تكشف أشكال التعذيب الوحشية واللاإنسانية التي مارسها الجنود الأمريكيون على المعتقلين والأسرى العراقيين في سجنأبو غريب عن الجانب الأكثر إظلاما في الاحتلال الأمريكي للعراق، بل إنه يعري عورة الديمقراطية الأمريكية المزعومة التي قالت الإدارة الأمريكية في العام الماضي إنها غزت العراق من أجل إحلالها في العراق ودول المنطقة، وها هو الاحتلال الأمريكي لا يأتي للعراق بالديمقراطية والحضارة، ولكن بما هو أبشع من البربرية، وهي التي ظلت تمنح دروسا في حقوق الإنسان للشعوب المتخلفة. ويكاد لا يختلف الأمر بين ما تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق وما مارسه ويمارسه الاحتلال الصهيوني في فلسطين. وقد ظهر منذ الأيام الأولى للحرب أن الإدارة الأمريكية تستنسخ التجارب الصهيونية ضد الفلسطينيين في فلسطين عبر القصف الوحشي العشوائي المتواصل ضد المدنيين من الأعلى وجرف الأراضي وإحراق الأشجار لدفع العراقيين إلى التسليم وعزل النظام الحاكم. وفي الأسابيع الأولى للاحتلال نقلت بعض الأنباء الأمريكية بأن عددا من القوات الأمريكية أقام لفترة في تل أبيب ليتعلم من قادة الجيش الصهيوني كيفية التصدي لأي حركة مقاومة مسلحة في العراق، ونقل التجربة الصهيونية في فلسطين إلى الميدان العراقي، باعتبار أن الجيش الصهيوني بحسب هؤلاء هو الأكثر خبرة في مقاتلة الحركات المسلحة الفلسطينية، وفي حروب الشوارع والأزقة. إن ما شاهده العالم من صور الإذلال والمهانة والامتهان التي يتعرض لها الأسرى العراقيون في سجن أبو غريب هي سيناريوهات صهيونية تم تجريبها في العراق، ما يكشف بأن ما يمارسه جنود الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين يفوق بكثير ما رأيناه فيأبو غريب. إن الصهاينة لا يرغبون في فشل أمريكي في العراق، وهذا واضح، لأن الفشل الأمريكي يعني أن العراق سيصبح غدا جبهة ساخنة في خصر الدولة الصهيونية تضاف إلى الجبهة اللبنانية، كما أن الفشل الأمريكي يعني فشلا للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ونهاية للوجود الأمريكي هناك، ومن تم تصبح الحاجة ماسة لدى الكيان الصهيوني إلى إنجاح المخطط الأمريكي في العراق، ولا يتأتى ذلك بحسب الرؤية الصهيونية إلا من خلال إذلال المقاومين وإهانتهم للقضاء على أي نزعة لديهم في المقاومة، ودفعهم إلى التقوقع أكثر داخل نفسياتهم وتقزيمهم إلى المستوى الحيواني الهابط. إ. الكنبوري اعترافات سفاحي أبو غريب في تقرير جنرال أمريكي ..المجندة الأمريكية التي عذبت المعتقلين: "لقد قمت بواجبي أنا وزملائي.. نفذنا الأوامر" كان سجن أبو غريب بعد سقوط بغداد من الأماكن التي تعرضت للنهب وسرقت كل محتوياته وأثاثه ولكن القوات الأمريكية أعادت تشغيله مرة أخرى وأصلحته وجعلته سجنا عسكريا معظم المعتقلين فيه وهم بالآلاف من المدنيين الرجال والنساء من هم أقل من عشرين سنة أغلبهم ألقي القبض عليهم بطريقة عشوائية في نقاط التفتيش على الطرق السريعة.. وهناك يتم