أصدر قاض فيدرالي أمريكي أمرا لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) برفع الحظر عن نشر نحو 144 صورة فوتوغرافية، التقطها جندي أمريكي لعمليات تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب في بغداد. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أول أمس أن ألفن هيلرشتاين قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية في مانهاتن بنيويورك، أصدر حكما قضائيا يفرض على البنتاغون نشر بعض تسجيلات الفيديو، و144 صورة فوتوغرافية للتعذيب في أبو غريب بحلول الثلاثين من الشهر الجاري. ويأتي هذا الحكم استجابة للدعوى القضائية التي رفعتها جماعات للحقوق المدنية ضد البنتاغون بينها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، تتعلق بإساءة معاملة المعتقلين في أبو غريب وغوانتانامو بكوبا. وامتنع مسؤولون بالبنتاغون عن التعقيب على الأمر القضائي، لكن محاميهم قالوا إن تسليم هذه التسجيلات والصور ينتهك اتفاقية جنيف، بدعوى أنه سيتم التعرف على هوية المعتقلين من خلال هذه الصور التي التقطها السرجنت الأمريكي جوزيف داربي؛ وهو ما يؤدي إلى إلحاق الضرر المعنوي بهم. وكان داربي قد كشف عن فضيحة تعذيب المعتقلين في أبو غريب من خلال الصور التي التقطها قبل أكثر من عام. ورد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية على هذا الأمر، قائلا إنه من الممكن أن تجرى عملية دبلجة للصور وشرائط الفيديو بحيث يتم إخفاء وجوه المعتقلين، معتبرين أن انتهاك معاهدات جنيف حدث بالفعل بوقوع تلك الإساءات وليس بالكشف عنها. وقد أمهل القاضي الأمريكي الحكومة الأمريكية 10 أيام لتقرير المدة التي ستستغرقها في دبلجة 4 شرائط فيديو، من أجل السماح لوسائل الإعلام بنشرها. ونقلت الصحيفة عن أنثوني روميرو مدير اتحاد الحريات المدنية الأمريكي قوله: إن الصور ربما تكون مروعة، لكنها تظهر كيف أن التعذيب أكثر من مجرد تصرفات فردية من الجنود الأمريكيين المارقين.وأضاف: من حق الرأي العام الأمريكي أن يعلم ما ارتكب باسمنا، فربما تقوم الحكومة بتشكيل لجنة خارجية خاصة للتحقيق في تعذيب السجناء وإساءة معاملتهم بعد أن تخرج تلك الصور إلى النور. ومن جانبها قالت أرميت سينغ محامية الاتحاد الأمريكي: هذه الوثائق تكشف عن أن تعذيب المعتقلين كان أمرا منهجيا، ويبرز الحاجة إلى تحقيق مستقل لتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات. واعتبرت صحيفة الإندبندنت قرار القاضي الأمريكي من شأنه أن يخلق كابوسا جديدا للمسئولين الأمريكيين، الذين يسعون إلى دحض الاتهامات الموجهة إليهم بتبني سياسات التعذيب في سجون العراق وأفغانستان وغيرهما. كما رأت أن الصور الجديدة للإساءات ضد العراقيين ستعمق سمعة الولاياتالمتحدة كراع للتعذيب؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيد الوضع الأمني المتفجر في العراق.