عرف السجن المركزي بالقنيطرة صباح أول أمس الأربعاء حركة غير عادية، قام فيها عشرات من موظفي وحراس السجن بعملية ترحيل جماعي لمجموعة من نزلائه نحو سجون متفرقة بالمغرب. وحسب بعض المصادر، فقد داهم هؤلاء الحراس زنازن المعتقلين على الساعة الثامنة ونصف صباحا، وقاموا بتكبيلهم بالأصفاد، ونقلوهم على متن سيارات (ستافيت) معصبي الأعين، ودون إمهالهم وقتا لجمع أمتعتهم. وحسب المصادر ذاتها، فقد طال هذا الترحيل القسري المعتقلين الإسلاميين الموجودين بالسجن المركزي بالقنيطرة، وتوزيعهم على بعض السجون المغربية، منها سجن مكناس الذي استقبل المعتقلين عمر شبلال وحسن إغيري (مجموعة المحاكمة العسكرية يونيو 94)، والمعتقلين خالد العيداوي والواسني الشجعي (مجموعة المحاكمة العسكرية 96). وبالنسبة لكل من عبد القادر الجيلالي، الحسين المودن، والحسن قاسو وعلي وهم من المجموعة الأولى، فقد تم ترحيلهم إلى السجن المدني بسلا. أما المعتقل أحمد الشايب (مجموعة 71) والمعتقل مصطفى خزار (محاكمة 75 قضية عمر بنجلون) فقد رحلا إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء. وذكرت المصادر المذكورة، أن المعتقلين السياسيين الذين رحلوا بطريقة تعسفية إلى مكناس فقدوا بعض أمتعتهم من بينها مبالغ مالية، أشرطة مدمجة وكتب، وأن مسؤولي سجن مكناس استقبلوا النزلاء الجدد بطريقة إنسانية ووعدوهم بتمكينهم من أمتعتهم الضائعة. وفسر أحد المعتقلين المرحلين عملية الترحيل هذه بكونها استهدفت المعتقلين السياسيين الذين راكموا مجموعة من الامتيازات بالسجن المركزي بالقنيطرة، من أجل إجلائهم عنه في انتظار أن يستقبل السجن أفواجا من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية، وربما خوفا من مطالبة هؤلاء من إدارة السجن بالامتيازات ذاتها التي كان يتمتع بها المرحلون. ويشار إلى أن هؤلاء المعتقلين أصدروا بيانا في وقت سابق أشعروا فيه الرأي العام أنهم مهددون بالترحيل، وأن وضعية المعتقلين السياسيين بالقنيطرة تراجعت بعد أحداث 16 ماي، مما دفعهم إلى خوض إضراب لا محدود عن الطعام بصورة تناوبية منذ 11 يونيو الماضي، لاسترجاع بعضا من تلك المكتسبات. وفي بيان آخر صادر عن عائلات المعتقلين السياسيين، حملوا فيه المسؤولية لوزير العدل ومدير إدارة السجون وإعادة الإدماج، لما يمكن أن يترتب عن ترحيل ذويهم من تبعات عليهم وعلى السجناء. وذكر بعض زوجات المعتقلين السياسيين أن عملية الترحيل ستحرمهن من حق الزيارة وتحرم السجناء من عدة مكتسبات راكموها ومن بينها حقهم في الدراسة والعلاج.. عمر العمري