كشف تقرير للمخابرات الفرنسية أن عدد معتنقي الإسلام من الفرنسيين بلغ حوالي 50 ألفا منذ منتصف القرن الماضي، وأن معظمهم تحول إلى الإسلام بفضل جهود جماعة "الدعوة والتبليغ" التي يتركز نشاطها في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس. وقال التقرير الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة "لوفيجارو" الثلاثاء 7-10-2003: "إن ظاهرة اعتناق الإسلام أصبحت لافتة للنظر وتستدعي متابعة جيدة". وأضاف التقرير الذي وصفته الصحيفة بأنه سري للغاية "أن المخاوف تبقى قائمة من أن تكون هناك اتجاهات سلفية تدعم ذلك التوجه نحو الإسلام"؛ وهو الأمر الذي اعتبره التقرير مصدر خطورة. ورصد التقرير حركة اعتناق الإسلام في منطقة "أيسون" إحدى الضواحي الجنوبية لباريس، وقال إن تلك المنطقة تعرف بأكبر نسبة من معتنقي الإسلام، وأضاف قائلا "إن منطقة أيسون تضم ما بين 1000 و2000 فرنسي تحول للإسلام من بين 50 ألف فرنسي تقول الإحصائيات إنهم اعتنقوا الإسلام" خلال الأعوام الخمسين الماضية التي شهدت تدفق المغاربة إلى فرنسا. ويبلغ إجمالي عدد المسلمين في فرنسا ستة ملايين شخص. واعتبر التقرير أن المركز الإسلامي في "إيفري" وهي أهم المناطق السكانية في الضاحية "أيسون" يتوافد عليه ما بين اثنين إلى ثلاثة فرنسيين أسبوعيا لاعتناق الإسلام. وأكد التقرير أن معظم الفرنسيين ممن اعتنقوا الإسلام كانوا لا يحملون أي عقيدة دينية واتجهوا للإسلام لملء فراغهم الروحي، إلا أنه أشار إلى أن بعضهم كان يحمل خلفية وثقافة مسيحية ولكنها لم تعد تلبي تطلعاته. وقال التقرير المخابراتي: إن جماعة الدعوة والتبليغ الدينية ذات الأصول الباكستانية تلعب دورا كبيرا في اعتناق الشباب الفرنسي للإسلام، وأوضح التقرير أن في منطقة "أيسون" مثلا تتواجد الجماعة بقوة متمثلة في قاعدة بشرية تتكون من حوالي 400 من الأعضاء والمتعاطفين، وقال إنها تروج لخطاب روحاني يحاول أن يكون منافسا للخطاب الروحاني الطاغي على شباب هذه الأحياء. وقال التقرير إن جهود الجماعة أصبحت منذ عامين تواجه منافسة من التيار السلفي الجهادي الذي كسب بعض المساحات على حساب الجماعة، وأشار التقرير إلى خطورة ذلك التيار، خاصة وأن محاكمة المتهمين في تفجيرات الدارالبيضاء التي وقعت في 16-5-2003 أثبتت أن أحد المتهمين هو فرنسي يدعى "بير روبار" وقضي عليه بالسجن مدى الحياة. وأجرت "لوفيجارو" حوارا مع فرنسي اعتنق الإسلام، وأفاد بأنه غيّر اسمه من "أوليفي" إلى "عز الدين" قبل عشرة أعوام، وأنه التقى بمسلمي حين كان متمسكا بمسيحيته وأنه كان يحمل أفكارا مسبقة بشأن الإسلام من قبيل أنه "دين غير متسامح ولا يقبل الحوار"، وأكد أنه بعد قراءته القرآن اقتنع بأن كل ذلك كان خطأ وأن "المشكلة التي أرقت المسيحية في علاقتها بالعلم غير مطروحة في الإسلام لكونه دينا لا يتعارض مع العلم". وأضاف أوليفي قائلا: "تعلمت بعدها الصلاة وتاريخ الإسلام"، وشدد على أن إسلامه لم يغير علاقته بوالديه المسيحيين، كما نجح في إقناع والديه بتغيير النظرة الموروثة عن الإسلام ورفض فكرة أن الإسلام دين صراع وحروب وقال: "إنه في الحقيقة دين سلم". وعن مستقبل الإسلام في فرنسا قال أوليفي: "رغم بعض المشكلات فإن الفرنسيين المسلمين يسيرون نحو الاندماج داخل المجتمع الفرنسي، والمشاكل الحالية -من قبيل قضية الحجاب- لا تعدو إلا أن تكون مشكلة عارضة". المصدر: إسلام أون لاين