اقترح المغرب على السلطات الفرنسية إمكانية مساعدتها في تهدئة الأوضاع المتوترة التي تشهدها الضواحي الباريسية منذ أسبوعين. واعتبرت نزهة الشقروني الوزيرة المكلفة بأوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج أن المغرب على أتم الاستعداد للتعاون مع المنظمات غير الحكومية المغربية الفرنسية من أجل تأطير شباب الضواحي في باريس والمدن الفرنسية الكبرى الأخرى. وأوضحت الشقروني أن تواجد مليون مغربي مهاجر في فرنسا يفتح إمكانية أكبر للتعاون المغربي الفرنسي من أجل حل مشاكل المهاجرين وإعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في بلدان المهجر. وتتواصل أعمال الشغب في باريس وامتدت إلى عدة مدن أخرى، ومع حلول اليوم الحادي عشر، قال شيراك عقب اجتماع طارئ للمجلس الأمن القومي الداخلي الأولوية القصوى هي استعادة الأمن والنظام، والجمهورية مصممة تماماً على أن تكون أقوى من هؤلاء الذين يريدون زرع العنف أو الخوف. هؤلاء الأشخاص سيعتقلون ويحاكمون ويعاقبون. وأضاف شيراك: إنه سيعالج معدلات البطالة التي تقارب 50 % بين أفراد الجاليات المهاجرة الفقيرة، وسيعالج مختلف افرازات التهميش والإقصاء المنتشرة في ضواحي العاصمة ومختلف المدن الفرنسية الكبرى. ومنذ اندلاع أعمال الشغب في أواخر أكتوبر أحرقت 3600 سيارة. وأصيب 34 رجل شرطة بجروح اثنين منهما حالتهما خطيرة. ويقوم بأعمال الشغب هذه شبان معظمهم من المهاجرين العاطلين المحبطين بسبب الفقر وارتفاع معدلات البطالة، والتمييز الذي يعنون منه داخل المجتمع الفرنسي. وامتدت أعمال الشغب لعدة مدن فرنسية من بينها روان وليل وستراسبورج ونيس وطولوز ونانت ومارسيليا. وألقت السلطات القبض على حوالي ألف شخص . كما حلقت المروحيات المجهزة بالأضواء الكاشفة ليلا لمراقبة الأوضاع التي لم تشهد فرنسا مثيلا لها منذ ثورة أكتوبر .1968 ودفعت الشرطة بنحو 2300 ضابط إضافي لمواجهة الاضطرابات في العاصمة. وجاء هذا التحرك عقب تصاعد انتقادات المعارضة لتعامل الحكومة مع الأحداث، حيث اعتبر زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند أنها تمثل فشلا لسياسة الحكومة والقيادة. وطالب مسؤولو الحزب الشيوعي وحزب الخضر، باستقالة وزير الداخلية الذي يطمح لخلافة شيراك في انتخابات عام .2007 وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أثار عاصفة من الانتقادات في وقت سابق عندما وصف من قاموا بأعمال الشغب بأنهم قطاع طرقوأوباش. غير أن ساركوزي أقر في الوقت نفسه بأن هناك شعورا بالظلم في المناطق التي تشهد الاضطرابات ينبغي مواجهته. وعلى صعيد آخر، يتخوف بعض القادة الأوروبيين من أن تمتد الاضطرابات التي تعيشها فرنسا منذ أسبوعين الى بقية البلدان الأوروبية. ومنها ألمانيا حبث تتواجد جالية تركية التي يبلغ تعدادها في أوروبا نحو سبعة ملايين نسمة، وهو ما دفع رجب الطيب أوردوغان رئيس الوزراء التركي إلى دعوة الأتراك الألمان الى الاندماج في مجتمعاتها.