في صحبة الداعية عمرو خالد برنامج عملي لحفظ القرآن الكريم رمضان الفضيل أذن بالرحيل، ويبقى كل منا في حيرة كيف يحافظ على العلاقة الحميمية مع القرآن، بعدما يسر الله له أجواء التصالح مع كتابه، ورهان الحفاظ على هذه السنة الحميدة، التي انضافت إلى برنامج حياة البعض منا وتركزت لدى البعض الآخر بعد إدمان، هو رهان حياة، فكيف يمكن للإنسان أن يحفظ القرآن الكريم؟ الأمر بداية يتطلب وقفة جادة مع النفس، اصدق (أخي- أختي) مع نفسك، ولا تبخل في بذل النصح لها، لابد من جهاد النفس في لزوم الحق والثبات على الالتزام؛ لأن النفس تحتاج إلى جهاد، يقول الله عز وجل: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ) ويقول عز وجل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ومعنى قوله سبحانه وتعالى جَاهَدُوا فِينَا أي جاهدوا أنفسهم وجاهدوا الشيطان، فالآية عامة تشمل أنواع الجهاد، وأول ذلك جهاد النفس، فالنفس تحتاج إلى تربية وعناية وصبر وجهاد. ولنا في أهل فلسطين الحبيبة، أهل الرباط وأقدر الناس على الجهاد، نموذج في جهاد النفس وجهاد العدو، فمن يعجز عن جهاد نفسه يعجز عن الوقوف في وجه عدوه، ندعو الله للجميع بالثبات والتوفيق، ونسأله أن يقر أعيننا قريبا بتحرير بيت المقدس الشريف. منهج تربوي لتوفير أجواء الحفظ وإليك منهج تربوي حاول أن تبدأ به: 1 احفظ كل يوم ولو خمس آيات، وارتبط بمقرأة لتتعلم أحكام التلاوة، واحرص أن تكون من القوم الذين يجتمعون في بيوت الله لتلاوة القرآن ومدارسته فتحفهم الملائكة وتنزل عليهم السكينة ويذكرهم الله فيمن عنده.. 2 حافظ على أذكار الصباح والمساء، واكثِر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل. 3 حافظ على درس علم أسبوعي. 4 لابد أن يكون لك حظ من الليل، وابدأ الآن بركعتين خفيفتين. 5 احرص على الدعاء بعد صلاة الفجر إلى أن تشرق الشمس، وصل ركعتي الضحى لتكتب لك كل يوم أجر حجة وعمرة تامة. 6 الزم الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير وتدلك عليه. وهكذا ابدأ في زيادة الطاعات والقربات لتتغلب نفسك، لتتقربها أكثر إلى الله تعالى. ولا يفوتك أختاه الإكثار من ذكر الله و قراءة القرآن، والمواظبة على الدعاء، حتى تأنس بقرب الله منك، ويطمئن قلبك (ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب). خيرنا من تعلم القرآن وعلمه فالقرآن فهذا الكتاب هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وحبل الله المتين، وهدايته الدائمة وموعظته إلى عباده، آية صدق رسوله الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور، ولما كان القرآن كذلك، فقد تعبدنا الله بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأ حرفاً واحداً منه كان له به عشر حسنات، وأن من قرأ وهو يتعتع فيه فله أجران، ومن كان ماهراً به كان من السفرة الكرام البررة من الملائكة يوم القيامة، وأن قارئ القرآن الحافظ له يقال له يوم القيامة: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها. فلا يزال يرقى في منازل الجنة حتى ينتهي آخر حفظه، وهذه منزلة عظيمة ليست لأحد إلا لحافظ القرآن. قواعد تعين على حفظ القرآن الكريم وإليك قواعد تعينك على حفظ القرآن الكريم: - الإخلاص: وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به لله سبحانه وتعالى. - تصحيح النطق والقراءة: ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، يفضل الانتظام مع مسجد لتعلم التجويد. - تحديد مقدار الحفظ كل أسبوع: اختيار صفحة كاملة أو ربع حزب. - لا تتجاوز مقررك: لا تتجاوز مقررك الأسبوعي حتى تجيد حفظه تماماً، ولا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً، وربط أولها بآخرها. - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك: اجعل لنفسك مصحفاً خاصاً لا تغيريه مطلقاً، وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع. - الفهم طريق الحفظ: حاول فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض ويمكن الاستفادة من القراءة في كتاب تفسير. - المتابعة والتسميع الدائم: وأثر عن الرسول الكريم: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت. - العناية بالمتشابهات: فهناك آيات يخطئ فيها القارئ لتشابهها مع آية أخرى. - اغتنام سنوات الحفظ الذهبية: الموفق حتماً من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً، فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً. فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية، إن لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا. - استمع لشريط القرآن: استمع لشريط القرآن كثيراً قبل النوم وكذلك عند النوم كما أشارت بذلك بعض الدراسات. - صل بما تحفظ: صل بما تحفظ في الفرائض والنوافل وتهجد به في الليل.