أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الورقي ليوم الثلاثاء الماضي أن ما بين30 ألف و50 ألف فرنسي اعتنقوا الإسلام منهم ما بيت ألف وألفين في مدينة إيسون وحدها ،بمعدل اعتناق شخصين أو ثلاثة في الأسبوع ، وحذرت من تنامي هذه الظاهرة في فرنسا البلد العلماني المعروف.. هذه الصحيفة خصصت ملفا شاملا عن هذا الأمر تضمن مقالا في الصفحة الأولى، ومقالات تحليلية واستجوابا في الصفحة ,12 وفيه وصفت مدينة إسون جنوبفرنسا بمدينة اعتناق الإسلام. وقالت الصحيفة أنها حصلت على وثيقة هامة من الاستعلامات العامة الفرنسية مؤرخة بتاريخ 5عشت الماضي، تؤكد أن عددا كبيرا من قاطني هذه المدينة تحولوا من المسيحية إلى الإسلام، واعتبرت أن هذه الظاهرة أصبحت أحد المظاهر الأصيلة لتطور الإسلام في الأراضي الفرنسية ،في مقابل ذلك ربطت الظاهرة بانتشار المنهج السلفي في مدينة إيسون، وقالت أن تحول الضعفاء إلى الإسلام يمثل تهديدا إرهابيا قويا لفرنسا.. واستدلت على ذلك بتورط بيير روبير أنطوان في أحداث16 ماي بالدار البيضاء ، وفيها لقي فيه 45 ضحية حتفهم من بينهم 12 انتحاريا ،وقالت الصحيفة أن الاستخبارات العامة تؤكد على أن هذا التهديد ليس افتراضيا حسب تقوله الآذان الكبيرة في إشارة إلى المخابرات. وفي استجواب مع أنطوان سفير حاولت أن تضخم من خطر هذه الظاهرة مدعية أن اعتناق الفرنسيين للإسلام ،خاصة منهم ذوي التكوين المحدود والنفسية الضعيفة ،يمكن أن يكون خطرا إرهابيا على فرنسا ،إلا أن المهتم بشؤون الإسلام أنطوان سفير ،نفى ذلك وقال إن التحول إلى الإسلام كان عن طريق العمل الجاد لرجال التبليغ وهي حركة بعيدة عن الإرهاب ،إنها حركة ثقافية مسالمة لا تميل إلى السياسية والعمل المسلح ،إضافة إلى أن العديد منهم يميلون إلى الإسلام الصوفي المتسامح الذي لا يميل إلى العنف. كما قالت الصحيفة أن الاستخبارات العامة اعترفت أن وجود رجال التبليغ كان السبب الرئيسي في التحول إلى الإسلام ،التي تمن أعضائها حسب تقرري الشرطة المحلية حوالي 400 ما بين منخرط ومتعاطف ،وأن خطابهم المباشر والمبسط ومظهرهم البسيط في مقابل الطموحات المادية للشباب ومشاركتهم في أعمال الخير يفرض احترامهم وتقبل نصائحهم. وبالعودة إلى الاستخبارات العامة دائما التي تحلل الظاهرة قالت الصحيفة أن حوالي 30000إلى50000 فرنسي يتحولون إلى الإسلام منهم حوالي 1000إلى 2000 في إيسون وحدها ،وكما أكد ذلك المعهد الإسلامي لإفري كونكوغون ،وهو مسجد ومركز إسلامي يقول أن اعتناق الإسلام يكون بمعدل اثنين إلى ثلاثة أشخاص في الأسبوع. وأضافت الصحيفة أن عددا قليلا من المتحولين كانوا بدون ديانة ،إلا أن الكثيرين تبروا وتلقوا تربية دينية مسيحية ،رغم ذلك فإن الظاهرة ليست في اتجاه واحد ،حيث لاحظت الاستعلامات العامة أن العديد من المسلمين يتحولون إلى المسيحية ،لكنه رقمهم ضعيف جدا إذا ما قورن بتحول المسيحيين إلى الإسلام ،وتضيف أن تخلي المسلمين عن ديانتهم يكون في الغالب بسبب ظروف خاصة مثل الزواج أو ضغوط المحيط والعمل.. كما نشرت نفس الصحيفة تقريرا حول أحد الفرنسيين المعتنقين للإسلام بعنوان أليفيي يصبح عز الدين:تحول روحي في بلد علماني وفيه تتحدث عن شاب فرنسي هو أليفيي شفارتز الذي غير اسمه إلى عز الدين ،وهو منتخب جماعي في بلدية كرينيي بمدينة إيسون ،ويقول عز الدين إنه تلقى تربية دينية مسيحية لكن التناقضات الروحية التي تعرفها هذا الديانة ،وتناقضاتها مع الفطرة ،جعله يبحث كثيرا عن الحقيقة ،عز الدين أصله من بروتون ويبلغ من العمر 39 سنة واعتنق الإسلام منذ عشر سينين ،ويقول كذلك إنه ووصل إلى الإسلام بعد طريق طويل من البحث ،وأكد أنه ليس هناك تناقض بين الإسلام والجمهورية ،لأن المسلم الحقيقي هو في البداية مواطن صالح يحترم الآخر.كما يقول عز الدين :كنت ألتقي مع مسلمين في حين كنت متشبعا روحيا بالديانة المسيحية ،وكان لدي في تلك الفترة ذلك النظرة الأولية الخاطئة عنهم كون الإسلام دين غير متسامح ،لكن مناقشاتي مع المسلمين أفضت إلى قراءة القرآن الذي اكتشفت أنه يقر أن لا تناقض بين العلم والدين (عبر عنها بكلمة الله) ،في الوقت الذي نجد تناقضا حادا بينهما في الغرب.وعن مسألة الحجاب قال إن الأمر لم ينضج بعد من أجل وضع نص قانوني أو تشريعي لها لكن الإسلام يتغلغل في عمق المجتمع الفرنسي رغم الصراعات الكلامية حوله.. عبد الغني بلوط