امتدت أعمال العنف التي تشهدها المدن الفرنسية إلى كل من بلجيكا وألمانيا. ففي بلجيكا وقعت عدة حوادث إشعال حرائق لليوم الثاني على التوالي. وأحرقت أكثر من عشر سيارات في عدد من الأحياء الفقيرة القريبة من العاصمة بروكسل، كما ألقى محتجون الحجارة على قوات الشرطة وأغلقوا الطرقات. وتقول مصادر إعلامية أن شباب الأقليات يعانون من ظروف مماثلة لنظرائهم في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، مثل التهميش والبطالة والتمييز العنصري. وأحرقت خمس سيارات أمس في إحدى مناطق العاصمة الألمانية برلين، وسط تزايد المخاوف من اندلاع أعمال عنف مشابهة لما تشهده فرنسا. كما حذرت دول عدة مواطنيها من الوضع المتفجر بفرنسا. وطالب جوزي بوفيه، مناهض العولمة الفرنسي الشهير، من وزير الداخلية الفرنسية ب الاعتذار عما بدر منه من ألفاظ مهينة ضد شباب الضواحي، مشددا على أن أحداث الشغب ناتجة عن شبيبة يائسة فقدت كل أمل في الخروج من وضعية التهميش الاجتماعي والاقتصادي؛ فثارت على أوضاعها المتدنية. وفي تصريحات خاصة لشبكة إسلام أون لاين.نت أمس الثلاثاء قال بوفيه، وهو مزارع أصبح من أبرز مناهضي العولمة في الأعوام الأخيرة، لا علاقة لما يحدث بالمسلمين أو العرب أو الإسلام أو كل الأفارقة كما تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجه، وأضاف: أنها مشكلة اجتماعية تمتد جذورها إلى عدة عقود نتيجة للسياسات الاجتماعية الفاشلة للنهوض بالأحياء الفقيرة في ضواحي المدن الفرنسية. وانتشرت أعمال الشغب لليوم الثاني عشر على التوالي لتشمل أغلب المدن الفرنسية التي تحتوي على أحياء فقيرة في الضواحي فيما أعلن رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان مساء الاثنين الماضي للقناة الأولى للتليفزيون الفرنسي عن إعطاء الضوء الأخضر لمحافظي الشرطة لاعتماد حظر التجول كوسيلة لقمع أعمال الشغب. وحمل جوزيه بوفيه الحكومة الفرنسية مسؤولية ما يقع معتبرا أنه من الضروري أن تحدث مناقشات في الجمعية الوطنية (البرلمان) حول حقيقة ما يحدث والأسباب التي أدت بالشباب والمراهقين إلى حرق السيارات والممتلكات العامة والخاصة. ووصف بوفيه ما يجري بكونه ثورة شباب يائس فقد كل الأمل في الخروج من وضعية التهميش الاجتماعي والاقتصادي. و أعرب عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك حل للأزمة في المدى القريب طالما لم تغير الحكومة من سياساتها تجاه المهاجرين المهمشين وتعالجها من جذورها. وطلب بوفيه من وزير الداخلية الفرنسي الاعتذار عما صدر منه ضد شباب الضواحي من عبارات مهينة، ولا تليق بوزير داخلية، خاصة أن هذه الشبيبة تتعرض لأنواع عدة من العنصرية والإحساس بالدونية. وكان ساركوزي قد وصف في إحدى زيارته إلى أحياء الضواحي بعض الشباب ب الأوباش، وهي لفظة شعبية تطلق في فرنسا على أبناء المهاجرين من الأفارقة والعرب، كما وصفهم لاحقا بالأنذال أو الحثالة. من جهتها دعت الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى فرض منع التجول في الضواحي الفرنسية، وذهب أحد قادة اليمين المتطرف الفرنسي إلى الحديث عن حرب ضد فرنسا. وقال فيليب دفيلي رئيس حزب الحركة من أجل فرنسا المتطرف على الحكومة أن تتخذ قرارا بمنع الشباب دون العشرين سنة من الخروج ليلا ابتداء من الساعة الثامنة ليلا، فيما ذهب رئيس إحدى بلديات ضواحي باريس إلى حد المطالبة بتدخل الجيش لفرض الأمن. واستشهدت مرين لوبان ابنة الزعيم الفرنسي اليميني المتطرف جان ماري لوبان رئيس الجبهة الوطنية، بما قام به الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران عام 1984 لفرض الأمن في المستعمرة الفرنسية كاليدونيا الجديدة، عندما فرض حظر تجول لوقف أعمال الشغب.