزا للدراسات الاستراتيجية تابع للخارجيةالإسرائلية انتقد المغرب بدعوى أنه لم ينفذ ماترتب عن زيارة سليفان شالوم للرباط، متهما إياه باستغلال موضوع التطبيع لمجرد تحسين علاقته مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وتقوية وضعه في قضية الصحراء. الأمر الذي يعني أن الرهان على الورقةالإسرائلية كما يذهب إلى ذلك الكثير من المتتبعين يجب أن يعاد فيه النظر. من جهة فإن موضوع التطبيع يطرح على القوى المغربية الحية وهيئات المجتمع المدني وكل الغيورين على القضية الفلسطينية والحق العربي الإسلامي أن تبقى يقظة حذرة وبشكل حضاري من أية خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني مهما قلت و صغرت، تترصدها وتفضحها مالم ينل الفلسطينيون حقوقهم كاملة غير منقوصة، ومالم تتراجع الإدارة الأمريكية عن التحيز والدعم المطلق للكيان الصهيوني على حساب مصالح المسلمين ومشاعرهم.