تصنيفهم إلى ثلاث فئات: جرائم عامة، مشتبه فيهم أمنيا، والفئة الثالثة قادة البعث السابقون وهم قلة. في الشهر الماضي تم توجيه إنذار رسمي للجنرال جانيس كاربينسكي مسؤولة هذا السجن بل وتم إيقافها عن العمل في هدوء وتم فتح تحقيق موسع بأمر القائد الأعلى للقوات في العراق ريكاردو سانشيز وذلك بعد أن انتهى التقرير المكون من ثلاث وخمسين صفحة الذي أعده الميجور الجنرال أنطونيو تاجوبا. هذا التقرير أكد انتهاكات تجري داخل نظام السجن العسكري وقد وجد تاجوبا أن الفترة بين شهر أكتوبر وحتي دجنبر 2003 كانت هناك حالات تعذيب بشعة سادية واعتداءات جنسية سافرة تمارس ضد المعتقلين في سجن أبو غريب. ذكر تاجوبا في تقريره أن التعذيب كان يحدث بشكل دوري وبعلم قادة الجيش خاصة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جنود الفرقة 372 وأفراد من المخابرات الأمريكية. فقد كشف تاجوبا الكثير من الجرائم وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته صحيفة النيويوركر وترجمته عنها صحيفة الأسبوع المصرية: أشكال من التعذيب يتعرض المعتقلون إلى أضواء شديدة من مصادر كيماوية ويصب عليهم سائل فسفوري حارق أيضا يصب على أجسادهم العارية الماء البارد ويتعرضون للضرب بالعصي والكراسي، بالإضافة إلى التهديد باغتصابهم خاصة الرجال، كذلك يقوم حراس الشرطة العسكرية بخياطة جروح المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب وهم ملتصقون بحائط الزنزانة. ومن أشكال التعذيب إدخال عصا أو قضيب كهربي في مؤخرة المعتقلين واستخدام كلاب الجيش لإخافتهم وتركها تهاجمهم بوحشية. ويقول الجنرال تاجوبا: هناك أدلة دامغة تدعم المضي في التحقيق مثل شهادات الجنود الذين شهدوا بأنفسهم أعمال التعذيب والصور وشرائط الفيديو التي التقطها بعض الجنود ولكن التقرير الداخلي لم ترفق معه الصور نظرا لحساسية الموضوع!! وقد تناقلت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي صور المعتقلين التي يظهر فيها عراقيون عراة يجبرون على اتخاذ أوضاع تنتهك آدميتهم بشكل سافر مخجل. وتدين الصورة سبعة من قوات الجيش الأمريكي وهم السيرجنت إيفان فردريك وهو يترأس قائمة المشتبه فيهم باعتباره أكثر الضباط وحشية والسيرجنت جفال ديفيز والمقدم ميجان أمبول والمقدم سابرينا هارمان والمجند جيرمي سيفست وهذا الشخص موجه إليه عدة اتهامات بالمعاملة الوحشية للسجناء وممارسة أعمال شاذة مشينة لا تليق بالجيش والمقدم تشارلز جارنر. وأخيرا المجندة ليندي انجلند التي تظهر صورتها وفي فمها سيجارة وهي تبتسم بسادية والعراقيون عراة يمارسون الجنس الجماعي عنوة. سادية أمريكية يقول البروفيسور برنارد هيكل الأستاذ في دراسات الشرق الأوسط بجامعة نيويورك: مثل هذه الإهانات الوضيعة غير مقبولة في أي ثقافة خاصة في العالم العربي والشذوذ الجنسي اللواط ضد الشريعة الإسلامية ومن المهين جدا للرجال أن يقفوا عراة أمام بعضهم.. ويضيف: إجبار المعتقلين على ممارسة الشذوذ الجنسي والنوم فوق بعض بهذه الصورة أبشع صور التعذيب. من الصور البشعة التي لم تنشر بعد صورة معتقلين عراقيين يبدو أنهما فارقا الحياة بسبب التعذيب فالجثة الأولى للسجين رقم 153399 ووجهه مشوه تماما والجثة الأخرى غارقة في دمائها وملفوفة بورق السوليفان وعليها كميات من الثلج وهناك صورة لغرفة فارغة مملوءة بالدماء التي سالت من المعتقلين بسبب التعذيب الوحشي. ويبدو أن الاعتداء الجنسي على المعتقلين كان يجري بصفة روتينية على يد أعضاء الفرقة .372 إنها حقيقة في حياة الجيش لا يشعر الجنود بحاجة إلى إخفائها. وتؤكدها شهادة الشهود التي أدلوا بها خلال لجنة استماع لهم عقدت في التاسع من أبريل الماضي في معسكر النصر بالقرب من بغداد. ومن هذه الشهادات شهادة المقدم ماثيو ويزدوم الذي أخبر المحققين بما حدث عندما تسلم هو ومجموعة من الجنود سبعة معتقلين عراقيين لوضعهم في المكان الخاص بالمعتقلين الخطرين فهم متهمون بإثارة الشغب في السجن، ويقول ويزدوم في شهادته: أحد الجنود وهو السيرجنت سندر جذب أحد المعتقلين الذي كنت مسؤولا عنه وألقى به على كومة من المعتقلين.. بصراحة لم أر أن هناك حاجة لتكديس المعتقلين بهذه الصورة بعضهم فوق بعض.. ثم شاهدت السيرجنت فردريك والسيرجنت ديفيز والمقدم جرانر وهم يسيرون حول هذه الكومة البشرية ويركلون المعتقلين ويضربونهم ولا أنسى منظر السيرجنت فردريك الذي ضرب أحد المعتقلين في قفص صدره ضربة متوحشة.. لم يكن هذا المعتقل يشكل أي خطورة كما كان يدعي فردريك. شهادة أخرى وفي شهادة أخرى أدلى بها ويزدوم قال: رأيت اثنين من المعتقلين العراة وهم يجبران على ممارسة الشذوذ فشعرت بالاشمئزاز وأن عليٌ مغادرة المكان ولكن السيرجنت فردريك أوقفني لأكمل مشاهدة هذا المنظر الشاذ وقال لي: انظر ماذا يفعل هؤلاء الحيوانات عندما تتركهم بمفردهم لمدة دقيقتين. ثم سمعت المجندة ليندي انجلند وهي تصيح فرحة بما تشاهده إنه يمارس ذلك بقوة!! أكد ويزدوم في شهادته أنه أخبر كبار المسؤولين في سجن أبو غريب بما شاهده وما يحدث فهو كما يقول لم يرغب في التورط في مثل هذه الجريمة. انكشف أمر هذه الاعتداءات على يد المقدم جوزيف داربي الذي برز دوره واضحا في الإدلاء بشهادته ضد السيرجنت فردريك وأيضا ساعد في الكشف محقق خاص يدعي سكوت بوبيك وهو عضو في لجنة التحقيق في الجرائم العسكرية حيث أخبر اللجنة أن لديه وثائق تثبت عمليات التعذيب التي ارتكبها الجنود وبالفعل بدأ التحقيق الرسمي الذي لم يكشف عنه إلا لاحقا بعد أن تسلم المقدم جوزيف داربي سي. دي . من المجند جارنر وعليه صور المعتقلين العراة. لقد شعر هذا المجند بالذنب وأنه اشترك في أعمال مشينة ولابد أن يكشف أمر هذه الفضيحة. وعليه ثم استدعاء السيرجنت إيفان فردريك للتحقيق معه ولم يملك فردريك إلا الاعتراف على رؤسائه فقد أكد محاميه العسكري جاري مايرز أن موكله أخبره أنه كان ينفذ الأوامر التي يتلقاها من رؤسائه خاصة من المخابرات الحربية وجاء في تصريح لمحامي