ما تزال الصحف العربية، كما الصحف الدولية، مهتمة بأصداء فضائح التعذيب في السجون الأمريكية بالعراق، بحيث أكدت أن الحكومات الغازية كانت على علم، بل ربما متورطة في هذه الأعمال، وكشفت الصحف كذلك عن حالات وأساليب جديدة في التعذيب: "الوفد المصرية:ثلاث عشرة طريقة للتعذيب نشرت صحيفة الوفد القاهرية، صباح أمس الاثنين، تفاصيل التقرير النهائي للتحقيقات، التي أشرف عليها الجنرال أنطونيو تاغوبا، المكلف بالتحقيق في ما تعرض له العراقيون داخل المعتقلات الأمريكية في العراق. وتضمن التقرير نتائج مرعبة تنشر للمرة الأولى حول أساليب التعذيب الأمريكية من خلال أقوال الضحايا والجنود الأمريكيين وشرائط فيديو وصور سجلها هؤلاء لضحاياهم. وجاء في التقرير أن الجنود الأمريكيين مارسوا ثلاث عشرة طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب وتنتهي بالاعتداء الجنسي واللواط، وترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام متتالية، وإجبار المحتجزين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، والضغط على السجناء لإجبارهم علي ممارسة العادة السرية وممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو. ومن الحالات الصارخة التي سجلها التقرير أن الجنود كتبوا على صدر أسير أنا مغتصب بعد إجباره على اغتصاب طفل في الخامسة عشرة من عمره وتصويره. "أخبار الخليج البحرينية:لندن علمت قبل عام بفضيحة التعذيب وقالت صحيفة أخبار الخليج البحرينية إن الحكومة البريطانية علمت قبل عام بقيام جنود أمريكيين بتعذيب معتقلين عراقيين، مما يخالف تأكيدات الحكومة بأن تلك الاتهامات تعود إلى فبراير الماضي فقط. ونقلت الصحيفة عن تقرير للجنة العفو الدولية أكدت فيه أنه جرت بين المنظمة والحكومة البريطانية سلسلة من اللقاءات والمراسلات حول هذه المسألة منذ عام من الآن، بينما تقول الحكومة إنها لم تعرف بأمرها سوى في فبراير. الصحافة البريطانية:مزيد من الانتهاكات في سجن أبو غريب أفردت الصحف البريطانية، الصادرة صباح أمس الاثنين، صفحاتها لنشر صور جديدة عن تعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي قوات الاحتلال في سجن أبو غريب، واستطلاع للرأي حول بقاء القوات البريطانية في العراق، ومطالبات باستقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد "الإندبندنت": "رامسفيلد هو المسؤول الأول تصدرت صورة سجين عراقي يقف عاريا مذعورا أمام الجنود الأمريكيين وكلابهم المفترسة في سجن أبو غريب الصفحة الأولى لصحيفة الإندبندنت، وجاء مقالها الرئيسي تحت عنوان استطلاع يظهر رغبة الأغلبية في انسحاب القوات البريطانية من العراق، وتقول الصحيفة إن الاستطلاع يشير إلى أن أغلبية البريطانيين يؤيدون الانسحاب الفوري للقوات البريطانية من العراق بنهاية الشهر المقبل الذي يتزامن وتسليم السلطة للعراقيين. و يعلق كاتب المقال بروس أندرسون على تصريحات الجندية الأمريكية المتهمة بإساءة معاملة السجناء العراقيين، قالت إن أحدا لم يطلعها على اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب. ويقول أندرسون إن الجندية تتحمل جانبا من المسؤولية، ولكنه يتساءل أين الضباط المخضرمون؟ مشيرا إلى ضرورة إلقاء اللوم على جميع المسؤولين بمن فيهم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد. ويقول أندرسون إنه في الوقت الذي تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى الالتزام بنقل السلطة إلى العراقيين في الموعد المحدد، فإن صور تعذيب السجناء تجعل أعداء واشنطن يؤكدون أن النظام الأمريكي في العراق ليس أفضل حالا من نظام صدام. مشيرا إلى أنه من الصعب محو ذلك الاعتقاد طالما بقي رامسفلد في منصبه. وقد نشرت الإندبندنت في صفحات داخلية صورة أخرى لجندي أمريكي يجلس القرفصاء على ظهر سجين عراقي منبطح أرضا. وتتحدث الصحيفة أيضا عن أن جنود الاحتلال أوهموا صبيا في السادسة عشرة بأنهم سيعدمونه وجعلوا أحد إخوته يشهد تلك المأساة. "الغارديان":التعذيب لا زال مستمرا وتنفرد الغارديان بمقابلة مع وزير حقوق الإنسان العراقي عبد الباسط تركي في مقال بعنوان بريمر كان على علم، كما يقول وزير. يقول تركي إن الحاكم المدني ألأمريكي للعراق بول بريمر علم بأمر التعذيب في سجن أبو غريب، لأنه، أي الوزير، أثار انتباه بريمر إلى تلك القضية مرارا. وقال تركي، الذي استقال من منصبه قبل شهر، «لقد استمع إلي باهتمام، ولكن هذا هو كل ما فعله». وزعم تركي أنه حصل على معلومات عن اعتداءات وقعت «خلال الأسبوع الحالي» كذلك ضد السجناء، (بما يعني أن التعذيب نفسه مازال مستمرا)، غير أنه رفض الإدلاء بأية تفاصيل. وأضاف تركي أنه طلب من بريمر تصريحا بزيارة سجن أبو غريب في نونبر الماضي، وهو الشهر الذي ارتكبت فيه تلك الممارسات، غير أن بريمر رفض. ويقول لوك هاردينج، كاتب المقال من بغداد، إن مزاعم تركي تضاعف من الحرج الذي تعرضت له قوات التحالف والبنتاجون، وترجح معرفتهما بتلك الاعتداءات في وقت مبكر عما اعترفوا به. "الفاينانشال تايمز":جيفري هون أمام مجلس العموم أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فقد نشرت هي الأخرى الصورة نفسها، لكنها اهتمت بمثول وزير الدفاع البريطاني جيف هوون أمس الإثنين أمام مجلس العموم البريطاني للرد على أسئلة صعبة، حسب ما تقول الصحفة بشأن تعذيب السجناء العراقيين. وتقول الفاينانشيال تايمز إن هون سيجيب عن أسئلة صعبة عن سر عدم إعلان الحكومة عن المخاوف التي عبر عنها الصليب الأحمر قبل عام بشأن معاملة السجناء العراقيين المحتجزين لدى القوات البريطانية في العراق. "تايمز":هذا إرهاب للسجناء ومن صحيفة التايمز يقول مايكل إيفانز، مراسل الشؤون الدفاعية، في مقال بعنوان الأساليب الأمريكية تفزع خبراء الجيش البريطاني، ينقل إيفانز عن الخبراء إن الاستجواب عن طريق التعذيب يعد غير شرعي. كما ينقل عن مصدر عسكري قوله إن «الهدف من الاستجواب هو الحصول على معلومات استخباراتية صادقة، وليس إرهاب السجين للإدلاء بما نرغب في سماعه». ويقول إيفانز إن تلك الأساليب، التي تندرج تحت ما يسمى بالاستجواب العميق، تخرق البند الثالث من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ويؤكد الخبراء العسكريون أن الشرط الأساس الذي يحكم عمليات الاستجواب هو بدء التحقيق في أقرب وقت، بعد إلقاء القبض على السجناء، ويقول خبير «فهذه هي أكثر فترة يشعر فيها السجين بالضعف، خوفا من احتمالات قتله». وأضاف الخبير «الضغوط النفسية شرعية شريطة ألا تشتمل على إهانة». "نيويورك تايمز":مقايضة وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن محاكمة ستجري في التاسع عشر من الشهر الجاري لجندي بالشرطة العسكرية الأمريكية اتهم بتعذيب الأسرى العراقيين في السجون الخاضعة للاحتلال في العراق. وقالت إن «المحاكمة ستكون علنية وستدعى لتغطيتها وسائل الإعلام العربية، وهي خطوة تأتي في إطار محاولة الحكومة الأمريكية لاحتواء الغضب العارم في العالم العربي على صور تعذيب السجناء العراقيين بأيدي جنود الاحتلال». وأشارت الصحيفة إلى وجود مؤشرات على توصل الجندي لاتفاق مع المسؤولين على الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها مقابل تخفيف العقوبة التي سيحكم بها عليه.