عادت السيدة النائبة فاطمة بلمودن، عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، مرة أخرى في حوارها مع يومية أجور دوي لوماروك الخميس الماضي، إلى الحديث عن إضراب رجال التعليم لتوزع عليهم تهما جديدة، من قبيل السعي ما أمكن لتقليص ساعات العمل والبحث عن العطل مدفوعة الأجر، وكذا عدم بذل المجهود وتقديم التضحيات للصالح العام، ملقية عليهم باللائمة في فشل الإصلاح في قطاع التعليم، كما عادت السيدة النائبة المحترمة إلى حزب العدالة والتنمية، متهمة إياه باستغلال الإضراب ومعارضة مسلسل الإصلاح دون تقييم جدي وموضوعي، حيث شددت بلمودن في حوارها المذكور على أن الحزب لا يعارض سياسة الحكومة بشكل عام، بقدرما يوجه معارضته ضد الوزارات والملفات التي يتحمل مسؤولياتها الاتحاديون، وأنه لا يعارض الآخرين، وخاصة منهم التكنوقراط، وزعمت النائبة الاتحادية أن حزب العدالة والتنمية يعارض إصلاحات القوى الديمقراطية ولا يريد السياسة داخل الحكومة، معتبرة أنه لا يملك مواقف واضحة ولا برنامجا ولارؤية سياسية واضحة. ولئن كان للقراء والمراقبين للمشهد السياسي المغربي بشكل عام ما يكفي من الفطنة والحس السياسي للحكم على ما قالته السيدة بلمودن، ويعفينا من التوضيح والرد على كثير من مزاعمها، فإن المتابع يود في الحقيقة منها أن تجيبه على بعض الاسئلة، ومنها لماذا اختارت السيدة فاطمة بلمودن موقع المدافع وتقاسمت الأدوار مع وزير التعليم بشكل مكشوف في جلسة الأسئلة الشفوية المعلومة بمجلس النواب؟، ولماذا ألقت باللائمة على إضراب رجال التعليم وكأنه الإضراب الوحيد في البلاد؟، دون أن تعطي دليلا واحدا على أن ملفهم المطلبي غير حقيقي ولا يكتسي طابع الاستعجالية والملحاحية. ولماذا لم تتحدث عن باقي الإضرابات في قطاعات أخرى كالصحة والصيدلة والعدل والمتصرفين الذين يعتزمون رفع دعوى ضد الحكومة وغيرهم؟، ألا يشكل ذلك برأيها مؤشرات على ضعف في الأداء الحكومي بشكل عام وعجز عن الوفاء بالتعهدات؟ وإذا كانت السيدة بلمودن قد صرحت ليومية أجور دوي لوماروك بأنها تتكلم باسمها في ما يتعلق بأحكام القيمة التي وزعتها يمينا وشمالا في حق حزب العدالة والتنمية، أي أن حزبها لا يشاركها بالضرورة مواقفها، فيبقى السؤال المطروح هولصالح من تخوض حملتها وهجومها على الحزب المذكور؟ ومن له المصلحة في افتعالمعركة بين حزبين محترمين، وكهربة الأجواء بينهما في مرحلة لا تسمح فيها الظروف للدخول في مثل هذه المعارك الدونكيشوطية، ثم هل من الضرورة أن يمارس حزب العدالة والتنمية المعارضة بتصورالأستاذة بلمودن؟. أما حديثها عن قوة حزبية تعارض الإصلاح وقوى ديمقراطية منخرطة فيه، فلا يعدو أن يكون أسطوانة مشروخة تجلب عليها الشفقة من المحللين والمتابعين للواقع السياسي والحزبي المغربي. محمد عيادي