هنالك مجموعة مقومات وقواعد لا بد منها لمن يريد حفظ القرآن الكريم نذكر أهمها: 1. إخلاص النية لله عز وجل وإصلاح القصد وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته والحصول على مرضاته فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة. قال الله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانو يعملون). 2. الدافع الذاتي والهِمَّة العالية: وهو أساسي لكل من يحاول حفظ القرآن إذ لا بد من تحسس اللذة والسعادة في تلاوة القرآن الكريم فللقرآن الكريم حلاوة ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها، ولا بد أن يصاحب الدافع الذاتي هِمَّة عالية وعزيمة صادقة. قال تعالى:(الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا)، وحيثما تهيأ هذا الدافع الذاتي رأيت الإنسان لا يكل من النظر في كتاب الله سبحانه، ولا يشبع من تلاوته. 3. اختر الوقت والمكان المناسب الذي تكون فيه نشيطا وبعيدا عن الشواغل والتشويش، فكثيرا ما يردد دارس قطعة يود حفظها مرات كثيرة دون أن يجد نتيجة سارَّة، والسبب انصراف ذهنه إلى شيء آخر. لذلك لابد من التركيز والانتباه ودرء الخمول أثناء الحفظ. 4. نظم وقتك ووزعه توزيعا حسنا على ساعات الليل والنهار، ومن أهم فوائد توزيع الوقت: تجدد النشاط والهمة، والتعود على شعائر دون رهق، والإقبال على الجد. 5. تصحيح النطق والقراءة: ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، ولا يعتمد القارئ على نفسه في قراءة القرآن وتجويده مهما كان متمكنا من اللغة العربية، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل شفاها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين، وقد أخذ الصحابة القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم شفاها وأخذه عنهم أجيال الأمة بعدهم. ومما يساعد على تصحيح النطق والقراءة أيضا السماع من الأشرطة لقارئ متقن، ولا يعتمد في ذلك على أشرطة صلاة التراويح. 6. تحديد نسبة الحفظ في كل يوم فمثلا يحدد عشر آيات كل يوم أو صفحة أو حزب أو ربع حزب أو أكثر أو أقل كل حسب استطاعته. 7. إجادة الحفظ: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما، وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن يجعله شغله طيلة الليل والنهار وذلك بقراءته في الصلاة السرية والجهرية وفي النوافل وخاصة قيام الليل مع مراعاة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ومقدار قراءته صلى الله عليه وسلم فيها، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات. 8. حافظ على رسم واحد لمصحفك وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع حيث تنطبق صور الآيات ومواضعها في المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف، فإذا غيَّر الحافظ مصحفه الذي يحفظ منه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ. 9. الفهم طريق الحفظ: من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض لذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة، والتركيز على الفروق بين الآيات المتشابهات. 10. لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها: بعد إتمام السورة لا ينبغي أن تنتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماما وربط أولها بآخرها وإتقانها. 11. التسميع الدائم: يجب ألا تعتمد على تسميع حفظك لنفسك، بل عليك أن تعرض حفظك على حافظ آخر أو متابع آخر في المصحف ويكون هذا الحافظ أو المتابع متقن للقراءة السليمة، حتى ينبه إلى الأخطاء أثناء التسميع مثل أخطاء النطق أو التشكيل أو النسيان، فكثيرا ما يحفظ الفرد السورة خطأ ولا ينتبه لذلك. 12. المتابعة الدائمة: يقول صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها متفق عليه. وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقرأه نسيه رواه مسلم . فلا يكاد القارئ يتركه قليلا حتى ينساه لذلك لا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على حفظ القرآن، وهذا يعني أن الحافظ لا بد أن يكون له ورد دائم كل يوم. 13. اغتنام سنوات الحفظ الذهبية وهي تقريبا من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين حيث تكون الحفظ في هذه السنوات أفضل من غيرها، وقد قيل ( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء)، وهناك من الصحابة من حقظ القرآن الكريم وهو شيخ.