المتهم قوله: هل تعتقد حقا أن مجموعة من الصبية القادمين من أرياف فيرجينيا يمكن أن يقرروا أن يفعلوا ذلك من أنفسهم؟! لقد اتفق كبار القادة عليأن أفضل طريقة لإحراج العرب وجعلهم يعترفون بأسرار المقاومة هو تجريدهم من ملابسهم وأن يشاهدوا بعضهم عراة!! "عمل عظيم عند الأمريكان وفي رسائل السيرجنت فردريك إلى أفراد عائلته أشار باستمرار إلى أن فرقا من المخابرات العسكرية وضباطا من ال ةء ومحققين من هيئات دفاعية خاصة تسيطر على السجن وكتب يقول في إحدى رسائله: سألوني عن بعض الأشياء التي شاهدتها.. مثل ترك السجناء في الزنازين بدون ملابس هذا بالنسبة للرجال. أما النساء فكان يسمح لهن بارتداء الملابس الداخلية فقط قطعة واحدة، ويقفن طوال الليل وهن مكتوفات الأيدي وقد ربطن في الأبواب وكانت إجابتهم على ما يحدث هذا ما تريده المخابرات العسكرية بالضبط.. أيضا أمرتنا المخابرات العسكرية أن نضع السجناء في زنازين انفرادية وهم عراة وبشرط أن تكون هذه الأماكن بدون مكان للتبول أو مياه جارية وبدون تهوية أو نوافذ، وأن يظلوا في الحبس الانفرادي بهذه الأوضاع لمدة ثلاثة أيام. وفي رسالة أخرى للسيرجنت فردريك قال فيها: لقد شجعنا ضباط المخابرت العسكرية على ذلك وأخبرونا أننا نقوم بعمل عظيم فهم يحصلون على نتائج إيجابية بسبب ما نمارسه مع المعتقلين بالإضافة إلى المعلومات التي فازوا بها.. كان أفراد من قسم التحقيقات العسكرية يوجدون عندما يطلق الجنود الكلاب لإرهاب المعتقلين عندما تستجوبهم المخابرات العسكرية.. لقد أكد هذا الضابط الأمريكي لعائلته أنه أخبر قائده الأعلى الكولونيل جيري فيلابوم أنه يخشى أن يتم استجوابه بسبب ما يقوم به فطمأنه بقوله: لا تقلق من هذا الأمر!! من القصص البشعة التي يحكيها فردريك لعائلته في رسائله أنه شاهد أحد العراقيين وال CIA تحقق معه بوحشية وتعرض لضرب مبرح لإجباره على الاعتراف فلم يتحمل التعذيب وفارق الحياة وحتي تخفي ال CIA ما حدث وضعت جثة العراقي في حقيبة ثلج لمدة 24 ساعة ثم سلمتها إلى فريق طبي لإخفاء معالم التعذيب ثم أخذوها بعيدا عن السجن، هذا المعتقل لم يدخل السجن ولم يحمل رقما ولا نعرف اسمه؟! من الوثائق التي ضمنها تاجوبا في تقريره عن سجن أبو غريب بيانات قسم التحقيقات التابع للجيش الذي يؤيد التعذيب بل ويصدر تعليمات بهذا الشأن وهذا ما أكدته شهادة المقدم سابرينا هارمان وهي بالمناسبة من المتهمين بتعذيب السجناء - حيث ذكرت أنها كانت تقوم بواجبها في السجن فقد كان عليها إبقاء المعتقلين في حالة يقظة دائمة.. وهي قد وضعت المعتقل العراقي - صاحب الصورة الشهيرة التي نشرتها الصحف - فوق صندوق معدني وأوصلت الكهرباء بأصابعه وقدميه وأعضائه التناسلية.. وقالت في تعليق لها: لمخابرات كانت تريد ذلك لإجبار هؤلاء عليالحديث، زملائي فردريك وجارنر كانوا يؤدون واجبهم لصالح المخابرات وقسم التحقيقات. بأمر من القادة شاهد آخر في هذه الفضيحة وهو السيرجنت جفال ديفيز وهو أيضا من المتهمين قال: