بدأت في روما قمة أمن الغذاء بمشاركة نحو 60 من قادة دول العالم, وسط إحباط الحاضرين بسبب غياب معظم قادة الدول الغنية، ومجموعة الثماني خصوصا ، ما عدا إيطاليا التي تنظم القمة على أرضها، وذلك في وقت يموت فيه شخص كل ثانية بسبب الجوع. وقد برر قادة الثماني غيابهم بأنهم قالوا كلمتهم أثناء قمة الثماني الأخيرة، وتعهدوا بدفع 20 مليارا خلال السنوات الثلاث الماضية. وتركزت كلمات الافتتاح والشعارات التي صاحبت الافتتاح على قرع أجراس الخطر والمفارقات التي تحدث في عالم يرتفع فيه سعر الغذاء باطراد، بينما تنخفض المساعدات وتتزايد أعداد الفقراء. وقد طبع افتتاح القمة قدر من الإحباط، ظهر على الحضور، وفي كلمات الافتتاح، وعلى لسان رئيس منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) جاك ضيوف الذي أظهر مرارته من غياب قادة الدول الغنية عن القمة. وفي كلمته، ركز ضيوف الذي رأى أن غياب أعضاء الثماني لم يكن مبررا، على ضرورة كسب المعركة ضد الجوع، وقال إن ذلك أمر لا يزال ممكنا. وتكلم الزعيم الليبي معمر القذافي، ممثلا لأفريقيا، فقال إن التقارير التي تتحدث عن "موت طفل كل ثانية ، تدل على أننا لم نعمل شيئا في الماضي". وقال ، في إشارة إلى غياب قادة الدول الثماني، "إنه ليس من حق الأغنياء ألا يلتزموا بمساعدة الفقراء، خاصة أن معظم الفقراء في دول كانت مستعمرة، ونهب الأغنياء خيراتها". وأضاف القذافي "إننا لا نستجديهم، ولكنهم سرقوا ثروات الآخرين، وعليهم دين وحق، وسنبقى نتابعهم حتى نسترد حقوقنا مهما طال الزمن". وأشار القذافي إلى أن المبالغ التي يلوح بها الأغنياء للمساعدة لا تساوي إلا قدرا ضئيلا مما نهبوه، وأنه ليس من حقهم التهرب من دفع الثمن ورد الدين إلى أهله. وقد تغيب عن هذه القمة أعضاء مجموعة الدول الثماني ، ما عدا إيطاليا، بينما كان من ضمن الحاضرين معمر القذافي، والرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا ، والرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي. ويحضر هذه القمة، التي دعا إليها رئيس منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) جاك ضيوف، كل من بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، ورؤساء دول معظمهم من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. مليار جائع وتنعقد هذه القمة في وقت قدر فيه برنامج الغذاء العالمي عدد الجياع بأكثر من مليار نسمة يتوزعون على أكثر من 70 دولة. وقد دعا جاك ضيوف، الذي صام يوما تضامنا مع الجياع، إلى التركيز على وسائل جذرية لمواجهة مشكلة الجوع بعيدا عما وصفه بالمسكنات. وقال جاك ضيوف في وقت سابق إن "كسب المعركة ضد الجوع لا يزال أمرا ممكنا"، بينما حذرت صحيفة المؤتمر البابوي "آفنيري" الإيطالية من فشل القمة، وتحولها إلى "قصعة فارغة". وحذرت بعض المنظمات المعنية بالتنمية، مثل« آكشن أيد» و«أوكسفام »، من احتمال أن "تتحول القمة إلى تضييع للوقت والمال".