حذرت منظمة أنقذونا من العنصرية الفرنسية من تنامي ظاهرة العنصرية والأعمال المناهضة للمهاجرين، وأدانت بصفة خاصة تصريحات عنصرية أطلقها أخيرا عدد من الساسة الفرنسيين واعتبرتها محاولة لجذب أصوات الناخبين اليمينيين. وحسب موقع إسلام أون لاين الذي نشر الخبر أمس، فقد قال دومينيك سابو رئيس المنظمة في لقاء نظمه مركز الصحافة الأجنبية بالعاصمة الفرنسية باريس: إننا ندق ناقوس الخطر بشأن تنامي العنصرية والأعمال المعادية للمهاجرين والتي بلغت ذروتها في الفترة الأخيرة، وكانت أكثر بروزا في تصريحات سياسيين فرنسيين خلال الأشهر الأخيرة. وفسر سابو تنامي العنصرية بين هؤلاء السياسيين باستعدادات مبكرة من جانب البعض لانتخابات الرئاسة المقررة في عام 2007 والانتخابات البرلمانية. وحسب الموقع، أضاف سابو في اللقاء الذي نظم يوم الجمعة 2005/9/23 أن العديد من الساسة صاروا يتنافسون على أصوات أقصى اليمين. واتهم من بين هؤلاء وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة بمغازلة قاعدة الجبهة الوطنية اليمينية بقيادة جون ماري لوبان. وحذر رئيس منظمة أنقذونا من العنصرية من أن الوضع الحالي يهدد بنهاية وفاق وطني فرنسي حول مواجهة العنصرية. وأشار إلى أن هناك أحداثا عديدة أثبتت وجود تجاوز لمسائل ظلت سنوات عديدة بمثابة خط أحمر بالنسبة للفرنسيين. واستشهد بحادثة الشاب الفرنسي من أصول كاميرونية والذي يدعى جاي أفري (19 عاما) وكان على وشك الترحيل من فرنسا يوم ,2005/9/20 لولا الاعتراضات الشديدة من زملائه في الدراسة ومنظمة أنقذونا من العنصرية. وأشار في هذا السياق أيضا إلى تصريح فيليب ديفلي -رئيس حزب التجمع من أجل فرنسا المعارض- يوم 2005/9/12 والذي قال فيه: على وزارة الداخلية الفرنسية أن تشكل فرقة خاصة من جهاز الشرطة لتحرير ما وصفه بالجمهوريات الإسلامية في ضواحي المدن الفرنسية، وهو التصريح الذي أدانته منظمة أنقذونا من العنصرية واعتبرته يحمل أبعادا عنصرية خطيرة. وأدان يابو تصريحات ساركوزي الذي استغل موجة الحرائق التي شبت في العديد من البنايات القديمة بالعاصمة باريس منذ إبريل ,2005 وخلفت حوالي 54 قتيلا معظمهم من المهاجرين الأفارقة، لتكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والادعاء بأنهم سبب الحرائق. وكشف عن أن إحدى العائلات التي تضررت من هذه الحرائق تقدمت منذ 14 عاما بطلب للحصول على سكن لائق، بيد أن الأجهزة المختصة لم توافق على الطلب إلى الآن؛ الأمر الذي يدل على الطابع التمييزي في سياسة توزيع المساكن الاجتماعية وحرمان المهاجرين منها، على حد قوله. وكان تقرير أعده المركز الأوروبي لرصد النزعات العنصرية وكراهية الأجانب ونشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية يوم 2005/4/14 كشف عن أن 15 دولة بالاتحاد الأوروبي فشلت في التصدي للتمييز المتصاعد ضد الأقليات العرقية خاصة المسلمين منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر .2001 وانتقد التقرير عدم وجود سجلات موثوقة بشأن هذه الانتهاكات في فرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وأسبانيا، وإيطاليا،والبرتغال، وبلجيكا، والدانمارك، والسويد، وفنلندا، ولوكسمبورج، والمملكة المتحدة، والنمسا، وهولندا، واليونان. وكشف تقرير أصدرته اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الفرنسية يوم 2005/3/21 عن تضاعف الأعمال العنصرية ضد رموز الإسلام بفرنسا بنسبة 251% خلال عام 2004 مقارنة بعام .2003 وأضاف أن عناصر وجماعات تنتمي لليمين المتطرف هي المسؤول الأول عن تلك الأعمال العدائية.