ورد في كتاب لويزلي كلارك سينشر قريبا، حسب ما ذكرت يومية يو أس آي توداي الأمريكية في تقرير لها نشر أخيرا، أن لدى إدارة بوش خطة أمدها خمس سنوات لمهاجمة دول العالم الإسلامي. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن كلارك كان قد سجل محادثة له مع أحد كبار المسؤولين في هيأة الأركان الأمريكية العسكرية الذي التقاه في وزارة الدفاع الأمريكية في شهر نونبر سنة 2001 في ذروة الحملة العسكرية على أفغانستان جاء فيها أن أمريكا تستعد لشن الحرب على العراق بعد أفغانستان. ويقول ويزلي كلارك أن هنالك دولا أخرى مرشحة لشن الحرب عليها، وتمت مناقشة ذلك في خطة أمدها خمس سنوات لشن حروب على سبع دول إسلامية تبدأ بالعراق ثم سوريا وتليها لبنان، وليبيا، وإيران والصومال والسودان. ويقول كلارك، وفقا لما جاء في كتابه الانتصار في الحروب العصرية، أن ذلك ما تعنيه الإدارة الأمريكية عندما تتحدث عن تجفيف المستنقعات. وحسب يو أس آي توداي فإن الجنرال ويزلي كلارك الذي يتصدر قائمة المتنافسين للترشيح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي كان قد شن هجوما صاعقا على السياسة الخارجية الأمريكية، وقال إن على إدارة بوش المثول أمام لجنة جنائية بسبب الحرب على العراق. واتهم الجنرال كلارك، الذي قاد قوات حلف الناتو في حرب كوسوفا، إدارة بوش بأنها وضعت نصب أعينها لدى توليها مقاليد الأمور في واشنطن غزو ومهاجمة العراق، واتخذت من هجمات 11 شتنبر ذريعة لذلك. وطالب بمراجعة مستقلة لما أسماه باحتمال التلاعب في المعلومات الاستخبارية لاقناع الشعب بضرورة خوض الحرب على العراق. وقال كلارك، حسب ما نقلت الصحيفة ذاتها، نريد أن نعلم ما إذا كنا قد خدعنا، وأضاف تحاول هذه الإدارة أن تفعل ما هو مستحيل عمله في بلد ديمقراطي، والحكم ضد إرادة أغلبية الشعب، ومن ذلك التلاعب بالحقائق وسرية العمل وعدم الكشف عن الحقائق. وتعلق الصحيفة في هذا السياق، أنه بالرغم من افتقار الجنرال ويزلي كلارك للخبرة السياسية، إلا أنه تصدر قائمة المتنافسين للترشيح خلال فترة بسيطة من إعلان ترشيحه على أمل مواجهة الرئيس بوش في انتخابات الرئاسة في العام القادم. وتلاحظ الصحيفة على كلارك أنه تخلى عن جانب الحذر وسط اتهامات له بغموض وتناقض سياسته نحو العراق، عن طريق شن هجومه المباشر ضد استراتيجية إدارة بوش فيما يتعلق بالدفاع والأمن القومي. وقد دعا ويزلي لشن الحرب على القاعدة من خلال الأممالمتحدة وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة الارهابيين. وتقول الصحيفة أن كلارك أثلج صدور بعض أثرى الاثرياء والمتنفذين في الحزب الديموقراطي بإسلوبه العنيف الشخصي في الهجوم على بوش، مدعما بخلفيته العسكرية كأحد القادة العسكريين السابقين، وموقفه الليبرالي القوي حول المواضيع الاجتماعية، لأن هؤلاء يحلمون بتحييد إنجازات بوش كقائد أعلى للقوات المسلحة التي حققت النصر، حسب تعبير الصحيفة. وكان كلارك قد حضر حفلة لجمع التبرعات في هوليوود حيث لقي التكريم من الممثلين والمنتجين، والذين يعرفون بعدم ولعهم بالشخصيات العسكرية، ولكن الجمهوريين ركزوا على سجله في التراجع عن مزاعمه، عندما كان يطالب بمزيد من التفاصيل عنها، ولكنه اتهم البيت الأبيض بمحاولة إبعاده بسبب معارضته لاستراتيجية الحرب على العراق. ومن العجيب أن ويزلي كلارك المسجل كمستقل لم ينضم رسميا إلى الحزب الديمقراطي، وتعرض للهجوم من جانب منافسيه بسبب علاقاته التجارية مع اللوبي الجمهوري، واعترافه بأنه صوت حينما كان شابا لصالح انتخاب ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان، ولكنه أعلن أمام اللجنة القومية للحزب الديمقراطي في واشنطن عن تأييده لحق الإجهاض والبيئة والعمل الإيجابي المرتكز على قواعد عرقية والتعليم العام والرعاية الصحية الجامعية والاتحادات المهنية، وقال وسط التصفيق "إذا لم أكن ديمقراطيا وفقا لذلك، عندئذ فمن المؤكد أنني حضرت الاجتماع الخطأ". ع. الهرتازي