دعا المشاركون في مائدة مستديرة نظمتها أول أمس الأربعاء بالرباط وزارة التربية الوطنية والشباب بمناسبة اليوم العالمي للمدرس بعنوان صورة المدرس في المجتمع إلى التفكير في استراتيجية وطنية لتكوين هيئة التدريس بصفة خاصة، والمورد البشري بصفة عامة، كما خرج ثلة من المفكرين المغاربة ومسؤولي الإدارة التربوية والمدرسين والنقابات التعليمية بتوصيات من بينها الدعوة إلى توظيف البحث العلمي لتحديد الصورة الحقيقية للمدرس في المجتمع المغربي، بتوجيه البحوث المنجزة في مؤسسات تكوين الأطر لمعالجة هذا الموضوع. واقترح المجتمعون في المائدة جعل سنة 2003 سنة للمدرس، ونشر ثقافة الاعتراف بعطاءات المدرس، وتوظيف المعلوميات لخلق قنوات تواصل بين المدرسين لتبادل الخبرة والتجربة، وخلق جو التنافسية بين هيئة التدريس بمنح جوائز لأحسن مدرس، والتفكير في تخصيص يوم وطني للاحتفاء بالتلميذ، ومن بين التوصيات التي بلغت في مجملها 11 توصية دعوة الجماعات المحلية إلى دعم المدرس وتحفيزه بمكافآت مادية أو رواتب تكميلية. وقد تناولت المائدة المستديرة التي نظمت صباح يوم الأربعاء الماضي أربعة محاور يستشف من مضامينها طابع التحدي الكبير الملقى على عاتق المجتمع عموما وهيئة التدريس خصوصا، في الرقي بجودة التعليم والتربية ببلادنا، في ظل التحولات المجتمعية العميقة والثورة التكنولوجية والمعرفية التي تشهدها المعمورة، وانصب المتدخلون في المحور الأول على محاولة تجديد صورة المدرس لدى المجتمع المغربي معترفين بما طال صورة المدرس من تغير وخدوش، لكن ذلك لم يغير نبل وسمو رسالته، وشددت الكلمات الملقاة على حيوية دور المدرس في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية بحكم الدور الرائد للمدرسة في المجتمع، وكان هذا المحور الثاني. وعن ظروف اشتغال المدرس تمت الإشارة إلى الصعوبات المادية التي تعترض أداء المدرس، وفي هذا الصدد وجه نداء إلى الجماعات المحلية لتسهم بفعالية في توفير الظروف الملائمة لعمل المدرس، أما آخر محور في المائدة فكان عنصر التكوين الأساسي والمستمر لهيأة التدريس، والتي في أمس الحاجة لتكوين يساعدها على مواكبة مستجدات العصر في ميادين التعليم والتربية وتعلم طرق أجرأتها على أرض الواقع. وشهد حفل أقيم في اليوم نفسه إلقاء كلمة كل من مستشار صاحب الجلالة رئيس اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين ووزير التربية الوطنية السيد مزيان بلفقيه وممثلة اليونسيف بالرباط، كما أعطيت كلمة رمزية بمثابة شهادات في حق المدرس لأب وتلميذ وتمليذة ومعلم، من الأمور التي ميزت احتفال هذه السنة باليوم العالمي للمدرس سابقة توجيه وزير التربية الوطنية والشباب رسالة مفتوحة إلى المدرسين والمدرسات يحثهم فيها على بذل المزيد من الجهد التربوي لتكوين الرأسمال الحقيقي للمغرب ألا وهو الأجيال الصاعدة من المتمدرسين، كما أن 4 منظمات دولية تابعة للمنتظم الدولي وهي اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي واليونسيف استطاعت صياغة رسالة مشتركة واحدة موجهة إلى شعوب العالم والقائمين على أمر التربية والتعليم تدعو إلى التوقف برهة للتفكير فيما يتطلب قطاع حيوي كالتعليم من موارد ودعم للرقي به. محمد بنكاسم