كان من أهم ما تابعته الصحف البريطانية الصادرة صباح أمس الإثنين قرار مجلس الحكم المؤقت في العراق خصخصة جميع مرافق البلاد عدا قطاع النفط. الإندبندنت": أمريكا تعرض العراق للبيع تقول الصحيفة إن العراق معروض للبيع فعليا بعد أن أعلن المجلس المؤقت المعين من قبل الأمريكيين أنه سيفتح جميع قطاعاته للاستثمار الأجنبي فيما تقول الصحيفة إنه محاولة يائسة للحصول على التمويل المطلوب لإعادة إعمار العراق. (أو بالأحرى البحث على تمويل احتلال العراق). وقال مجلس الحكم المؤقت إنه سيسمح للأجانب أيضا بالملكية التامة دون الحاجة للحصول على موافقة مسبقة. وتقول الصحيفة إن هذه القرارات ستزيد من المخاوف بأن العراق تحول إلى فرصة ذهبية للشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على علاقاتها السياسية، لتحقيق مكاسب. وتضيف أن أكبر عقود إعادة الإعمار حصلت عليها بالفعل شركات أمريكية من بينها شركتي بيشتل وهاليبرتون المعروفة بعلاقتها بإدارة بوش. وتمضي الصحيفة قائلة إن هذه الإصلاحات الاقتصادية هي تحول كبير من الإدارة المركزية للاقتصاد العراقي التي كان النظام السابق يتبعها والتي حققت نجاحا معقولا فيما يتعلق بالانتفاع من موارد البلاد النفطية لبناء بنيتها التحتية. الغارديان": كيف يمكن مساعدة العراق دون مساعدة بوش؟ وفي صفحة الرأي بصحيفة الجارديان مقال بعنوان كيف يمكن للعالم أن يساعد العراق دون أن يساعد بوش؟ ويقول المقال إنه بعد عام من خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي هدد فيه بتهميش المنظمة الدولية والذهاب منفردا للحرب ... يلقى بوش خطابا يومه الثلاثاء في نفس المكان سيطالب فيه الأممالمتحدة بتحمل جزء من المسئولية في العراق . ويضيف أن هذا الطلب ليس اعترافا منه بمكانة المنظمة الدولية التي طالما أهانها وسخر منها ولكنه اعتراف بوطأة الخسائر في العراق على الاقتصاد الأمريكي وخوفه من تأثيرها على فرص إعادة انتخابه . ويسهب الكاتب في وصف المأزق الذي يعانى منه بوش حاليا بعد تلاشى زخم أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتراجع شعبيته بسبب الأداء السيئ للاقتصاد والخسائر البشرية والمادية شبه اليومية في العراق ويتساءل .. لماذا يساعد المجتمع الدولى بوش ليخرج من مأزقه فى العراق ؟ لماذا لا نتركه يدفع الثمن ؟ ويجيب الكاتب بأن مثل هذا الموقف ربما لن يساعد الشعب العراقي في الوقت الحاضر للخروج من حالة الفوضى التي يعيشها، لذا فإن على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لتقديم المعونة الإنسانية والفنية للعراقيين، وفى الوقت نفسه الوقوف إلى جانب فرنسا في طلبها بالإسراع بتسليم مقاليد البلاد إلى العراقيين وربط مسألة تولي الأممالمتحدة مسئولية العراق بموافقة واشنطن على رفع يدها عن البلاد. ويرى الكاتب أن هذا الموقف الدولي لن يساعد الرئيس الأمريكي بوش لكنه بالتأكيد سيساعد العراقيين على استعادة كرامتهم والنهوض ببلادهم من جديد . الأوبسيرفير: عزل الفرنسيين وتجاهل الألمان وشراء الروس بالأموال أما صحيفة أوبزرفر فقد نقلت عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين وصفهم عدم واقعية المطالب الفرنسية بنقل السلطة إلى العراقيين في غضون أشهر، وأرجعوا ذلك إلى هشاشة الوضع السياسي في العراق مشيرين إلى محاولة اغتيال عقيلة الهاشمي. وتنسب الصحيفة إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن إستراتيجية الولاياتالمتحدة تركز في الوقت الراهن على عزل الفرنسيين وتجاهل الألمان وشراء الروس بالأموال.في الوقت نفسه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تشارك بأي قوات دولية في العراق، وتذكر الصحيفة في هذا الصدد أن بوتين سيجتمع مع نظيره الأميركي جورج بوش في كامب ديفد يوم الجمعة القادم.