قضي الأمر وانتخب المجلس الجماعي لسلا، وأفرز تشكيلة تعتبر تحالفا طبيعيا بالنظر إلى النتائج. فالمواطنون منحوا ثقتهم بالترتيب للحركة الشعبية فالعدالة والتنمية ثم الأحرار... وإذاكان تدبير الشأن المحلي هو الهاجس المشترك بين جميع الأطراف فإن التعاون يصير أمرا لازما، يغدو تجاوز الإحن السياسية، وأورام الإيديولوجيا ووهم التفوق والطهرية، وعقدة العداء التاريخي واجبا وطنيا...من أجل مصلحة جماعتنا. فلا بد إذن من التحرر من هذه النفايات والتسلح بشعار أبدعه حسن البنا رحمه الله :نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. لقد حرصنا في حزب العدالة والتنمية أن تكون هذه القاعدة رائدنا أثناء مفاوضات التحالف، وقد فتحنا باب الحوار مع الجميع، حتى إنه عندما اتفقنا مع الحركة الشعبية على المبادئ العامة الضابطة لتحالفنا...قررنا مفاتحة الأطراف الأخرى لتقوية التحالف واقترح اسم حزبين هما: حزب الاستقلال الذي كنا دائما نبعث له بالإشارات ليفهم أن الشرط النفسي لنجاح العمل الجماعي هو تجاوز العوائق المرتبطة بالأشخاص إلى فضاء الترجيح بالمصلحة العامة، بناء على مؤشرات الاشتغال والتعاطي مع الشأن العام. وحزب الاتحاد الاشتراكي الذي اقترحه حليفنا واستفسرنا إن كان لنا اعتراض فكان ردنا واضحا أبلجا، نحن ليس عندنا مشكل مع أحد لأن العمل الجماعي تدبير لليومي وفق خطة وبرنامج تتم مدراسته والتشاور حوله...وهذا في تقديري هو النضج السياسي. ما يجب أن نفهمه كأحزاب أن المجالس الجماعية يجب أن ترقى إلى مستوى من العقلانية في إدارة الخلاف، تتجاوز فيه لغة الشتيمة والتشويه ومسرحيات التباري الخطابي واستغلال الدين. ومما يؤسف له أن هذه المسلكيات البدائية لازالت من الوسائل المفضلة عند بعض المنافسين السياسيين...وإذا كانت المراهقة السياسية تعتبرها حذاقة ودهاء فإن فطنة المواطن تراها غباء ومواراة للضعف السياسي بتشنجات شبيهة بلحظة النزع الأكبر(خروج الروح).آه لو يفهم الإخوة الاستئصاليون الذين بسطوا أياديهم لقتلنا، أن إقصائهم وسبابهم وقذعهم كانوا أكبر حملة انتخابية(قبل الأوان) استفاد منها حزب العدالة والتنمية ومن ثم فإن المراهنة على الاستثمار السياسوي لأحداث 16 ماي أو 11 شتنبر بدل تصحيح المسلك السياسي والرؤية رهان طفولي، لأنه يتكوم على الأشياء ويظهر رغبة التملك ببشاعة يحدسها المواطن الصادق فتبعثه على التقزز . ومن مضحكات الزمان أن تزعم صحيفة أنزه فمي-عن ذكر اسمها-حتى لا أجبر على المضمضة سبع مرات بالماء والتراب أن أفراد حزب العدالة والتنمية حضروا بمكناس لحفل للشيخات، واستمتعوا بفن العيطة! متوخية ترك الانطباع بأنه أتى كبيرة وأنهم يقولون ما لا يفعلون!! ومع أن هذا ادعاء صحافة تقتات على الشائعة كما يتغذى الذباب من المطارح...فإنه من المفيد مساءلة الصحيفة عن سر إدراجها لفن العيطة في سياق التنقيص...مع أن السيد وزير الثقافة من حماة هذا اللون الشعبي، والمنقذين لتراثه من الانقراض!!! والحقيقة أننا لا ننكر استجابتنا للعيطة عيطة السلاويين الذين وضعوا ثقتهم فينا لنساهم في الإصلاح..مع كل الغيورين والراغبين في الإصلاح..فتعالوا إلى كلمة سواء أن لا نخونهم! يوسف غربي