تعيش بعض الجامعات نوعا من التوتر بداية السنة الجامعية الحالية، وصلت في بعض الأحيان إلى إقدام إداراتها على ممارسة التضييق على الأنشطة الثقافية والنقابية للطلبة، وفي أحيان أخرى إلى وقوع اصطدامات بينهم وبين أجهزة الأواكس المرابطة بالحرم الجامعي. وحسب بعض المصادر، فقد أقدمت إدارة كلية العلوم بفاس (ظهر المهراز) مساء ليلة أول أمس على منع نشاط طلابي هو عبارة عن ندوة حول الإصلاح الجامعي، استدعي له بعض الأساتذة الجامعيين، وذلك بقطع التيار الكهربائي عنه، وأضافت المصادر نفسها أن الطلبة استمروا في نشاطهم رغم التضييقات التي تعرضوا لها. وفي اتصال هاتفي بالأستاذ عبد العزيز أفتاتي، استاذ جامعي بوجدة، وأحد المدعوين إلى النشاط المذكور، صرح أنه تم استدعاؤه لحضور نشاط طلابي بكلية العلوم بفاس (ظهر المهراز)، إلا أن إدارة الجامعة وربما بإيعاز من جهات معينة منعت هذا النشاط بشكل تعسفي، وأضاف أن مثل هذا الأسلوب لن يفضي إلى نتيجة، لأن المدخل الأساسي للإصلاح الجامعي هو فتح الحوار مع الطلبة وإقناعهم به بعيدا عن أسلوب التدليس عليهم والإكراه وقمعهم من أجل القبول به. وقال عبد العزيز أفتاتي إن الطلبة مستعدون للحوار من أجل حل المشاكل المتعلقة بالجامعة، وهو أمر يحتاج إلى تواصل مستمر بين الأطراف. وعلى صعيد آخر، تعيش جامعة الحسن الثاني بالمحمدية منذ بداية تنزيل الإصلاح البيداغوجي الجامعي حالة ارتباك وتوتر بين الطلبة وإدارة الجامعة، سواء على مستوى أجرأة هذا الإصلاح أو على مستوى علاقة الإدارة بالفصائل الطلابية. وظهر ذلك بتعزيز ساحة الجامعة بأعداد هائلة من عناصر الأواكس، مما خلق جوا من التوتر والتحرش نتجت عنه اصطدامات شبه يومية، كان آخرها اعتقال أربعة طلبة من فصيل العدل والإحسان والحكم عليهم بثمانية أشهر حبسا نافذا. وفي تصريح لقيادة فصيل طلبة الوحدة والتواصل بهذه الجامعة حذرت من خطورة استفحال هذا التوتر الذي تعيشه الجامعة في الوقت الراهن، وطالب بإجلاء قوات الأواكس المرابطة بالحرم الجامعي وتأكيده على تشبث الطلبة بحقهم في ممارسة أنشطتهم الثقافية والنقابية داخل الجامعة. وللإشارة، فإن جامعات أخرى بالمغرب تعرف بعض التوترات ودعوات إلى مقاطعة الدراسة، كما هو الشأن بمدينة الدارالبيضاء وتطوان ووجدة وبني ملال، وعلى سبيل المثال، فإن طلبة السنة الأولى بكلية العلوم بفاس مازالوا مقاطعين الدراسة، في حين تدعو فصائل طلابية إلى مقاطعة الدراسة في مستويات دراسية أخرى. وفي السياق ذاته أصدر مكتب الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالجديدة بيانا للرأي العام يدعو فيه إلى خوض إضراب جهوي يومي الأربعاء والخميس 22 و23 من الشهر الجاري، احتجاجا على التدخل الهمجي والعنيف لجهاز ما يسمى بالحرس الجامعي الغريب والدخيل على الجامعة يوم الخميس 16 أكتوبر 2003 بكلية العلوم، وتعرض فيه الأساتذه للإهانة والسب والشتم والتهديد، لا لشيء إلا لمعاينتهم الاعتداء الذي استهدف الطلبة من طرف الجهاز المذكور. عمر العمري