قبل ساعات من انطلاق قمة أمن الغذاء، التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة «الفاو», نفذ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إضرابا عن الطعام ، لرفع الوعي بخطورة مشكلة الجوع. جاء ذلك استجابة لدعوة أطلقها مدير (»الفاو«) جاك ضيوف قبيل القمة، التي انطلقت أمس الأحد في روما وتستمر ثلاثة أيام ، بمشاركة نحو ستين من قادة دول العالم, وستبحث في سبل لفت أنظار العالم إلى مأساة الجائعين وتفاقم سوء التغذية في العديد من الدول الفقيرة. وكان ضيوف قد قال إن «أزمة الجوع الصامتة، التي تؤثر على سدس البشرية، تمثل خطرا كبيرا للسلام والأمن العالميين», ودعا لإجماع واسع من أجل القضاء السريع والكامل على الجوع في العالم. وناشد ضيوف الدول الأعضاء بالمنظمة ، وعددها 192 دولة، لتقديم ما هو أكثر من مجرد كلمات التعاطف للأطفال الفقراء, مشيرا إلى أن الدول النامية تحتاج لنحو 44 مليار دولار سنويا. وينتظر أن يكون الهدف الرئيس لقمة الجوع هو مساعدة من تصفهم »الفاو« بالدول الفقيرة المستوردة للغذاء والتي تفتقر للأموال لاستيراده. وقد أشارت»الفاو« إلى أن أسعار الغذاء لا تزال مرتفعة للغاية رغم الإنتاج العالمي الجيد من الحبوب هذا العام. وتنعقد قمة الجوع وسط الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، ومع حقيقة وجود أكثر من مليار شخص في مختلف أنحاء العالم يعانون من الجوع. ويحذر بايربل ديكمان، رئيس فيلتهانجرلايف -وهي إحدى المنظمات غير الحكومية، مقرها في مدينة بون الألمانية والمعنية بمكافحة الجوع في مختلف أنحاء العالم- من أن نحو مائتي مليون طفل يعانون من نقص التغذية. وهناك منطقة شرق أفريقيا المتضررة بشدة حيث ترك الجفاف والصراعات ما يقرب من عشرين مليون شخص في حاجة لمساعدات غذائية طارئة. وتدافع »الفاو« أيضا عن إستراتيجيتها الطويلة المدى التي تسمح للملايين من صغار الفلاحين باستعادة وسيلة للعيش من جديد. وقالت إن أزمة الغذاء خطيرة للغاية لأنه تم استثمار القليل في مجال الزراعة على مدار العقدين الماضيين.