إنني شاهدت معتقلين تحت سيطرة المخابرات العسكرية وكانوا يتعرضون لأنواع مختلفة من التعذيب غير أخلاقية وعندما سألناهم عن مدى أخلاقية ما يحدث كانت إجابتهم إن لهم قواعد خاصة. وأكد تاجوبا في تقريره أن جفال ديفيز ذكر في شهادته الموثقة أنه سمع أفرادا من المخابرات العسكرية يأمرون حراس السجن بالاعتداء عليالمعتقلين جنسيا!! وعندما سأله المحققون فزعا: ماذا قال رجال المخابرات مرة أخرى؟ قال مؤكدا: اجعلوهم يقضون ليلة عصيبة. هذه الأوامر تلقاها كل من فردريك وديفيز وجارنر وبعد اغتصاب المعتقل الذي تم اختياره اثني رجال المخابرات عليهم وقالوا لهم: قمتم بعمل رائع لقد انهار المعتقلون بسرعة وأجابوا عن كل الأسئلة واعطونا معلومات جيدة!! وعندما سأل المحققون ديفيز: لماذا لم يخبر قائده بما يحدث؟ قال:لقد كنا ننفذ الأوامر الصادرة من أعلى. شاهد آخر من المتهمين وهو المقدم جاسون كينل ذكر أنه شاهد المعتقلين عراة وبأمر من رجال المخابرات العسكرية أخذ المراتب والأغطية والملابس وألقاها بعيدا لإذلالهم. في تقرير أروبي..اغتصاب منظم للأسيرات العراقيات كشفت أجهزة استخباراتية أوربية أن عمليات التعذيب التي تسربت صورها من سجن أبو غريب ببغداد يحدث مثلها وأبشع منها في سجون ومعسكرات اعتقال أخرى بالعراق، وعلى رأسها معسكر كروبر للسجناء العراقيين الواقع بالقرب من مطار بغداد، مشيرة إلى حدوث عمليات اغتصاب منظمة للمعتقلات العراقيات. وقالت صحيفة الوطن السعودية إنها اطلعت على تقرير أعدته أجهزة استخباراتية أوربية لم تحددها الصحيفة يشير إلى حدوث انتهاكات مماثلة لتلك التي وقعت بسجن أبو غريب وأكثر بشاعة منها في العديد من السجون ومعسكرات الاعتقال، على رأسها معسكر كروبر للسجناء العراقيين بالقرب من مطار بغداد، حيث تعتقل القوات الأمريكية في هذا المعسكر ذوي الأهمية ممن لديهم معلومات سياسية أو عسكرية أو معلومات تتعلق بأعمال مقاومة الاحتلال. على علم بها وكشف التقرير الأوربي عن وجود تقرير حكومي أمريكي صدر عن فرع قوات مشاة البحرية (المارينز) في وزارة الدفاع الأمريكية يفيد حدوث عمليات تعذيب بشعة في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر ,2003 ويشير إلى مدى ما تعرض له بعض الضباط والشهود من ضغوط لعدم تسريب أنباء التعذيب. اغتصاب منظم وأوضح التقرير الأوربي أن التقرير الحكومي الأمريكي ورد فيه حدوث عمليات اغتصاب منظمة للنساء وهتك أعراض الرجال، واستخدام الكهرباء وإطلاق الكلاب على المعتقلين المصابين، مشيرًا إلى أن هذه العمليات بلغت حد إجبار المساجين على عدم النوم لأيام متواصلة لإرهاقهم ذهنيًّا وتنفيذ عمليات غسيل مخ لهم، عبر استمرار الضرب المتقطع، وتشغيل مكبرات صوت بالموسيقى، ووضعهم تحت أضواء كاشفة قوية. وأضاف التقرير أن الحكومة الأمريكية طلبت من ضابط كبير يعمل مفتشًا في جهاز الاستخبارات القيام بعمل تحقيقات حيادية في ديسمبر ,2003 حول وضع السجناء والمعتقلين في السجون الأمريكية في