حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي قبل يومين من استمرار معاناة ملايين العراقيين من الجوع، رغم التحسن في موسم محاصيل الحبوب، وقرار رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد. وقالت الفاو، ومقرها روما، في تقرير جديد حول أمور الغذاء والتغذية في العراق تحدثت عنه قناة البي بي سي أمس إنه على الرغم من النجاح في منع حدوث وفيات ناتجة من المجاعة، إلا أن ملايين السكان يعانون من حالات سوء تغذية مزمنة. وأكدت المنظمة على أن أكثر الفئات إثارة للقلق في موضوع المجاعة وسوء التغذية هي الأمهات والأطفال في الوسط والجنوب، وتقول إن من بين الأكثر تضررا هناك نحو مئة ألف لاجئ وقرابة 200 ألف نازح ومهجر. وأوضح تقرير المنظمتين الدوليتين أن نحو نصف سكان العراق، المقدر عددهم بنحو 3,26 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية برغم تحسن موسم حصاد الحبوب، وبعد رفع العقوبات الدولية التي فرضت على العراق منذ عام .1990 وتقدر المنظمة إنتاج الحبوب في العراق لمواسم هذا العام بنحو 12,4 مليون طن، أي بارتفاع نسبته 22 من المئة مقارنة بالعام الماضي. وقد أدت الحروب والعقوبات إلى تدن خطير في معيشة العراقيين، إذ تبلغ نسبة العاطلين عن العمل نحو 60 من المئة، وكان يعتمد هؤلاء وغيرهم على نظام التموين الغذائي الذي كانت تموله الحكومة من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء. وقالت الفاو في تقريرها المشترك مع برنامج الغذاء العالمي إن أي خلل ملموس في نظام توزيع المساعدات على السكان سيكون له تأثير سلبي شديد، وأن هناك نحو 5,3 مليون عراقي بحاجة الى مساعدات غذائية خلال العام المقبل تقدر تكلفتها بنحو 51 دولار. وكالات