محادثات جديدة بين الطرفين لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري الجزائري الأمريكي كشفت نشرة إخبارية خاصة للقوات الجوية بواشنطن نشرت بالصحافة الأمريكية عن أن مفاوضات بشأن إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في إفريقيا تجري حاليا بين كتابة الدولة للدفاع الأمريكية وبين العديد من الدول الإفريقية منها المغرب والجزائر. وجاء في جريدة الخبرالجزائرية، التي أوردت النبأ، أمس الأحد، أن واشنطن أدرجت ضمن الدول التي ترغب الإدارة الأمريكية في إنشاء قواعد عسكرية على أراضيها كلا من المغرب والجزائر، ونسبت إلى جريدة نيويورك تايمز مقالا للكاتب فينس كراولي يشير فيه إلى أن مخططي سياسة البنتاغون الأمريكي يبحثون حاليا عن تسهيلات وقواعد عملية في عدد من الدول الإفريقية لإنجاح مشروع بناء هذه القواعد. وأضافت الجريدة استنادا إلى المصدر نفسه أن حوالي 12 دولة إفريقية مرشحة كلها، حسب تأكيدات المشرعين القانونيين في اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ الأمريكي المكلفة بالمنشآت العسكرية لاحتضان مثل هذه القواعد العسكرية، وأن المغرب والجزائر وتونس والسينغال وغانا ومالي وكينيا هي الدول الإفريقية التي تجري معها المفاوضات الأمريكية بهذا الشأن. وكان العميد شارل اف. وولد ، نائب القائد العام للقوات الأمريكية بأوربا التي تتخذ مدينة شتوتكورت مقرا لها، قد قام أول أمس السبت، على رأس وفد هام مرافق له، بزيارة للجزائر، بدعوة من قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الجنرال محمد العماري، لإجراء محادثات بين الطرفين تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطارعلاقات التعاون العسكري الجزائري- الأمريكي، ومواصلة الحديث حول إنشاء قواعد عسكرية في إفريقيا، بما فيها القاعدة العسكرية الأمريكية المزمع إنشاؤها في الجنوبالجزائري. ووصفت جريدة الخبرالجزائرية في نسختها ليوم أمس هذه الزيارة، الثانية من نوعها، بعد الزيارة التي قام بها سلفه فولفولد كارتلون بكونها تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى خلفياتها وأبعادها، وذهبت إلى أنها جاءت بعد تأكيدات شارل اف. وولد ضرورة دعم العديد من الدول الإفريقية في مكافحة الإرهاب من بينها الجزائر، وسعي القيادة العسكرية الأمريكية للحصول على تسهيلات عسكرية في إفريقيا. وتأتي زيارة شارل اف. وولد ، نائب القائد العام للقوات الأمريكية بأوربا للجزائر بعد الجولة التي قام بها في العديد من الدول الإفريقية منها جنوب إفريقية والكونغو ودول البحيرات الكبرى والساحل الإفريقي لنظر في إمكان توسيع التعاون مجال مكافحة الإرهاب، والحصول على تسهيلات عسكرية في هذا الإطار. جدير بالذكر أن الزيارة التي قام بها نائب القائد العام للقوات الأمريكية بأوروبا، شارل اف. وولد جاءت تتويجا لما كانت أعلنت عنه يومية كوتيديان أوران الجزائرية في الأسبوع الأخير من شهر يوليوز الماضي، حيث أشارت في ذلك الحين إلى أن الإدارة الأمريكية ارتأت- في سياق محاربة الإرهاب كنتيجة مباشرة لأحداث 11 شتنبر 2001 وما تلا ذلك من أحداث إرهابية أخرى هزت العديد من الدول العربية الإسلامية منها المغرب والجزائر وتونس والسعودية وغيرها، أن تقوم ببناء قاعدة عسكرية في الجنوبالجزائري، بما يشكل ذلك من استفزاز واضح للمغرب، وسباق جزائري محموم نحو التسلح، والظهور بمظهر الممتلك لأكبر قوة عسكرية في الشمال الإفريقي. وكانت لويزة حنون، الناطقة الرسمية لحزب العمال الجزائري، قد أدانت في الوقت نفسه المفاوضات الجارية بين الكونغرس الأمريكي ووزارة الدفاع الجزائرية بخصوص إنشاء القاعدة العسكرية الأمريكية المعنية في الجنوبالجزائري، وعبرت عن تخوفها من هذا المشروع ومن وجود أية قاعدة عسكرية بجنوب بلادها. وفي إطار سعي الجزائر نحو تقوية ترسانتها العسكرية نشيرإلى عمليات شراء الأسلحة المتكررة، آخرها شراء ما فاقت قيمته أربعة ملايير درهم من روسيا السنة الماضية إثر زيارة الجنرال محمد العماري لها، وقبل ذلك حينما وقع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة صفقة أسلحة خلال دجنبر سنة 2001 في واشنطن مع ثلاث شركات لصناعة الأسلحة الرئيسية التي تزود وزارة الدفاع الجزائرية من أجل الحصول على أحدث الردارات العسكرية. وكان تقرير عسكري أمريكي قد أعلن في وقت سابق عن أن الجزائر تسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، مشيرا إلى أن حجم إنفاقها على التسلح بلغ 9,1 مليار دولار عام ,1999 كما ارتفع في عام 2000 إلى ما يقارب 2 مليار دولار. ومن المرجح أن تكون السنتان الأخيرتان قد حققتا نسبة تفوق سابقتيها. وقال التقرير الذي أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن السنة ما قبل الماضية إن حجم الإنفاق على التسلح يبلغ مداه في الجزائر، فهي تحاول تخطي مرحلة امتلاك أسلحة تقليدية إلى السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل جدير بالذكر أن شارل اف وولد يعد من أكبر الخبراء في الطيران، وشارك في حروب البوسنة وكوسوفو والفيتنام. عبد الرحمن الخالدي