العراق، وطرق التحقيق معهم، وأساليب معاملتهم من قبل الجنود والسجانين، على أن تشمل هذه التحقيقات سجن أبو غريب، لكن هذا المفتش تعرض لضغوط كبيرة لتمييع التحقيق، وإغفال النتائج والتوصيات التي يتم التوصل إليها. كانت شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية قد نشرت في أحد برامجها يوم 2004428 صورًا التقطت بسجن أبو غريب في أواخر عام 2003 تبين القوات الأمريكية وهي تسيء معاملة عدد من المعتقلين العراقيين. إهانات وابتسامات وأظهرت الصور الجنود الأمريكيين وهم يبتسمون ويقفون لالتقاط الصور التذكارية ويضحكون ويلوحون بعلامة النصر بأصابعهم، بينما تكوّم معتقلون عراقيون عرايا في شكل هرمي أو وقفوا في أوضاع وكأنهم سيمارسون الجنس مع بعضهم بعضًا. وكتبت كلمات مهينة على بشرة رجل عراقي باللغة الإنجليزية، كما اقتاد الجنود الأمريكيون رجلاً آخر ليقف على صندوق ورأسه مغطى، في حين تم توصيل أسلاك إلى يديه وتم إبلاغه بأنه إذا سقط من أعلى الصندوق فسيصعق بالكهرباء. وخلافًا للانتهاكات الأمريكية ضد المعتقلين العراقيين كشفت صحيفة ديلي ميرور يوم 200451 تقريرًا أكدت فيه أن الجنود البريطانيين ارتكبوا جرائم أخلاقية ضد المعتقلين العراقيين شملت التبول عليهم وتعذيبهم وتجريدهم من ملابسهم. أما صحيفة الجارديان البريطانية فنقلت في اليوم نفسه عن السيرجانت البريطاني إيفان فريدريك الذي يواجه احتمال المحاكمة العسكرية قوله: إن أحد السجناء العراقيين توفي في نوفمبر 2003 متأثرًا بضغوط التحقيقات، ولكن تم التكتم على تلك الواقعة. كما شهدت شبكة الإنترنت مؤخرًا عملية تداول مكثفة على مواقع إلكترونية أو البريد الإلكتروني لصور تظهر اغتصاب امرأة عراقية في منطقة صحراوية بالعراق على يد جنود من قوات الاحتلال بالعراق، غير أنه لم يتم بعد التأكد من هوية المرأة أو الجنود الذين تبدو عليهم بوضوح الملامح الغربية. الاحتلال يعذب معاونيه! هنود عبيد من ناحية أخرى ذكرت صحيفة هندوستان تايمز الهندية في عددها الصادر الأربعاء 200455 أن 20 هنديًّا كانوا يعملون في طهو الطعام بأحد معسكرات الجيش الأمريكي قبل الهرب منه، أكدوا أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة خلال 9 أشهر. وكان الرجال من ولاية كيرالا جنوب الهند، قد دفع كل واحد منهم (75 ألف روبية)، أي ما يعادل (1700) دولار أمريكي للحصول على تأشيرة للتوجه إلى الكويت في أغسطس ,2003 وتعرضوا للاحتيال من قبل عملاء في مكاتب التوظيف وهبطوا في بغداد. وقالت الصحيفة الهندية نقلاً عن أحد الرجال الهنود ويدعى حميد: إنه وزملاءه نقلوا إلى معسكر تابع للجيش الأمريكي في الموصل، حيث أبلغوا بأنهم اقتيدوا إلى هناك للعمل في طهو الطعام. وأوضح حميد كنا عبيدًا في المطابخ الأمريكية، وكنا لا ننام سوى ساعتين بالكاد، وأي خطأ من جانبنا يعرضنا للتعذيب لعدة أيام، مضيفًا أنهم غالبًا ما كانوا يستخدمون كدروع بشرية عندما يتعرض معسكرهم لهجوم من قبل المقاومين العراقيين.